بكين لن تلجأ إلى استخدام القوة وفرض الأمر الواقع

احتجاجات هونغ كونغ تضع الصين في صدام مع الغرب

صورة

مع تصاعد الاحتجاجات المدافعة عن الديمقراطية في هونغ كونغ، تزايد غضب بكين منها أيضاً. ووصلت هذه الاحتجاجات الآن إلى أسبوعها التاسع، وتطورت من معارضة يقودها الطلبة إلى تحدّ كبير لحكم بكين. وهي تهدد بتقويض سيطرة الصين على هذه المستعمرة البريطانية السابقة، وسيطرة الرئيس تشي جينبنغ على الصين التي أصبحت على المحك.

ولكن السؤال المطروح إلى متى سيطول صبر زعيم الصين القوي؟ إلى متى سيلتزم جنرالات الجيش الشعبي الغاضبين بضبط النفس؟ في الأسبوع الماضي أعلن قائد حامية هونغ كونغ تصميمه على «حماية السيادة الوطنية والأمن والاستقرار»، ولكن إذا قرر الجيش التدخل، وبدأت أعداد كبيرة من الناس تموت، فما الذي يمكن أن تفعله المملكة المتحدة والغرب عموماً؟

تبدو هذه الأسئلة حرجة، لأن الصراع من أجل مستقبل هونغ كونغ له تشعبات دولية، ورمزية، وسياسية وعملية. وبالطبع فإن سحق حريتها سيكون انتصاراً قاتماً. ويمكن أن يكون التأثير الاقتصادي في الأسواق العالمية التي تعاني المتاعب أصلاً، وحيث تلعب هونغ كونغ فيه دوراً مفصلياً، بصورة كبيرة جداً. ويمكن أن تثير تساؤلات بشأن الاتجاه الذي يمكن أن تسير فيه الصين.

ولكن بسبب هذه التساؤلات يبدو أن جينبنغ لن يلجأ إلى استخدام القوة وفرض الأمر الواقع في مدينة تحكمها بكين، إلا إذا شعر بأنه ليس أمامه أي خيار. وهو يدرك أن نتيجة اللجوء إلى القوة يمكن أن يجعل مفهوم الحزب الشيوعي المفضل للنهوض بالصين سلمياً يبدو كذبة. ويدرك أن تداعيات استخدام القوة على الصين ستكون مدمرة، بحيث تتضاءل أمامها الانتقادات الموجهة للصين لاضطهادها مسلمي اليوغور.

ولكن من الواضح أن الغضب والإحباط الذي تشعر به بكين يصل إلى حد الغليان، فهناك العشرات من التحذيرات الرسمية في الأسابيع الأخيرة، حول ضرورة فرض سياسة صارمة لا تتسامح مطلقاً مع المحتجين، وكيف أن هذه الاحتجاجات تشكل تحدياً لصيغة «دولة واحدة، ونظامين»، ومع استمرار تظاهرات هونغ كونغ في موقف التحدي حتى يوم الاثنين الماضي، تزداد حدة الخطاب الغاضب تهديداً ووعيداً للمتظاهرين.

وفي الواقع، فإن احتمال استخدام القوة في هونغ كونغ يمكن أن يفجر أزمة دولية في تزايد واضح. ولكن الطريقة المحرجة التي تحدث بها وزير الخارجية السابق في بريطانيا جيرمي هانت، تظهر أن بريطانيا لا تستطيع فعل الكثير في مثل هذه الظروف. ولكن باعتبارها الحامي نظرياً لحرية هونغ كونغ، والمروّج للديمقراطية الغربية، ستجد بريطانيا نفسها مجبرة على فعل أي شيء. وهنا ستكون أزمة أخرى لرئيس الحكومة الجديد بوريس جونسون، هو غير مستعد لها وغير مهيأ أصلاً للتعامل معها، ولذلك فإن استخدام القوة في هونغ كونغ يمكن أن يكون إشارة إلى انتهاء العلاقات الثنائية المضطربة حالياً بين الصين والمملكة المتحدة.


الصراع من أجل مستقبل هونغ كونغ له تشعبات دولية، ورمزية، وسياسية، وعملية.

تويتر