هدم 51 منشـــــأة خلال أغسطس 27 منها على يد أصحابها وشـرَّد 85 فرداً

الاحتلال يُجبر مقدسيين على الهدم الذاتي لبيـوتهم.. وعائلات باتت بلا مأوى

صورة

«بناء منزلي حلم وتحقق لعائلتي، وهدمه كابوس باغَتَ حياتنا، وأيضاً تحقق ولكن بقرار الاحتلال الظالم».. هكذا أوجز المواطن المقدسي نهاد صبيح شقيرات مأساة الهدم والتشرد التي تعيشها عائلته، بعد قرار الاحتلال بهدم منزله الواقع في جبل المكبر جنوب مدينة القدس، بذريعة البناء دون ترخيص، فيما أجبره على هدمه بيده بتاريخ 8 أغسطس الماضي.

علامات الحسرة

يقول شقيرات، وعلامات الحسرة لا تفارق وجهه: «في عام 2014، بدأت أنا وابني البكر أدهم في تحقيق حلم العائلة، وبناء منزل مكون من طابقين، وفي محيطه ساحة مزروعة، وهذا كان حلم عمرنا، الذي بلغت كلفته ملايين الشواكل، لكن الاحتلال الذي يبيد كل حلم فلسطيني، أصدر قراراً بهدم منزلي، بذريعة عدم الترخيص، وتركني أمام خيارين أحلاهما مر: إما أن أهدم بيتي بيدي، أو تهدمه الجرافات الإسرائيلية، متحملاً تكاليف ذلك».

ويوضح أن بيته، الذي يعيش فيه 11 فرداً، وكل ما فيه من مرافق بنيت وفقاً للقانون وإجراءات السلامة، إلا أن بلدية الاحتلال أخطرت بهدم المنزل المكون من شقتين مرات عدة، خلال السنوات السابقة، بذريعة عدم حصوله على ترخيص بناء.

ويشير إلى أنه حاول، مراراً، بواسطة محاميه الحصول على رخصة البناء، وإلغاء أمر الهدم، إلا أن محكمة الاحتلال كانت ترفض ذلك في كل مرة، حيث كان آخر القرارات من قبل المحكمة المركزية هو الهدم الذاتي، أو تغريمه مبلغ 160 ألف شيكل، في حال قامت آليات البلدية بعملية الهدم.

ويمضي شقيرات بالقول، في حديثه لـ«الإمارات اليوم»: «لا يوجد على الإطلاق أقسى وأصعب من أن يهدم الفلسطيني منزله بيده، أن يُعدم حلمه الجميل بنفسه، فرغم صعوبة الهدم الذاتي لكني قمت بذلك، حماية للأطفال والنساء من اقتحام قوات الاحتلال للمنزل، وحتى لا أدعهم ينعمون بشيكل واحد، مقابل هدمهم منزلي، وتجريف آلياتهم أرضي التي ورثتها عن والدي».

ويشير إلى أن سياسة الهدم الإسرائيلية بذريعة عدم الترخيص، هي بوابة لتهجير المقدسيين من أرضهم الأصلية، مؤكداً أن الاحتلال لن يتمكن من اقتلاعه من أرضه، حتى وإن أجبروه على هدم منزله بيده آلاف المرات.

وفي خلة العين بجبل الطور، أجبرت سلطات الاحتلال عائلة إبراهيم أبوجمعة المقدسية على هدم منزليها ذاتياً، في 12 أغسطس الماضي.

27 عملية هدم ذاتي

وكثف الاحتلال قرار الهدم الذاتي في مدينة القدس، منذ شهر مايو الماضي، وزادت حدته في شهر أغسطس الماضي، حيث يجبر العائلات على هدم منازلها بأيديها، بعد تهديدها بفرض غرامات مالية، مقابل هدم طواقم البلدية وآلياتها للمنزل، والقوات المرافقة لها.

وفي هذا الجانب، يفيد مركز معلومات وادي حلوة سلوان، في تقرير يرصد انتهاكات الاحتلال بالمدينة المقدسة، بأن سلطات الاحتلال هدمت 51 منشأة في مدينة القدس خلال شهر أغسطس الماضي، و27 عملية هدم نفذت ذاتياً على أيدي أصحابها المقدسيين، بقرار مجحف من بلدية الاحتلال، والبقية هدمتها جرافات وآليات الاحتلال.

ويوضح مدير مركز معلومات وادي حلوة سلوان، جواد صيام، أن معظم الوحدات السكنية التي جرى هدمها مأهولة بالسكان، ما تسبب بتشريد 85 فرداً، معظمهم دون سن الـ18 عاماً، وكانوا يمتلكون المنازل المهدمة، ويعيشون داخلها منذ سنوات طويلة.

ويشير إلى أن الهدم تركز في بلدة سلوان التي شهدت هدم 16 منشأة، فيما هدمت 13 منشأة بجبل المكبر، معظمها منازل ووحدات سكنية، أما البيوت المهدمة فكانت في بلدات مقدسية مختلفة منها: بيت حنينا، وجبل الطور.

تشرد

وبالانتقال إلى بلدة حنينا شمال مدينة القدس الشريف، تعيش عائلتا الشقيقين عدي وعبدالسلام الرزام حالة تشرد قاسية، منذ يوم 30 أغسطس الماضي، بعد أن أجبرهما الاحتلال على هدم منزليهما، لتحرم العائلتان المأوى الوحيد، ويكون مصير أطفالهما التشرد، والتنقل بين بلدة وأخرى، بحثاً عن مأوى لهما عند الأهل والأقارب.

يقول عدي الرزام: «أنشأت منزلي أنا وشقيقي عبدالسلام عام 2011، لكن بلدية الاحتلال فرضت علينا دفع مخالفة بناء بقيمة 40 ألف شيكل، وقبل أن ننتهي من دفع المخالفة، أصدر الاحتلال قرار هدم المنزلين».

ويبين المواطن المقدسي أن مساحة كل منزل 70 متراً مربعاً، ويتكون كل واحد منهما من غرفتين ومطبخ وحمام وصالة، مضيفاً: «كنت أعيش أنا وزوجتي وطفلي في منزل، فيما كان يعيش شقيقي عبدالسلام في منزله هو وزوجته وخمسة أطفال، جميعنا أصبحنا اليوم بلا مأوى».


الاحتلال كثف قرار الهدم الذاتي في مدينة القدس، منذ شهر مايو الماضي، وزادت حدته في شهر أغسطس الماضي.

سياسة الهدم الإسرائيلية، بذريعة عدم الترخيص، هي بوابة لتهجير المقدسيين من أرضهم الأصلية.

تويتر