أثبتن جدارة في إدارة الأزمة

الزعامات النسائية يتفوقن على نظرائهن الذكور في مكافحة «كورونا»

أنغيلا ميركل أدارت الأزمة بكفاءة. رويترز

على مدى الأشهر القليلة الماضية، دار الكثير من النقاش حول مدى فعالية إدارة القيادات السياسية في العالم لأزمة «كورونا». وتساءل الكثيرون: هل القيادات النسائية أم الرجالية هي التي كان أداؤها أفضل؟ وأي البلدان كانت هي الأسوأ؟ وثبت في وقت مبكر من الأزمة أن القيادات السياسية النسائية هي التي تعاملت بشكل جيد للغاية مع الجائحة. وسواء كانت نيوزيلندا التي تترأسها جاسيندا أرديرن، أو تايوان تحت رئاسة تساي إنغ-وين، وألمانيا بقيادة أنغيلا ميركل، فقد ظلت الدول التي تقودها النساء أمثلة تحتذى على كيفية إدارة الوباء.

لا شك أن العديد من القراء لديهم وجهات نظرهم الخاصة. ولكن يمكن القول إنه تتوافر عينة كبيرة بما يكفي من البلدان التي يقودها الذكور والإناث من أجل المقارنة بين القيادات النسائية والرجالية في هذا الشأن. وإذا نظرنا إلى أمثلة الدول التي تقودها النساء - نيوزيلندا والنرويج وسويسرا والدنمارك وفنلندا وألمانيا وأيسلندا وبلجيكا، وتايوان واسكتلندا - فإن البيانات مختلطة لكنها مثيرة للاهتمام.

ووفقاً لما رصدته صحيفة فايننشال تايمز بشأن معدلات الإصابة بالأمراض ومعدلات الاختبار وتشديد إجراءات الإغلاق في نادي منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في البلدان المتقدمة، فإن البلدان التي تقودها النساء لم تفرض شروطاً أكثر صرامة، مثل إغلاق المدارس وقيود السفر، مقارنة بتلك التي يترأسها رجال، ويبدو أن البلدان التي تترأس حكوماتها نساء كانت نتائجها أفضل من تلك التي يقودها رجال في ما يتعلق بمعدلات الوفيات.

واعتباراً من نهاية نوفمبر، بلغ معدل الوفيات التراكمي في نيوزيلندا 5.1 وفيات لكل مليون شخص، وهو أدنى معدل في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. وفي أيسلندا والنرويج وفنلندا، ظل معدل الوفيات لكل مليون شخص أقل بكثير من 100 وفاة. وفي الدنمارك وألمانيا، ظل المعدل أقل من 250 وفاة. وهذا أفضل بكثير مما عليه الحال في البلدان التي يقودها الذكور: في هولندا وفرنسا والسويد مثلاً، المعدل كان أعلى من 500 وفاة، وفي إيطاليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة كان أعلى من 780 وفاة. وفي إسبانيا، اقترب من 950 وفاة. وكان الاستثناء الوحيد ف ما يتعلق بجنس القيادة هو بلجيكا، التي كان لها رئيسة وزراء حتى سبتمبر من هذا العام – حيث بلغ معدل الوفيات 1360 وفاة لكل مليون شخص.

أيضاً، البلدان التي تقودها النساء ظلت تختبر فيروس كورونا بشكل أكثر صرامة. إذا نظرنا إلى متوسط عدد الاختبارات التي تم إجراؤها لكل حالة مؤكدة في البلدان التي تقودها نساء، فقد بلغت 244 اختباراً في يونيو، بينما في البلدان التي يقودها الذكور بلغت 155 اختباراً.

يمكننا على الأرجح استبعاد الثقة في الحكومة كعامل مميز. في نيوزيلندا، 77% من السكان راضون عن استخدام الحكومة للمشورة العلمية. هناك مستويات عالية في البلدان الأخرى التي تقودها النساء مثل ألمانيا والنرويج والدنمارك. ومع ذلك، فإن البلدان التي يقودها الرجال مثل الصين والأرجنتين وهولندا تتمتع أيضاً بمستويات عالية من الثقة مع سجلات مختلطة بالتأكيد بشأن مكافحة «كورونا». ولعل أبرز ما في الأمر هو أن الولايات المتحدة، بنسبة رضا 18%، تأتي في ذيل قائمة الثقة.

عند تحليل السبب الذي جعل أداء القيادات النسائية أفضل، وجدنا أن البلدان التي تقودها النساء أغلقت أبوابها في وقت أبكر بكثير من البلدان التي يقودها الذكور. الدول التي تقودها النساء مثل نيوزيلندا وألمانيا أغلقت بسرعة وبحسم أكبر بكثير من البلدان التي يقودها الرجال مثل المملكة المتحدة. وفي المتوسط، كان لديهن 22 حالة وفاة أقل عند الإغلاق مقارنة بنظرائهن من الرجال.

درسنا أيضاً ما إذا كانت هذه النتائج توحي بأن القيادات النسائية أكثر تجنباً للمخاطر. وتشير الأدبيات المتعلقة بالمواقف تجاه المخاطر وعدم اليقين إلى أن النساء - حتى اللاتي يشغلن مناصب قيادية – يكرهن المخاطر أكثر من الرجال. وفي الواقع فإنه خلال الأزمة الحالية، تم الإبلاغ عن حالات عدة من حوادث السلوك المحفوف بالمخاطر لدى القادة الذكور، حيث قلل الرئيس البرازيلي، جير بولسونارو من خطورة «كوفيد-19» ووصفه بأنه «إنفلونزا صغيرة أو قليل من البرد» وتبجح رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون بأنه «صافح الجميع» في زيارة له للمستشفى. وتهكم الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الفيروس ورفض أن يلبس كمامة، وفي ما بعد أصيبوا بالفيروس.

تويتر