السلطات الاجتماعية تراقب ظروفهم المعيشية عن كثب

مقاطعة ويلز تفضل رعاية الأطفال بعيداً عن عائلاتهم

صورة

كان الأخصائيون الاجتماعيون حاضرين، دائماً، في حياة جين. وتعيش الأم البريطانية مع ابنها البالغ من العمر خمس سنوات، وابنتها البالغة من العمر عاماً واحداً، في بلدة صغيرة في جنوب ويلز، حيث الوظائف نادرة والزيارات من الخدمات الاجتماعية شائعة. وكانت جين، البالغة من العمر الآن 34 عاماً، في الثالثة من عمرها عندما تم نقلها إلى الحضانة، وقضت طفولتها تتنقل بين المراكز الخاصة ومنازل الأطفال. وفي سن السابعة عشرة أنجبت طفلها الأول، والذي تم أخذه بسرعة إلى مركز الرعاية. ولم تتمكن من تربية أطفالها، إلى أن أنجبت الطفل الخامس. ويعيش معها الآن طفلاها.

ولاتزال الأم قلقة من أن الخدمات الاجتماعية ستأخذهما بعيداً، وتقوم المقاطعة برعاية طفل من بين كل 100 طفل، في ويلز. ويعتقد أستاذ العمل الاجتماعي في جامعة كارديف، دونالد فوريستر، الذي درس نظام الرعاية لعقود، أن ويلز قد تكون في المقدمة، على مستوى العالم، في ما يخص نسبة الأطفال الذين يتلقون الرعاية. وقال فوريستر: «لا نعرف المعدل الصحيح للأطفال الذين يتلقون الرعاية، لكن هذه الأرقام تثير أسئلة صعبة حول كيفية مساعدة العائلات وحماية الأطفال».

ومن بين 629 ألف طفل في مقاطعة ويلز البريطانية، يتلقى 7172 الرعاية من قبل الدولة، وفقاً لبيانات مارس من العام الماضي، بزيادة سنوية قدرها 5%. ويوجد معظمهم في دور الحضانة، بينما يوجد الباقون في منازل الأطفال، أو مع الأُسر تحت إشراف المحكمة. والمقارنات الدولية صعبة، ولكن في أميركا، على سبيل المثال، يبدو أن المعدل هو نصف المسجل في ويلز، مع 424 ألف طفل، من بين 73 مليوناً، يتلقون الرعاية، أو موجودون في مؤسسات حكومية، في عام 2019. وفي حين أن هناك قلقاً في إنجلترا بشأن زيادة رعاية الدولة للأطفال، فإن الظاهرة في ويلز أكثر وضوحاً.

وفي عام 1994، كان لدى كل من إنجلترا وويلز 0.4% من الأطفال، يتلقون الرعاية. وعلى مدى السنوات الـ26 التي تلت، ارتفع معدل الأطفال دون سن 18 عاماً، في دور الرعاية، بمقاطعة ويلز، بنسبة 153%، مقارنة بـ58%، في إنجلترا.

وبالنسبة للسيدة جين، فإن التهديد بتدخل السلطات ليس بعيداً أبداً. وتقول الأم إن الأخصائيين الاجتماعيين وضعوا الأطفال ضمن خطة رعاية، أثناء الإغلاق، وهددوا بحضانتهم بسبب الرطوبة في منزلها، على الرغم من أن ذلك من مسؤولية جمعية الإسكان. وأوضحت «لم يكن العاملون الاجتماعيون رائعين حقاً في إعطائي المساعدة أو النصيحة»، متابعة «كان المنزل رطباً بنسبة 63%، وقد تم إلقاء اللوم على ذلك». وتقول جين إن تجربتها تجعلها تعرف كيف تنظم الأنشطة اليومية مع أطفالها، «لا أحب شيئاً أكثر من الذهاب مع ابنتي إلى المدرسة، ومشاهدة ابني وهو يركض نحوي، لأنني أعرف كم هو ثمين، ويمكن أن أفقده في أي لحظة».

مرحلة متوترة

عاشت جين مرحلة متوترة عندما كانت شابة، وكانت تعاني مشكلات الصحة العقلية، وكذلك الإدمان على شرب الكحول. ولكنها تخلت عن الكحول، وتزوجت في عام 2018، وبدعم من مؤسسة «أصوات من الرعاية الخيرية»، وهي منظمة تعمل مع أولئك الذين نشأوا في نظام الرعاية؛ أقنعت الخدمات الاجتماعية بأنها والدة جيدة بما يكفي لرعاية طفليها. ولا يساور جين شك في أن الرعاية كانت المكان المناسب لنموها؛ فهي تصف والدتها بأنها «غير مستقرة للغاية»، وأُدين والدها بإساءة معاملة شقيقها الأكبر سناً. ولكنها تشعر أن نظام الرعاية جعل من الصعب عليها أن تنجح كأم. وتسلط تجربتها الضوء على الطريقة التي تخضع بها الأمهات اللواتي يكبرن في الرعاية لمزيد من التدقيق من قبل الدولة، ومن المرجح أن يفقدن حضانة أطفالهن.

ممارسة فاضحة

نُشر كتاب بعنوان «أطفال في الرعاية»، الشهر الماضي، من قبل الأكاديمية لويز روبرتس، بجامعة كارديف. وتناول الكتاب ظاهرة الرعاية، إذ يولد طفل من بين كل أربعة أطفال تم تبنيهم في ويلز، لأم نشأت هي نفسها في الرعاية.

من جهتها، قالت ديبورا جونز، التي تدير موقع «أصوات من الرعاية»: «تأخذ السلطات الأطفال من عائلاتهم عندما لا تكون هناك حاجة إلى ذلك»، موضحة «أعتقد أن هذه ممارسة فاضحة». وترى المديرة الوطنية عن مقاطعة ويلز، في الرابطة البريطانية للأخصائيين الاجتماعيين، أليسون هولمز، أن العائلات في المدن، التي بنيت بعد النهضة الصناعية، واجهت تحديات خاصة.

• من بين 629 ألف طفل في مقاطعة ويلز البريطانية، يتلقى 7172 الرعاية من قبل الدولة، وفقاً لبيانات مارس من العام الماضي، بزيادة سنوية قدرها 5%.

• %153 نسبة ارتفاع معدل الأطفال دون سن 18 عاماً، في دور الرعاية، بمقاطعة ويلز.

تويتر