أكد أنها لجأت إلى طرق المراوغة للتخلص من عقوبات الأمم المتحدة

إنترفيو.. لوكاس كو: كوريا الشمالية تعتمد على النفط المهرّب لتأمين الطاقة

كبير الباحثين في مركز الدراسات الدفاعية المتقدمة في واشنطن لوكاس كو. أرشيفية

تحدث كبير الباحثين في مركز الدراسات الدفاعية المتقدمة في واشنطن، لوكاس كو، عن الشبكات التي تقوم من خلالها كوريا الشمالية بشراء النفط، وقال في مقابلة لصحيفة «ذي دبلومات» إن بيونغ يانغ تلجأ الى طرق الخداع والمراوغة، للتخلص من العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على استيرادها للنفط. وفي ما يلي نص المقابلة:

■ هل تشرح لنا باختصار استراتيجية كوريا الشمالية لشراء النفط؟

■■ تعتمد كوريا الشمالية كلياً على المصادر الأجنية للحصول على النفط من أجل اقتصادها، وجيشها، وبرنامجها التسليحي. وفرض مجلس الأمن الدولي العقوبات على استيراد كوريا الشمالية للنفط عام 2017، ولكنها تنتهك هذه العقوبات باستمرار. وتعتمد الإمدادات غير الشرعية للنفط لكوريا الشمالية على حاملات نفط أجنبية، وأخرى من كوريا الشمالية تشارك في ما يسمى «نظام التبادل»، حيث يتم نقل النفط من منشآت على البر إلى ناقلة نفط، والتي بدورها تقوم بنقله إلى ناقلة أخرى في عرض البحر قبل أن يتم نقله مباشرة إلى كوريا الشمالية. أي أننا نرى هنا ما يقول عنه المختصون في مكافحة غسل الأموال إنه «تعدد الطبقات» في المعاملات المالية، حيث تؤدي كل خطوة ضمن سلسلة خطوات الإمداد إلى تعقيد البحث أمام المحققين حول علاقة كوريا الشمالية بإمدادات النفط.

■ هل تلعب الصين وتايوان دوراً في هذا الصدد؟

■■ تستغل كوريا الشمالية علاقتها بالصين، ولذلك تحاول تنفيذ طرق المراوغة من عقوبات الأمم المتحدة في مياهها الإقليمية عند الضرورة. ونتيجة الاختلافات في أنظمة تسعير النفط في الصين وتايوان، أدى ذلك إلى خلق فرص لتجارة الوقود في المنطقة. على سبيل المثال، تضع الصين حداً أدنى لسعر منتجات النفط بالتجزئة لحماية المصافي المحلية، وتسمح تايوان للناقلات الأجنبية بشراء وقود الديزل معفاة من الرسوم الجمركية في الموانئ المخصصة كمناطق تجارة حرة. وتستفيد كوريا الشمالية من السوق السوداء التي تمخضت عن سياسات البلدين.

■ اشرح لنا المهمة التي تقوم بها «وينسون غروب» في سنغافورة في عملية شراء النفط لكوريا الشمالية.

■■ تأسست مجموعة وينسون غروب عام 1998، وهي شركة تجارة وشحن للنفط مقرها سنغافورة، ولديها مكاتب في شتى أنحاء آسيا. وتعتبر وينسون بمثابة مصدر القوة لصناعة الشحن، اذا إنها كانت تمتلك أو تدير في مارس 2021 عشرات ناقلات النفط، اضافة الى تسهيلات ائتمانية بمليارات الدولارات، وفقاً لقواعد البيانات البحرية، والوثائق المالية. وأشارت التقارير الواردة الينا حول العديد من شحنات النفط لكوريا الشمالية في الفترة ما بين 2017 و 2020 إلى أن شركة وينسون ربما قد شاركت في ذلك، إلا أنها نفت ذلك.

■ كيف ارتبطت إمدادات كوريا الشمالية بشبكات غير قانونية؟

■■ أنشأت السوق السوداء لإمدادات النفط شبكات تهريب متطورة جداً تمتلك القدرة على نقل امدادات النفط الى كوريا الشمالية على الرغم من مهمة المراقبة الدولية المتواصلة. وكشفت تحقيقاتنا عن العديد من الشحنات غير الشرعية للنفط على كوريا الشمالية في عام 2020 والتي ترتبط بالجريمة المنظمة والتهريب وقضايا الرشى.

■ ما هي الطريقة التي تتثبت بها الولايات المتحدة والدول الاخرى من أن بيونغ يانغ مسؤولة عن ممارسات شراء نفط غير شرعية؟

■■ يجب على المجتمع الدولي أن يستفيد بصورة فعالة من المعلومات المتوافرة للعامة في مهمة المراقبة والتحقق من سلوكيات كوريا الشمالية. وتظهر تحقيقاتنا كيف أن المعلومات يمكن إيجادها من مصادر علنية، والتي يمكن الحصول عليها بسهولة من خلال الإعلام وسلطات الجمارك والمؤسسات المالية والشركاء الإقليميين الآخرين المتواجدين في الخطوط الأمامية للجهات التي تعمل على تنفيذ العقوبات على كوريا الشمالية. وإحدى هذه المؤسسات الرائدة في هذا المجال والتي ربما تستفيد من المشاركة والتكامل بالمعلومات المتوافرة للعامة هي «خلية التنسيق والتنفيذ». وهي ائتلاف متعدد الجنسيات تقوده الولايات المتحدة، ويتألف من دول أخرى عدة هي «استراليا، وكندا، ونيوزيلندا، والمملكة المتحدة» تعمل على مراقبة مراوغة بيونغ يانغ في تهريب النفط.

• يجب على المجتمع الدولي أن يستفيد بصورة فعالة من المعلومات المتوافرة للعامة في مهمة المراقبة والتحقق من سلوكيات كوريا الشمالية.

تويتر