ينطلق من مدخل المدينة المقدسة ويمر بالقرب من حائط البراق

القطار السريع.. مشروع إسرائيلي ليهود القدس محطته الرئيسة «دونالد ترامب»

صورة

تسابق إسرائيل الزمن، لفرض السيطرة الكاملة على مدينة القدس، ومعالمها الدينية والأثرية، وبلداتها كافة، من خلال تكثيف مشروعاتها التهويدية في كل الأحياء والمناطق بالمدينة المقدسة، وعلى الصعد كافة، لتكمل دائرة مخطط تهويد القدس.

ففي تجاوز جديد لحرمة المسجد الأقصى المبارك والمدينة المقدسة، أقر جهاز التنظيم والبناء الإسرائيلي البدء في أعمال مد طريق القطار السريع، الواصل بين مدينة القدس وتل أبيب داخل الخط الأخضر، أو ما يسمى أراضي الداخل المحتل 48، إلى البلدة القديمة في القدس، وإقامة محطات للقطار في مداخل البلدة وداخلها، فيما تقام «محطة الحائط» الرئيسة عند حائط البراق، والتي سيطلق عليها اسم «دونالد ترامب».

وكانت متحدثة باسم وزارة النقل الإسرائيلية أكدت، في فبراير الماضي، أن اللجنة الوطنية للبنية التحتية وافقت على بناء محطة قطار، بالقرب من حائط البراق في المدينة القديمة بالقدس الشرقية، فيما رحب وزير النقل، بيزاليل سموتريتش، بهذا القرار، ووصفه بأنه تاريخي.

وأوضحت وسائل إعلام إسرائيلية أنه سيتم العمل على إطلاق القطار السريع من محطة «يتسحاق نافون»، عند مدخل المدينة المقدسة، إلى حائط البراق، في مسار سيمر كله تحت الأرض، فيما كشف موقع «القدس 5800»، الذي يتبع الجمعيات الاستيطانية المشرفة على مشروعات تهويد القدس، أنه «بعد سنوات من العمل السري، تحت أسوار البلدة القديمة في القدس، وتحديداً في أعماق الأرض، تم الانتهاء من تشييد مشروع القطار الكهربائي السريع، بكلفة سبعة مليارات شيكل، وهو الأعمق في إسرائيل والعالم».

مشروع استيطاني جديد

ويعد مشروع القطار داخل القدس امتداداً لخط القطار السريع بين مدينة القدس وتل أبيب، الذي بدأ العمل به أواخر شهر ديسمبر من العام الماضي، حيث ستربط المحطات الجديدة المدينة المقدسة ببقية سكك القطار الكهربائي في إسرائيل، ومن المتوقع أن ينقل يومياً 85 ألف مسافر، وذلك بحسب مسؤول وحدة الخرائط والنظم الجغرافية في بيت الشرق، خليل تفكجي.

ويقول تفكجي، لـ«الإمارات اليوم»، إن «قطار القدس جزء من مشروع استيطاني ضخم، لدمج القدس الشرقية والغربية، وفقاً لمخطط بلدية إسرائيل في القدس، والذي يهدف إلى تغيير الواقع الديموغرافي والجغرافي في القدس الشرقية، وهو ما يتنافى مع مَواثيق الأمم المتحدة واليونيسكو».

ويشير إلى أن الاحتلال يسعى، من خلال محطات القطار الكهربائي السريع لربط المستوطنات في شرق مدينة القدس بمركزها، خصوصاً مستوطنة معاليه أدوميم كبرى المستوطنات، وذلك لتيسير حركة انتقال المستوطنين من غرب المدينة المقدسة إلى شرقها، وإلى البلدة القديمة، والمسجد الأقصى المبارك.

ويوضح مسؤول دائرة النظم الجغرافية والخرائط في جمعية بيت الشرق أن شبكة القطار السريع تندرج في إطار مشروعات استراتيجية وحيوية، يعتزم الاحتلال تنفيذها في محيط مدينة القدس، لافتاً إلى أن هذه الشبكة ستتفرع منها مسارات عدة، في محيط المدينة المقدسة وداخل بلداتها، بما في ذلك حي الشيخ جراح.

وبحسب المخطط الهيكلي لمشروع القطار السريع داخل مدينة القدس، فإن مساره يمتد من تحت شارع يافا في البلدة القديمة بالقدس، على عمق نحو 80 متراً من محطة يتسحاق نافون، وصولاً إلى عمق 50 متراً عند وصوله محطة الحائط، التي سيطلق عليها اسم محطة دونالد ترامب.

تسهيلات للمستوطنين

يؤكد أستاذ الهندسة المعمارية في جامعة بيرزيت والباحث في شؤون القدس، جمال عمرو، أن مشروع القطار السريع في القدس يأتي لتعميق سيطرة الاحتلال، واستكمال مخططات تهويد مدينة القدس.

ويضيف أن «مشروع شبكة القطار الكهربائي السريع، يعد أداة المواصلات الجماعية الأكبر في المدينة المقدسة، فالهدف المركزي لهذا المخطط هو تقديم تسهيلات للمستوطنين واليهود، لنقل أكبر عدد منهم يومياً إلى الحرم القدسي، وحائط البراق من كل المناطق من داخل وخارج القدس».

ويلفت إلى أن الاحتلال، من خلال مشروع القطار السريع في المدينة المقدسة، يستثمر شبكة الأنفاق التي بناها تحت البلدة القديمة بمدينة القدس، ويرغب شركات السياحة بتوجيه أنشطتها إلى هذه المنطقة، ويوضح أن «الخطوط الحديدية لشبكات ومحطات القطار السريع في مدينة القدس تدخل خمسة أنفاق، بعضها أنفاق مزدوجة يبلغ طولها الإجمالي 20 كم».

تويتر