تسلموا قرارات إخلاء منازلهم لمصلحة جمعية «عطيرت كوهنيم» الاستيطانية

750 مقدسياً في حي بطن الهوى يواجهون نكبة تهجير جديدة

صورة

تواجه مئات العائلات المقدسية في حي بطن الهوى ببلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى المبارك، موجة تهجير واسعة، تستهدف هدم منازلهم والسيطرة عليها، لمصلحة الجمعيات الاستيطانية، وهي محاولة جديدة للاستيلاء على البلدة، كونها الحاضنة الجنوبية للحرم القدسي.

ويعيش في البيوت المهددة بالإخلاء نحو 750 فلسطينياً، من 112 عائلة تمتلك المنازل الموجودة في الحي، جميعها ستصبح تحت سيطرة جمعية «عطيرت كوهنيم» الاستيطانية، التي تزعم إدارتها لهذه العقارات منذ عام 2001، ويقطنها المقدسيون منذ مئات السنين، حيث تلاحق الجمعية المقدسيين في المحاكم الإسرائيلية، موجهة بلاغات قضائية وتهديدات بإخلاء منازلها.

وكانت المحكمة الإسرائيلية قد أجبرت عائلة الرجبي على إخلاء بناية سكنية بحي بطن الهوى في سلوان، جنوب المسجد الأقصى المبارك، في نهاية يناير الماضي، فيما أصدرت محكمة الصلح الإسرائيلية غرب القدس، في منتصف شهر فبراير الماضي، قراراً يقضي بإخلاء مبانٍ تعود ملكيتها لعائلات شويكي وعودة ودويك، بعد رفضها الاعتراضات التي قدمتها العائلتان، على البلاغات القضائية التي تقدمت بها جمعية عطيرت كوهنيم عام 2018، بحجة ملكية اليهود للأرض المقام عليها البناية.

وفي تعليقها على هذه القرارات، تقول حركة «السلام الآن» الإسرائيلية: «إن محاولة تهجير المواطنين الفلسطينيين واستبدالهم بإسرائيليين في قلب حي فلسطيني بالقدس الشرقية، لم تكن دون دعم ومساعدة سلطات الاحتلال، بالإضافة إلى أن هذه الخطوة تشكل ضربة قاسية لحل الدولتين، عن طريق منع إقامة عاصمة فلسطين في القدس الشرقية».

وترى حركة «السلام الآن» أن قرارات الإخلاء والهدم ضد العائلات المقدسية في حي بطن الهوى ببلدة سلوان، غير عادلة وقاسية جداً، وتستهدف تهجير عائلات عاشت بشكل قانوني في منازلها على مدى عقود».

استيلاء واقتلاع

عائلة الرجبي إحدى العائلات المقدسية التي تلقت بلاغات قضائية وإخطارات بإخلاء بنايتها، الواقعة وسط حي بطن الهوى في بلدة سلوان، لجمعية «عطيرت كوهنيم» الاستيطانية التي تزعم ملكيتها للأرض.

وتعيش عائلة الرجبي، المكونة من سبعة أشقاء، في بناية سكنية مكونة من مخزن وطبقتين، منذ عشرات السنين، وتملك أوراقاً ثبوتية تؤكد ملكيتها للأرض المقامة عليها البناية.

ويقول مسؤول لجنة بطن الهوى، زهير الرجبي، وأحد المهددين بإخلاء منزله، لـ«الإمارات اليوم»: «نقطن في حي بطن الهوى من قبل عام 1966، بعد شراء الأراضي والبيوت، ولدينا الأوراق الثبوتية التي تثبت ذلك، إلا أننا تسلمنا، نحن و 750 عائلة مقدسية، عام 2015، عروضاً كثيرة من قبل مستوطني (عطيرت كوهنيم)، بدفع مبالغ طائلة من أجل خروجنا من منازلنا، وبناء منازل بديلة في بيت حنينا، لكننا رفضنا كل العروض القاضية بإخلاء بيوتنا وتركها للمستوطنين».

بلاغات قضائية

ويضيف: «عندما رأت (عطيرت كوهنيم) أن عروض البيع لم تجدِ نفعاً مع المقدسيين الذين رفضوها بشكل قطعي، مؤكدين تمسكهم بأرض الأجداد والآباء، تقدمت ببلاغات قضائية في المحاكم الإسرائيلية، مدعية ملكيتها للمنازل التي نعيش فيها منذ مئات السنين».

ويشدد الرجبي على أن العائلات المقدسية بحي بطن الهوى في بلدة سلوان لن تتخلى عن أراضيها، والبيوت التي عاشوا وأنجبوا فيها، مؤكداً أن العائلات متمسكة بمنازلها وتدافع عنها، حتى لو أُرغمت على الخروج منها بالقوة.

وفي سياق متصل، يشير الرجبي إلى أن حي بطن الهوى يقع ضمن مخطط سياسي استيطاني تقوده جمعية «عطيرت كوهنيم»، للسيطرة على خمسة دونمات و200 متر، بحجة ملكيتها ليهود من اليمن منذ عام 1881، مبيناً أن الهدف من ذلك تشريد العائلات المقدسية قسراً، وإحلال المستوطنين مكانها.

ويقول مسؤول لجنة بطن الهوى إن الحالة في حي بطن الهوى باتت صعبة للغاية، بسبب ازدياد قرارات الإخلاء والهدم التي تنذر بتشريد المئات، إذ إن عدد العائلات التي تلقت الإخطارات 750، ومكونة من عشرات الأفراد، فعائلة دويك تعيش في بناية مكونة من خمسة طوابق وعددها نحو 30 فرداً، ومبنى أم ناصر الرجبي يعيش فيه 22 فرداً، وهم معرضون للتهجير القسري.

ويلفت إلى أن سكان حي بطن الهوى يتعرضون يومياً لاعتداءات وانتهاكات من قبل المستوطنين، بينهم كبار السن والأمهات والأطفال.

صراع طويل

حكاية الصراع بين سكان حي بطن الهوى المقدسيين وجمعية عطيرت كوهنيم، بدأت عندما وضعت الجمعية الاستيطانية أول موطئ قدم لها في الحي عام 2004، باستيلائها على منزل يعود لعائلة الرجبي، وتصاعد الأمر حدة، عام 2014، عندما سلمت جمعية عطيرت كوهنيم السكان قرارات بإخلاء منازلهم، بادعاء أنهم يعيشون على أرض تعود ملكيتها ليهود اليمن قبل عام 1948. ويوضح عضو لجنة الدفاع عن أهالي سلوان، المختص بشؤون الاستيطان في القدس، فخري أبودياب، أن «عطيرت كوهنيم» إلى جانب جمعية «إلعاد» الاستيطانية، تستهدفان الاستيلاء على ممتلكاتهم لإقامة بؤر استيطانية لإتمام مشروعاتهما التهويدية، وإحاطة المسجد الأقصى المبارك بتجمعات وبؤر استيطانية، ما يؤدي إلى تهجير المقدسيين القانطين بحي بطن الهوى في بلدة سلوان، عن محيط البلدة القديمة والمسجد الأقصى. ويشير إلى أن محاكم إسرائيل تقف إلى جانب المستوطنين، بعد استيلائهم على عدد من العقارات الملاصقة لمنازلهم، مضيفا أن «القضاء الإسرائيلي عنصري، وينحاز للجمعيات الاستيطانية، فالوثائق التي قدمهما سكان حي بطن الهوى، يثبتان حقهم في البقاء على أرضهم ». ويتابع أبودياب حديثه لـ«الإمارات اليوم» أن «الجمعيات الاستيطانية تدعي ملكيتها للأرض المقام عليها حي بطن الهوى منذ القرن الـ19، وهو ادعاء باطل، فالسكان المقدسيون يمتلكون الوثائق التي تثبت ملكيتهم للأراضي ، لكن المحاكم ترفض دائماً التماس المقدسيين المبنى على الحقائق».

تويتر