المستوطنات تنعم بالمياه.. والفلسطينيون يخسرون أرضهم

لم يمرّ وقت طويل على فوز بنيامين نتنياهو في انتخابات الكنيست الإسرائيلي، حتى بدأ ينفّذ وعوده في السيطرة على ما تبقى من أراضي الضفة الغربية، وضمّها إلى المستوطنات، إذ أطلقت شركة المياه الإسرائيلية (ميكروت) مشروعاً جديداً لإقامة خط مياه ناقل، يمتد من أراضي الخط الأخضر أو ما يعرف بالداخل المحتل، مروراً بمدن وبلدات الضفة الغربية.

ويذهب خط المياه الجديد لمصلحة المستوطنات الإسرائيلية الجاثمة على أراضي شمال الضفة الغربية، حيث سيصل من أراضي الداخل إلى مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، فيما سيتم نقله عبر بلدة عزون شرق مدينة قلقيلية، ومن داخل التجمعات الفلسطينية، بمحاذاة الشارع الرئيس الفاصل بين قلقيلية ونابلس.

في المقابل، يتسبب المشروع الجديد في مصادرة كبيرة لأراضي الفلسطينيين بالضفة الغربية، التي يمر عبرها خط المياه، خصوصاً مدينة قلقيلية، التي تشهد وجوداً كثيفاً للمستوطنات، حيث سيمتد الخط من شرقها إلى غربها، لتغذية المستوطنات الجاثمة على أرضها، وتلك الموجودة في مدينة سلفيت المجاورة.

سيطرة وخراب

يقول مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة الغربية، غسان دغلس: «إن شركة ميكروت هي مفوض المياه لدى الحكومة الإسرائيلية، وتتحكم في كل مصادر المياه بالضفة الغربية، وحالياً تشرف على مشروع جديد، يعد الأكثر خطورة، حيث سيخترق أراضي المدن الفلسطينية بمسار يمتد طوله 7.5 كيلومترات، بعرض 48 بوصة».

ويشير دغلس إلى أن خط المياه يبدأ من بلدة عزون عتمة، شرق مدينة قلقيلية شمال الضفة، مروراً بتلة القرنين التي تجثم على أرضها مستوطنة نفي أورانيم، وصولاً إلى أراضي قرية جينصافوط، كما يمر خط المياه الجديد من مستوطنة شفوت راحيل في قرية جالود بنابلس، ليصل إلى مستوطنة مجدليم، بطول يزيد على أربعة كيلومترات، لتصل بعد ذلك إلى مستوطنات قرنية شمرون، معاليه أفرايم، وعمانوئيل.

وبدأت شركة ميكروت، بحسب دغلس، بتنفيذ المشروع على الأرض، عبر مرحلتين، الأولى بدأت من أراضي الـ48، حتى قرية النبي إلياس شرق قلقيلية، أما المرحلة الثانية فسيتم تنفيذها من مفترق بلدة عزون، مروراً بقرى «كفر لاقف وجينصافوط وديرستيا» الواقعة بين نابلس وقلقيلية.

ويوضح مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة الغربية، أن مشروع المياه الجديد سيصادر أراضي الفلسطينيين التي سيمر عبرها الخط الناقل، والتي تبلغ مساحتها 100 دونم، إلى جانب التسبب في خراب كبير بالأراضي الزراعية، بفعل ما ستحدثه الجرافات أثناء العمل في مد خط المياه، ما يهدد بتجريف ما لا يقل عن 3000 شجرة زيتون، ومنع أصحاب الدونمات من العمل على مسافة أمتار من أنابيب المياه.

ويقول دغلس: «إن إسرائيل تهدف من خلال مشروع شركة ميكروت الجديد، ليس مد المستوطنات بخطوط المياه فحسب، بل مصادرة أكبر قدر من أراضي الفلسطينيين والدونمات الزراعية، فهناك مساحات فارغة أخرى كان بالإمكان استثمارها للمشروع الجديد، بمحاذاة المستوطنات، والشوارع الاستيطانية الالتفافية».

عطش

مشروع خط المياه الجديد، الذي تنفذه شركة ميكروت، سيفاقم من معاناة أهالي قلقيلية، ومدن شمال الضفة الغربية، التي سيخترق الخط أراضيها، فالآلاف من المواطنين يواجهون أزمة تعطش حقيقية إلى المياه، حيث تصل نسبة عجز المياه إلى الثلث في قلقيلية البالغ عدد أفرادها 30 ألف نسمة، وذلك بحسب رئيس بلدية بلدة عزون في قلقيلية، رياض حنون.

ويقول حنون لـ«الإمارات اليوم»، إن الأهالي يشتكون من أزمة حادة في نقص المياه التي يتم نقلها لمصلحة المستوطنات، خصوصاً مع قدوم فصل الصيف، حيث يضطرون إلى شراء المياه من خطوط شركة المياه الإسرائيلية (ميكروت)، بأسعار باهظة، إذ يبلغ سعر الكوب خمسة شيكلات.

ويضيف أن المستوطنات التي تنعم بالمياه، ليست بحاجة إلى المياه، فعائلة واحدة من المستوطنين تستهلك حاجة قرية عزون بالكامل، ولكن هذه الخطوط تقام، لتزداد معاناة الفلسطينيين، وتصادر أراضيهم.

ويشير رئيس بلدية بلدة عزون إلى أن قلقيلية تمتلك ثروة مائية كبيرة، كونها تقع ضمن أكبر حوض مائي، يضم سبعة أحواض للمياه، لافتاً إلى أن ذلك جعلها هدفاً كبيراً لإسرائيل، من أجل تنفيذ مشروعاتها الاستيطانية، والسيطرة على الأراضي المتبقية.

مشروع المياه الجديد سيصادر أراضي الفلسطينيين التي سيمر عبرها الخط الناقل، والتي تبلغ مساحتها 100 دونم، إلى جانب التسبب في خراب كبير بالأراضي الزراعية، بفعل ما ستحدثه الجرافات أثناء العمل في مد خط المياه، ما يهدد بتجريف ما لا يقل عن 3000 شجرة زيتون، ومنع أصحاب الدونمات من العمل على مسافة أمتار من أنابيب المياه.

الأكثر مشاركة