استطلاع يكشف أن 70% من الأطفال تحت سن 16 سنة ينامون في وقت متأخر

نوم الأطفال تأثر بشدة بسبب الفيروس التاجي

المسح أطلق تحذيرا حول التأثير السلبي طويل الأمد للفيروس على نوم الأطفال. غيتي

حذّر الخبراء والجمعيات الخيرية من أن أزمة الفيروس التاجي لها تأثير كبير على نوم الأطفال، إذ إن القلق وتغير الممارسات اليومية يسببان اضطراباً خطراً للأطفال. وتقول عيادة مليبوند المعنية بمشكلات النوم في لندن إنها شهدت زيادة بنسبة 30% في استفسارات الآباء بشأن سلوك نوم أطفالهم، الذين تراوح أعمارهم بين خمسة أعوام و13 عاماً، مقارنة بالفترة نفسها في 2018-2019. ووجدت العيادة أن هناك مشكلة شائعة، وهي أن الأطفال ينامون في وقت متأخر، وينامون أكثر عن ذي قبل.

وتقول مؤسسة العيادة، ماندي جورني «في الوقت الحالي تغص العيادة بالكثير من الزيارات الخاصة بالأطفال»، وتضيف: «نشهد بالتأكيد ارتفاعاً في عدد الزوار من الأطفال، الذين تراوح أعمارهم بين ستة وثمانية أعوام، والمصابين بقلق يؤثر في نومهم». وتضيف: «يشعر الآباء أيضاً بالقلق من بقاء الأطفال الأكبر سناً أو المراهقين في النوم فترات طويلة، حيث إن إغراء الاستلقاء يكون قوياً جداً عندما لا تكون هناك مدرسة يذهبون إليها».

وأطلق مسح شمل 2700 شخص في أبريل، إشارة تحذير مبكر، حول التأثير السلبي طويل الأمد لفيروس كورونا على نوم الأطفال. وهذا المسح يدعم ورقة منشورة حديثاً بمجلة «تشايلد سيكولوجي آند سايكاتري» المعنية بعلم نفس الطفل، والتي تشير إلى أن من المحتمل جداً ظهور مشكلات خاصة بالنوم أثناء الوباء وتفاقمها في ما بعد.

وكشف الاستطلاع أن 70% من الأطفال تحت سن 16 سنة ينامون في وقت متأخر، ولكنهم يستيقظون أيضاً متأخرين (57%). ووجدت الدراسة أن الأطفال أصبحوا يعتمدون بشكل كبير على التكنولوجيا، حيث أفاد ما يقرب من ثلاثة أرباع (74%) الآباء بأن أطفالهم يستخدمون الأجهزة الإلكترونية بشكل أكبر أثناء فترة الإغلاق بسبب الفيروسات التاجية. وفي لينكولنشير، شهدت عيادة خدمة النوم التي أقامتها مؤسسة «سليب تشارتي» 90 حالة في مارس 2020، مع 169 حالة في قائمة الانتظار.

جدول مزدحم

وتقول نائبة الرئيس التنفيذي لمؤسسة سليب تشارتي، ليزا أرتيس: «جدولنا مزدحم للغاية، ونفحص الكثير من الأطفال الذين يجدون صعوبة في الذهاب إلى النوم في الوقت العادي، وينتظرون حتى وقت متأخر كي يتمكنوا من النوم، وأن ذلك لا يحدث فقط بسبب عدم وجود روتين منظم، بل أيضاً بسبب القلق». وتضيف أن الآباء يجدون صعوبة في ذلك أيضاً، وأنهم يشعرون بقليل من الراحة، كما أن الأطفال أصبحوا غير قادرين على ممارسة الرياضة كما كانوا يفعلون عادة. وتقول أيضاً «لقد كانت لدينا بعض الحالات المحزنة، حيث انفصل أفراد بعض العائلات عن بعضهم بسبب الضغط».

في مايو، أجرى باحثون من كلية كينج بلندن مسحاً لـ2554 طفلاً، لمعرفة كيف أثر تفشي الفيروس والإغلاق على نومهم. وأكد ما يقرب من نصف المراهقين، الذين تراوح أعمارهم بين 16 و24 عاماً، أنهم كانوا ينامون ساعات أقل مما كان عليه الحال قبل الإغلاق. وبالمقارنة، قال ثلث الذين تراوح أعمارهم بين 35 سنة وما فوق، الشيء نفسه.

ويقول استشاري طب نوم الأطفال في عيادة افيلينا بلندن، الدكتور مايكل فاركوهار: «كان للفيروس التاجي تأثير كبير في النوم، حيث يضطر المراهقون في كثير من الأحيان إلى أن يتبعوا نمط نوم لا يتماشى مع نمطهم البيولوجي، ويميلون للاستيقاظ في وقت متأخر، وكان المجتمع والمدرسة يدفعانهم من قبل إلى نمط الاستيقاظ المبكر، لكن الإغلاق تسبب في زوال ذلك النمط». وأصدر مستشفى ايفيلينا بلندن نصائح حول النوم، حيث نصح بالتدريبات الرياضية نهاراً، والخروج، وإغلاق الستائر، وتشغيل إضاءة خافتة ليلاً.


أفاد ما يقرب من ثلاثة أرباع الآباء (74%) بأن أطفالهم يستخدمون الأجهزة الإلكترونية بشكل أكبر أثناء فترة الإغلاق بسبب الفيروس التاجي.

تويتر