أطباء «الوكالة» انتهكوا قَسَمهم

«المخابرات المركزية» جربت عقاقير الهلوسة على السجناء

الأطباء خلصوا إلى أن هذه الطرق في التعذيب ليس لها آثار دائمة على السجناء. أرشيفية

بفضل انتصار الاتحاد الأميركي للحريات المدنية في المحكمة الاتحادية، نعرف الآن الكثير عن كيفية قيام أطباء المخابرات المركزية «سي آي ايه» بانتهاك قسمهم الذي أقسموه عند تخرجهم من الجامعة، والذي يقضي «بعدم التسبب بأي أذى لأحد».

ومن أكثر الدروس أهمية في برنامج التعذيب الخاص بالمخابرات المركزية هو طريقة إفساد كل شخص أو مؤسسة تعمل معها، ومع مرور السنوات، علمنا كيف قام المحامون بتطويع القانون وكيف خان علماء النفس التزاماتهم الأخلاقية من أجل تنفيذ التعذيب الوحشي واللاقانوني في السجناء.

ولكن تمكنا الآن من الإفراج عن وثيقة مؤلفة من 90 صفحة، تتحدث عن دور مكتب الخدمات الطبية للمخابرات المركزية في برنامج التعذيب، وهو سر تاريخي قام بكتابته أحد كبار المسؤولين الطبيين في المخابرات المركزية، الذي لاتزال هويته في طي الكتمان.

ويكشف التاريخ السري لهذه المخابرات عن أن أطباء «سي آي ايه» لطالما كانوا يبحثون عما سموه «ترياق الحقيقة»، وهو دواء يمكن استخدامه مع السجناء خلال التحقيق، كجزء من جهود سرية سابقة أطلق عليها «المشروع الدوائي»، ودرست المخابرات المركزية سجلات تجارب العقاقير التي قام بها الاتحاد السوفييتي المتعلقة بهذا المجال، إضافة الى برنامج المخابرات المركزية السيئ الصيت المعروف باسم «اولترا ام كي»، الذي يتضمن تجريب عقاقير الهلوسة وعقاقير أخرى على البشر، لاكتشاف نتائج ذلك عليهم. وكان أطباء المخابرات المركزية المشاركون في «المشروع الدوائي» يريدون استخدام عقار «فيرسد» وهو من ضمن عقاقير العلاج النفسي، والشبيهة بتلك التي استخدمها برنامج «اولترا ام كي»، مع السجناء.

وتجاهلت المخابرات المركزية دروساً من تاريخها، بعد إيقاف برنامج «اولترا ام كي» حيث شهد مدير المخابرات المركزية عام 1977، قائلاً «انه من المكروه بالنسبة لي بصورة مطلقة التفكير في استخدام أي انسان كفأر تجارب».

وعلى الرغم من توقف البرنامج الدوائي إلا أن المسؤولين الطبيين في المخابرات المركزية استمروا في إجراء الاختبارات لتعذيب السجناء.

وربما أن العنصر الأكثر إثارة للدهشة في هذه الوثيقة هو أن أطباء المخابرات المركزية تعمدوا العمى لحقيقة ما كانوا يقومون به. وقرّر أطباء المخابرات المركزية أن تعذيب أحد السجناء بطريقة «الايهام بالغرق» كانت في الواقع بمثابة «راحة دورية» له، لأنها كانت تعتبر استراحة من الأيام التي كان قد قضاها محروماً من النوم. وعلى نحو مشابه، قرر أطباء المخابرات المركزية أنه عندما تم حبس سجين آخر في صندوق بحجم التابوت منحه ذلك «ملاذاً حميداً نسبياً» من طرق العذاب الأخرى.

وبوجود رئيس دعم برامج التعذيب حرفياً، ومدير للمخابرات المركزية الذي كان مشاركاً وبشدة في تعذيب السجناء، فإنه من المهم أكثر من أي وقت مضى الكشف عن جرائم الماضي، وبالطبع فإن معرفة الأدوار التي لعبها المحامون والأطباء والمعالجون النفسيون الذين ساعدوا في تحقيق برامج التعذيب تلعب دوراً حاسما لضمان عدم تكرار ذلك مرة أخرى.

درور لادين محامٍ من الاتحاد الأميركي للحريات المدنية

تويتر