الاحتلال جرف أراضي واسعة وشق طريقاً استيطانياً يرتبط بالمخططات القادمة

تعميق الاستيطان في «بيت دجن».. أولى خطوات مسار الضم

صورة

بينما تترقب الأنظار اقتراب موعد بدء الاحتلال مشروع ضم أراضي ومناطق الأغوار الفلسطينية، بشمال الضفة الغربية، في شهر يوليو المقبل، تشق إسرائيل أولى خطوات مسار القرار الاستيطاني في قرية فروش بيت دجن، بمدينة طوباس، في منطقة الأغوار الوسطى.

فقد جرفت آليات الاحتلال، حديثاً، طريقاً استيطانياً، يقطع الأراضي الجبلية لقرية فروش بيت دجن، التي يسكنها 1000 فلسطيني، وصولاً إلى مستوطنة الحمرا، الجاثمة على أراضي القرية، حيث يوصل هذا الطريق إلى المخططات الاستيطانية، التي ستقام في الأغوار ضمن قرار الضم.

ومن بيت دجن، انطلق الاحتلال ليواصل شق طرق استيطانية شمال الضفة الغربية، حيث شرعت الآليات في إزالة وتدمير مئات أشجار الزيتون، في المنطقة الممتدة من مفترق مستوطنة «يتسهار»، إلى متنزه «لونا بارك» في سهل حوارة جنوب مدينة نابلس، من أجل إقامة الشارع الالتفافي الخاص لخدمة المستوطنين، والذي يمتد من دوار يتسهار، حتى حاجز زعترة، وصولاً إلى قرية الساوية جنوب نابلس، والذي يصل طوله إلى ما يقارب السبعة كيلومترات، وسيتم من خلاله الاستيلاء على 406 دونمات.

محور المخططات

يقول مسؤول ملف الأغوار في محافظة طوباس، معتز بشارات، في حديثه لـ«الإمارات اليوم»، إن «الطريق الاستيطاني، الذي يشقه الاحتلال، يقع على منطقة جبلية تابعة لقرية فروش بيت دجن، ويصل مباشرة إلى مستوطنة الحمرا، الجاثمة على أراضي القرية منذ عام 1971، وربطها بمغتصبة (ألوم موريه) شمال شرق مدينة نابلس، بطول ستة كيلومترات، على مساحة تزيد على 3000 دونم، ستسلب من أراضي بيت دجن».

تجريف أثناء الليل

ويضيف: «الاحتلال ينفذ، حالياً، عملية التجريف في ساعات الليل، حيث يشارك في عملية الشق ثلاثة بلدوزرات ضخمة، وحتى اللحظة العمل جارٍ على قدم وساق، في شق هذا الطريق الاستيطاني».

ويعد هذا التجريف مقدمة للمزيد من السلب الإسرائيلي لأراضي القرية، لضمها إلى مخططات الاستيطان القادمة، وذلك بحسب بشارات.

ويبين بشارات أن قرية بيت دجن، الواقعة في مدينة طوباس شمال الضفة الغربية، تعد محور مخططات الضم القادمة، فقد سلب الاحتلال في السابق 1560 دونماً من أراضيها، وذلك لإقامة مستوطنة الحمرا على أراضيها المقامة على قمم الجبال، إلى جانب وقوعها في قلب المشروعات القائمة حالياً، حيث يحاصرها حزام استيطاني، ومواقع عسكرية لجيش الاحتلال.

ويمضي مسؤول ملف الأغوار، قائلاً «إن بيت دجن تتوسط العديد من القرى الفلسطينية التي تجاورها من جميع الاتجاهات، وهي قرى: الجفتلك، وطمون، والعقربانية، وعين شبلي، وجميعها ستشهد إقامة مخططات الضم».

ويشير إلى أن مساحة قرية بيت دجن الإجمالية (20083) دونماً، منها (233) دونماً مخصصة للسكن، و(11617) دونماً تستخدم للأنشطة الزراعية في القرية، فيما سلب الاحتلال (1562) دونماً للنشاط الاستيطاني والقواعد العسكرية الجاثمة على أراضي بيت دجن.

كارثة الضم

ثلث مساحة الضفة تمتد في مناطق الأغوار الفلسطينية، من مدينتي طوباس ونابلس شمال الضفة، مروراً بمدينة أريحا، وصولاً إلى نهر وغور الأردن، مشكلة ثلث مساحة الضفة الغربية، فيما تقسم حسب اتفاقية أوسلو إلى ثلاث مناطق، هي: (أ) وتخضع لسيطرة السلطة الفلسطينية، ومساحتها 85 كيلومتراً مربعاً، و(ب) المشتركة بين السلطة والاحتلال، ومساحتها 50 كيلومتراً مربعاً، أما المنطقة المصنفة (ج) فتخضع للسيطرة الإسرائيلية الكاملة، ومساحتها 1155 كلم، وتشكل 88.3 من مساحة الأغوار الإجمالية. ويؤكد رئيس التجمعات البدوية بالأغوار، عارف دراغمة، أن ضم الأغوار كارثة كبرى، حيث سيسلب الاحتلال جميع أراضي الأغوار البالغة 1290 كيلومتراً مربعاً، والتي تشكل 29% من مساحة الضفة الغربية.

ونتيجة لضم جميع مناطق الأغوار، يتعرض الفلسطينيون (أهالي تلك المنطقة) لحكم الاحتلال المباشر في كل شؤون حياتهم، إلى جانب السطو على ممتلكاتهم وأراضيهم، التي يمتلكونها منذ مئات السنين، وذلك بحسب دراغمة.

27 تجمعاً

ويلفت دراغمة، وهو ناشط حقوقي، إلى أن الاحتلال يسيطر، بفعل مشروع الضم إلى جانب آلاف الدونمات التي سيسلبها، على 27 تجمعاً سكانياً من محافظات طوباس وأريحا، كما يقضي على حدود الأغوار المجاورة للمملكة الهاشمية الأردنية، حيث يعزل الضفة في منطقة غور الأردن، ليحاصرها الاحتلال من جهاتها الأربع. ويشير دراغمة إلى أن الاحتلال بموجب قرار الضم سيسرق حوض المياه الشرقي، الذي تبلغ سعته 170 مليون متر مكعب من مياه الضفة الغربية، بالإضافة إلى أربعة ملايين متر مكعب من مياه نهر الأردن. ويوضح الناشط الحقوقي أن مناطق الأغوار تعد خزان المياه الجوفية في الضفة الغربية، فيما تقع قرية فروش بيت دجن على بحر من المياه الجوفية، لافتاً إلى أن الاحتلال يستهدف تلك المنطقة لخصوبة أراضيها، وكثرة مصادر المياه الجوفية العذبة فيها.

وتستولي مستوطنة الحمرا على المياه الجوفية في فروش بيت دجن، كما تعد خطاً ناقلاً لها إلى المستوطنات الأخرى.


- الاحتلال، بموجب قرار الضم، سيسرق حوض المياه الشرقي، الذي تبلغ سعته 170 مليون متر مكعب من مياه الضفة الغربية، بالإضافة إلى أربعة ملايين متر مكعب من مياه نهر الأردن.

- بيت دجن تتوسط العديد من القرى الفلسطينية، التي تجاورها من جميع الاتجاهات، وهي قرى: الجفتلك، وطمون، والعقربانية، وعين شبلي، وجميعها ستشهد إقامة مخططات الضم.

تويتر