على الرغم من فوزهم في التصويت الشعبي

الديمقراطيون كادوا أن يخسروا الانتخابات الرئاسية هذه المرة أيضاً

صورة

تصاعدت خسائر الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، في كل من المحاكم والتصويت الشعبي، لكنه اقترب بشكل مفاجئ من الفوز، فقبل أربع سنوات شعر الديمقراطيون بالذعر عندما حقق ترامب الفوز في الانتخابات الرئاسية من خلال انتصارات هزيلة في ثلاث ولايات، ما يعني أن 77.774 ألف ناخب رجحوا كفة الانتخابات فعلياً. هذه المرة، بغض النظر عن التصويت الشعبي غير المتوازن لمصلحة الديمقراطيين، كان هامش المجمع الانتخابي أضعف، حيث تظهر النتائج النهائية المعتمدة أن 43.560 ألف ناخب فقط، أو 0.03٪ من الإجمالي، في ثلاث ولايات (أريزونا وجورجيا وويسكونسن) غيّروا مرشحهم في اللحظة الأخيرة ليرجّحوا الكفة، وإذا لم يفعلوا ذلك ربما قد يكون هناك تعادل بين المتنافسين في المجمع الانتخابي. وأن النتيجة بعد ذلك كانت ستحددها انتخابات أكثر غموضاً وأقل أغلبية في مجلس النواب، ربما أصبحت لمصلحة ترامب، ما يجعلها المرة الثالثة خلال 20 عاماً التي يخسر فيها الديمقراطيون الرئاسة، على الرغم من فوزهم في التصويت الشعبي.

إلا أن الديمقراطيين تجنبوا هذا السيناريو الكابوسي بصعوبة. وأنهت جميع الولايات باستثناء ولاية ويسكونسن نتائجها بحلول الثامن من ديسمبر. وفي الـ14 من الشهر نفسه ستلتقي الهيئة الانتخابية وتنتخب جو بايدن الرئيس الـ46 للولايات المتحدة. وستفعل ذلك بهامش قدره 306 أصوات مقابل 232. وهذا هو بالضبط الهامش نفسه لترامب قبل أربع سنوات، والذي وصفه بأنه «فوز كاسح» في ذلك الوقت، وهو الآن يشجبه على أنه محض احتيال.

بدأت الصورة الكاملة للانتخابات تتكشف ببطء في وقت مبكر من مساء الثالث من نوفمبر عندما فاز ترامب بولاية فلوريدا المهمة بسهولة غير متوقعة. وبدا أقوى مما كان متوقعاً في جورجيا ونورث كارولينا. وبدلاً من أن يتقدم بـ10 نقاط مئوية في التصويت الشعبي، كما توقعت بعض استطلاعات الرأي، بدا أن بايدن يقترب منه تقريباً ليلة الانتخابات، بهامش ضئيل يبلغ 1.5 نقطة، أو 1.9 مليون صوت فقط. إلا أن الديمقراطيين كافحوا بشدة لهزيمة ترامب عندما تراءت لهم تجربتهم الأليمة في المجمع الانتخابي عندما خسرت المرشحة الديمقراطية، هيلاري كلنتون، المنافسة في انتخابات 2016.

وفي النهاية، لم يكن التصويت الشعبي قريباً من ذلك، إلا أن الصورة تغيرت جزئياً بسبب بطء عدّ الأصوات في معاقل الديمقراطيين المكتظة بالسكان، مثل كاليفورنيا ونيويورك، وأيضاً بسبب الأعداد الكبيرة غير العادية من الأميركيين الذين يميلون إلى الديمقراطيين في الغالب، والذين صوتوا بالبريد في هذه الدورة بسبب وباء «كوفيد-19». وارتفع هامش التصويت الشعبي لبايدن إلى 4.5 نقاط، أو أكثر من سبعة ملايين ناخب أميركي.

ويبدو أن الهامش الذي حصل عليه بايدن أفضل بقليل من هامش هيلاري كلينتون، البالغ 2.1 نقطة مئوية. ومع ذلك، اقترب الديمقراطيون بشكل مفاجئ من حافة خسارة الانتخابات نتيجة لقواعد الكلية الانتخابية الأميركية الجدلية، التي تضخم قيمة الولايات الصغيرة ذات الميول الجمهورية، وتخصص الأصوات على أساس أن الفائز يأخذ كل شيء.

ولايزال الرئيس ترامب يُنكر الهزيمة، رافضاً التنازل أو الانسحاب برفق. لقد حقق فريقه القانوني سجلاً مذهلاً في خسارة ما يقرب من 50 دعوى في محاكم الولايات والمحاكم الفيدرالية، تناهض نتائج الانتخابات، في سعيه غير التقليدي لقلب النتيجة.

في الثامن من ديسمبر تلقى ترامب خبراً مثيراً للاهتمام بشكل خاص مفاده أن المحكمة العليا، التي كان «يعوّل عليها» للنظر في بطاقات الاقتراع وفي منحه فترة رئاسية ثانية، قد رفضت دعوى قضائية جامحة كان من الممكن أن تعكس خسارته في ولاية بنسلفانيا. وسعى المدعون إلى إبطال بطاقات الاقتراع البريدية بالكامل للولاية، الأمر الذي كان من شأنه أن يحرم 2.6 مليون ناخب من حق التصويت. وجاءت النهاية على شكل مؤلم، حيث رفضت المحكمة هذه الدعوى في جملة واحدة بعد 34 دقيقة فقط من تقديمها من قبل مجموعة من ثمانية جمهوريين من ولاية بنسلفانيا، ولم يلتفت أيّ من القضاة لمعارضتهم.

استقطب هذا الادعاء غير المنطقي دعم 23 من الجمهوريين في مجلس النواب، إضافة الى السيناتور في مجلس الشيوخ، تيد كروز، والذين عرضوا رفع القضية للمحكمة. وبينما لم تلقَ هذه الدعوى، آذاناً صاغية من العدالة، هبت ولاية تكساس لترفع دعوى قضائية ضد أربع ولايات أخرى - جورجيا وميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن - بسبب محاولة تلك الولايات إبطال انتصارات بايدن في اليوم الذي طُلب فيه من هذه الولايات حسم نتائجها. ولم تقبل المحكمة العليا هذه الادعاءات. وعلى حد تعبير أستاذ القانون في جامعة كاليفورنيا بإيرفين، ريك هاسن، فإن هذه الخطوة هي مجرد «بيان صحافي يتنكر في شكل دعوى قضائية».


- الهامش الذي حصل عليه بايدن أفضل بقليل من هامش هيلاري كلينتون، البالغ 2.1 نقطة مئوية. ومع ذلك، اقترب الديمقراطيون من حافة خسارة الانتخابات نتيجة لقواعد الكلية الانتخابية الأميركية الجدلية، التي تضخم قيمة الولايات الصغيرة ذات الميول الجمهورية، وتخصص الأصوات على أساس أن الفائز يأخذ كل شيء.

- لايزال ترامب يُنكر الهزيمة، رافضاً التنازل أو الانسحاب برفق في جنح هذه الليلة المباركة. لقد حقق فريقه القانوني سجلاً مذهلاً في خسارة ما يقرب من 50 دعوى في محاكم الولايات والمحاكم الفيدرالية.

تويتر