5% فقط من الإسرائيليين يعتبرونه أولوية الحكومة

العالم يراقب نتنياهو لمعرفة نيته بشأن ضمّ أجزاء من «الضفة الغربية»

نتنياهو يراقب الانتخابات الأميركية بعناية. إي.بي.إيه

تنتظر حكومات العالم إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو عن مخططه للضم المثير للجدل، ومدى القدرة على المضي قدماً في تنفيذه على الأرض، وذلك قبل يوم واحد من الموعد المحدد للكشف عن جدول التنفيذ.

ووفقاً للاتفاقية الموقعة، في مايو، بين نتنياهو ومنافسه الانتخابي السابق، بيني غانتس، لتشكيل الحكومة الائتلافية التي يترأسها نتنياهو، حدد اليوم، الأول من يوليو، موعداً لبدء تنفيذ المشروع الأميركي للشرق الأوسط المثير للجدل.

ويمهّد المشروع الذي طرحته إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الطريق أمام إسرائيل لضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، بما فيها مستوطنات يهودية غير شرعية في نظر القانون الدولي.

واعتبر نتنياهو الخطة «فرصة تاريخية»، فيما رفضها الفلسطينيون.

لكن ظل نتنياهو متحفظاً، في الأسابيع الأخيرة، بشأن نيته الفعلية، في الوقت الذي يعتقد بعض المراقبين أن الحكومة يمكن أن تؤخر أو تبدأ ضم بعض المستوطنات، أو كتل استيطانية مثل معاليه أدوميم أو غوش عتصيون أو أريئيل.

وقال وزير الحرب، بيني غانتس، أول من أمس، إن تاريخ الأول من يوليو ليس «مقدساً»، مانحاً الأولوية لإدارة أزمة وباء «كوفيد-19». وبعدما تمكنت من السيطرة على الوباء، عادت إسرائيل لتسجل مئات الإصابات اليومية بـ«كوفيد-19»، مع تزايد الإصابات في الضفة الغربية.

واعتبر غانتس أن «أي ضم لأراضٍ في الضفة الغربية يجب أن يُرجأ إلى ما بعد احتواء أزمة فيروس كورونا المستجد».

في هذا السياق، يرى 5% فقط من الإسرائيليين أن الضم يجب أن يكون أولوية الحكومة، وفقاً لاستطلاع أخير أجرته القناة التلفزيونية «12».

وقال رئيس المعهد الإسرائيلي للديمقراطية في القدس المحتلة، يوهانان بليسنر: «قد يتساءل المرء في هذه الحالة، لماذا سيروج نتنياهو لمشروعه إذا كان اهتمام الرأي العام في هذا الموضوع ضعيفاً».

اللحظة المناسبة

واعتبر بليسنر أن «التفسير الأول في هذا الصدد هو رغبة رئيس الوزراء المخضرم بالتحرك إلى الأمام لتحويل الأنظار عن محاكمة الفساد المفتوحة ضده في النيابة العامة»، التي بدأت في مايو، وينكر فيها ارتكاب أي مخالفات.

والتفسير الثاني قد يكون رغبة نتنياهو (70 عاماً) في تعزيز إرثه كرئيس وزراء إسرائيلي.

وقال أستاذ علم نفس القيادة في كلية أونو الأكاديمية الإسرائيلية، إيرز يعقوبي، إن رئيس الوزراء مدفوع بسؤال رئيس واحد: «كيف يمكنني البقاء رئيساً للوزراء على المدى الطويل؟»، مضيفاً «من خلال عدم الإعلان علناً عن خططه لتنفيذ مشروع ترامب».

وأضاف: «هو يعلم أن الضم مهم لليمين الإسرائيلي من الناحية الاستراتيجية ولقاعدته الانتخابية، إذا لم يُقدم على الضم فسيشكل ذلك إشكالية مع الناخبين».

وقال يعقوبي «إنه لا يريد التحدث بشكل عام عن الخطة، حتى يجد أن الوقت مناسب للإعلان عما سيفعله».

وأشار البعض إلى أن نتنياهو يراقب على الأرجح الانتخابات الأميركية بعناية، لمعرفة ما إذا كان ترامب في الواقع سيبقى في منصبه بعد يناير، للدفاع عن رؤيته للسلام في الشرق الأوسط.

ونددت الأمم المتحدة، أول من أمس، مرة أخرى بالخطة الإسرائيلية، وحذرت من «صدامات ستبقى لعقود وستضر بشدة بإسرائيل والفلسطينيين». وشهد الاتحاد الأوروبي أكبر شريك اقتصادي لإسرائيل، في الأسابيع الأخيرة، حملة دبلوماسية ضد الضم، لعل أبرز خطواتها الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، إلى القدس المحتلة.

وأشارت الدول العربية من جانبها إلى أن الضم سيهدد المنطقة بـ«صراع كبير»، وقالت إنه سيعرقل أي احتمال لحصول تقارب بينها وبين إسرائيل.

واقترحت الخطة الأميركية أيضاً إنشاء دولة فلسطينية مجزأة ومنزوعة السلاح، محاطة بالأراضي الإسرائيلية، وعاصمتها في ضواحي القدس المحتلة، مع تجاهل مطالب رئيسة للفلسطينيين كاعتبارهم القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية.

وقطعت السلطة الفلسطينية علاقاتها الأمنية والإدارية مع إسرائيل، ومع ذلك قالت، أول من أمس، إنها مستعدة لتجديد محادثات السلام المتوقفة منذ فترة طويلة مع إسرائيل، والموافقة على تنازلات إقليمية «طفيفة».

وبحسب وثيقة حصلت عليها وكالة «فرانس برس»، أول من أمس، فالسلطة الفلسطينية منفتحة على «دولة بها عدد محدود من الأسلحة، وقوة شرطة قوية لدعم القانون والنظام».


بحسب وثيقة حصلت عليها وكالة «فرانس برس»، فإن السلطة الفلسطينية منفتحة على «دولة بها عدد محدود من الأسلحة، وقوة شرطة قوية لدعم القانون والنظام».

تويتر