إشارة إلى الدور الفاعل لبلاده في المنطقة

بوتين يزور سورية في ظروف متوترة للغاية

بوتين سافر من مطار دمشق إلى مقر قيادة القوات الروسية حيث التقى الأسد. أرشيفية

مع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، يبدو أن هناك قائداً واحداً غير منزعج لما يحدث، إنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فقد وصل إلى دمشق، الثلاثاء الماضي، في الزيارة الثانية له إلى سورية، منذ بدء الحرب الأهلية في هذا البلد، قبل نحو تسع سنوات. إنه توقيت مهم، إذ تقوم الولايات المتحدة وحلفاؤها بتقييم الأضرار بعد أن أطلقت إيران سلسلة من الصواريخ على قواعد أميركية في العراق، في وقت مبكر من صباح الأربعاء، رداً على مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني. إلى ذلك، تعيش الأسواق حالة تأهب، ويسود عدم اليقين بشأن الوجود العسكري الأميركي في العراق.

لكن بوتين يمضي قدماً في أجندته الخاصة في المنطقة، ويسافر من مطار دمشق إلى مقر قيادة القوات الروسية حيث التقى بنظيره وحليفه بشار الأسد. وقال مدير مجلس الشؤون الدولية الروسي، أندري كورتونوف «هذه إشارة واضحة إلى الحلفاء والمعارضين أنه عندما يتراجع الاستقرار ويزيد الخطر، وعندما تظهر حالة عدم اليقين، تؤكد روسيا أن وجودها في الشرق الأوسط لا يتغير، على عكس الولايات المتحدة»، متابعاً «مقارنة بعدم قدرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على التنبؤ، فإن الانسجام الروسي مفيد».

لم يكن التدخل العسكري لروسيا في عام 2015 في الصراع السوري هو المفتاح الوحيد لإنقاذ نظام الأسد، بل بشر بوصول لاعب جديد إلى منطقة متقلبة ومزدحمة بالأحداث، وتم التخطيط للزيارة قبل اجتماع الأربعاء مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي دخل المعركة بتدخله في ليبيا.

مع أن تركيا عضو في منظمة حلف شمال الأطلسي، فإن بوتين حقق نجاحاً متزايداً في السنوات الأخيرة، إذ ينجرف أردوغان بعيداً عن حلفاء بلاده التاريخيين في أوروبا والولايات المتحدة، ومع احتكار الأحداث في إيران للاهتمام عالمي، هناك خطر وقوع تطورات مهمة أخرى، مثل السيطرة على مدينة سرت الساحلية من قبل القائد العسكري الليبي خليفة حفتر، وهي مدينة لها قيمة رمزية واستراتيجية، ويمكن أن تحدد مصير دولة كانت محاصرة في دائرة الحرب الأهلية منذ أطاح الحلفاء الغربيون بمعمر القذافي في عام 2011.

بالعودة إلى واشنطن، أرسلت واشنطن إشاراتها الخاصة بأنها لم تفقد تركيزها على بقية العالم، وبدأ وزير الخارجية الأميركي مايكل بومبيو مؤتمراً صحافياً، يوم الثلاثاء، بذكر حرائق الغابات في أستراليا، والمواجهة بين الصين والاحتجاجات في هونغ كونغ، ودور إيران في أفغانستان، ومحنة الإيغور في غرب الصين، والاضطرابات السياسية في فنزويلا.

بعد الإعلان عن الضربات الصاروخية الإيرانية، غرد ترامب قائلاً «كل شيء على ما يرام، وحتى الآن الأمور جيدة». وفي وقت سابق، قال عن سليماني «لقد أنقذنا الكثير من الأرواح من خلال قتله»، مضيفاً «سعيد للغاية» بالهجوم الأميركي.

لم ترحب موسكو بالعملية، ووصفت وزارة الدفاع اغتيال سليماني بأنها خطوة تنم على «قصر نظر» ستؤدي إلى «تصعيد حاد» للتوترات، وقالت الوزارة إن سليماني كان «قائداً عسكرياً محترفاً يتمتع بسلطة مستحقة ونفوذ كبير في جميع أنحاء الشرق الأوسط».


مع أن تركيا عضو في منظمة حلف شمال الأطلسي، فإن بوتين حقق نجاحاً متزايداً في السنوات الأخيرة، إذ ينجرف أردوغان بعيداً عن حلفاء بلاده التاريخيين في أوروبا والولايات المتحدة.

تويتر