اعتبره البعض صلة الوصل بين دمشق وطهران

وليد المعلم.. دبلوماسي مخضرم وواجهة النظام السوري خلال الحرب

صورة

شكّل وليد المعلم وزير الخارجية والدبلوماسي المخضرم الذي توفي، أمس عن عمر 79 عاماً أحد أبرز وجوه النظام السوري والمدافعين عنه، والمسؤول الوحيد الذي احتفظ بحقيبة مهمة في الحكومات التي تعاقبت خلال سنوات الحرب المدمرة.

وكان آخر ظهور علني للمعلم الذي تولى منصب وزير الخارجية منذ 14 عاماً، الأربعاء الماضي، في افتتاح مؤتمر عودة اللاجئين الذي نظمته دمشق بدعم روسي. وبدا متعباً وفي حالة صحية سيئة استدعت مساعدته من شخصين على دخول قاعة الاجتماعات.

التحق المعلم بوزارة الخارجية السورية عام 1964 بعد سنة من تخرجه في جامعة القاهرة بشهادة بكالوريوس في الاقتصاد والعلوم السياسية. تنقّل في مهام دبلوماسية عدة خارج البلاد قبل تعيينه سفيراً لدمشق لدى واشنطن بين العامين 1990 و1999، وهي الفترة التي شهدت مفاوضات السلام العربية - السورية مع إسرائيل.

ملف العلاقات مع بيروت

في العام 2005، عُين نائباً لوزير الخارجية، وكلف إدارة ملف العلاقات السورية - اللبنانية، في فترة بالغة الصعوبة شهدت اغتيال رئيس الحكومة اللبناني السابق رفيق الحريري، وتوجيه أصابع الاتهام إلى دمشق باغتياله. وكان آخر لقاءات الحريري مع المعلم في الأول من فبراير 2005 في بيروت، وقد اتسم بالتوتر بحسب مقاطع منه سربت على مواقع التواصل الاجتماعي بعد مقتل الحريري.

عُيّن المعلم وزيراً للخارجية في 2006، كما شغل منذ عام 2012 أيضاً منصب نائب رئيس مجلس الوزراء. وتذكر وزارة الخارجية السورية على موقعها، أن سورية حققت «اختراقاً لمحاولة عزلتها» منذ تولي المعلم منصبه.

خلال سنوات النزاع الذي اندلع في منتصف مارس 2011، شكّل المعلم واجهة للنظام، واحتفظ بمنصبه رغم تغير الحكومات والوزراء. ولطالما كرر أن الرئيس السوري بشار الأسد «باقٍ في منصبه» طالما الشعب يريده. وكان من بين أول من وصف معارضي النظام بـ«الإرهابيين»، ومن أشد منتقدي المقاتلين الأكراد لتلقيهم دعماً من واشنطن.

عقوبات

بعد أشهر من اندلاع النزاع في بلاده، فرضت الولايات المتحدة في نهاية أغسطس 2011، عقوبات على المعلم الذي قالت إنه «يحاول إخفاء الأعمال الإرهابية للنظام ونشر الأكاذيب»، كما وصفه مسؤول أميركي حينها بأنه «صلة الوصل بين دمشق وطهران».

وخلال سنوات الحرب، اقتصرت زياراته الخارجية المعلنة على عدد محدود من الدول أبرزها روسيا وإيران، الداعمان الرئيسان لبلاده.

وعرف المعلم بنبرته الهادئة وبرودة أعصابه حتى في أصعب مراحل الحرب، وغالباً ما كان يتحدث ببطء، وكان من بين أوائل المسؤولين الذين اعتبروا الاحتجاجات السورية «مؤامرة» خارجية ضد بلاده بوصفها ركناً في «محور الممانعة». كذلك عُرف خلال مؤتمراته الصحافية الطويلة بمواقفه الساخرة من خصوم دمشق، خصوصاً من الغرب الذي فرض العقوبات على بلاده.

وخلال مؤتمر صحافي في دمشق عام 2016، قال المعلم «سننسى أن هناك أوروبا على الخريطة، وسنتجه جنوباً وشرقاً وغرباً».

في سبتمبر 2019، ردّ المعلم على سؤال لصحافي يتعلق بوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، على هامش فعاليات الجمعية العام للأمم المتحدة في نيويورك، بالقول «من هو بومبيو؟ لا أعرفه».

وفي 23 يونيو 2020، حصل التباس جراء تصريح أدلى به المعلم خلال مؤتمر صحافي عقده في دمشق للتعليق على قانون قيصر الأميركي، أكد فيه صحة الأنباء عن طلب الرئيس الأميركي دونالد ترامب التواصل مع الأسد، للبحث في ملف رهائن أميركيين في سورية، ليصدر بعدها بيان نفي عن وزارة الخارجية، فيما بدا كأنه تكذيب لرواية المعلم.

والمعلم من مواليد دمشق في عام 1941، متزوج ولديه ثلاثة أبناء، وله أربعة مؤلفات عن «فلسطين والسلام المسلح 1970»، و«سورية في مرحلة الانتداب من العام 1917 وحتى العام 1948»، بالإضافة إلى «سورية من الاستقلال إلى الوحدة من العام 1948 وحتى العام 1958» و«العالم والشرق الأوسط في المنظور الأميركي».

• كان المعلم من بين أوائل المسؤولين الذين اعتبروا الاحتجاجات السورية «مؤامرة» خارجية ضد بلاده بوصفها ركناً في «محور الممانعة».

• خلال مؤتمر صحافي في دمشق عام 2016، قال المعلم: «سننسى أن هناك أوروبا على الخريطة، وسنتجه جنوباً وشرقاً وغرباً».

تويتر