أنشطة التجسّس الروسية لاتزال فعالة في الغرب

نصف الروس المقيمين في بريطانيا يعملون مُخبرين لـ «الكرملين»

يولين ووالدها سيرغي سكريبال تعرّضا لمحاولة قتل في سالزبوري. أرشيفية

ذكر تقرير نُشر قبل بضعة أيام أن نصف الروس المقيمين في المملكة المتحدة يعملون مخبرين لـ«الكرملين»، ويرسلون المعلومات الى موسكو. وأصبح «الكرملين» في وسط حرب باردة جديدة مع بريطانيا اثر إرسال عملاء من المخابرات الروسية لاغتيال الروسي سيرغي سكريبال وابنته يولين في سالزبوري بغاز الأعصاب في شهر مارس الماضي.

وكشف التقرير، الذي يحمل عنوان «بوتين يرى كل شيء: كيف تهدد وكالات المخابرات الروسية المملكة المتحدة»، عن المستوى الذي وصلت اليه عمليات التجسس الروسية في بريطانيا. وتحدث التقرير عن حالة فلاديمير أشوركوف الذي جاء إلى بريطانيا عام 2014، بعد طلبه اللجوء لتعرضه للاضطهاد السياسي من السلطات الروسية.

وهرب أشوركوف من لندن، بعد أن وصلته تهديدات من «الكرملين» لدعمه المعارضة الروسية، بسرعة كبيرة جعلته يعتقد بأنه مراقب وملاحق في أي مكان يهرب إليه. وفي إحدى المناسبات التقى مع أحد زملائه من رجال الأعمال لتناول القهوة في أحد المقاهي التي يؤمّها عدد كبير من الروس، ولكن بعد ذلك أصبح متأكداً من أن شخصاً أو أكثر كانوا يستمعون لحديثه. وحسب التقرير فإن زميل أشوركوف سافر في الأسبوع التالي إلى موسكو، والتقى مع أشخاص من المخابرات الروسية، وعرف أنهم يعلمون كل شيء عن لقاء الرجلين وأين اجتمعا، وما الموضوع الذي ناقشاه.

وقال أشوركوف إنه تعلّم من بعد هذه الحادثة توخي الحذر في التجمعات التي تضم مهاجرين من الروس الذين يستمعون لأي شخص يتحدث عن السياسة والأمن وأية موضوعات حساسة، إذ إنه أصبح يدرك أنهم عملاء يجمعون المعلومات ويرسلونها إلى موسكو.

وقال كاتب التقرير، البريطاني أندرو فوكسال، إن العاصمة البريطانية غير مهيأة للتعامل مع القلق المتصاعد نتيجة التجسس الروسي. وادّعى أن سفارة روسيا في لندن تتمتع بقدر كبير من السلطة، وأنه يتم الاعتماد على موظفيها لإجراء العقود وكسب فرص الأعمال والتجارة في بريطانيا.

وقال فوكسال في وصفه المناخ الحالي في المملكة المتحدة: «ثمة تخوف متصاعد أو اعتقاد بأن الروس تحت المراقبة اللصيقة، وأنه يتعين عليهم توخي الحذر لما يقولون، ولمن يوجهون حديثهم، وفي أي مكان يتحدثون».

وفي الشهر الماضي أشارت التقديرات إلى أنه نحو 500 عميل ينقلون المعلومات لـ«الكرملين». ولكن إذا كانت هذه التقديرات صحيحة فإنه سيكون هنا الآلاف الذين ينقلون المعلومات إلى موسكو.

وظهرت هذه الأرقام وسط تزايد المخاوف من تسلل الروس وقيامهم بأعمال التجسس إثر محاولات قتل سيرغي ويوليا سكريبال في مارس الماضي. وتم تسميم الأب وابنته بمادة تسمى «نوفوتشوك» تؤثر في الأعصاب، وتم اكتشافهما وهما في حالة إغماء على مقعد بمدينة سالزبوري في 4 مارس الماضي، وتم إنقاذهما.

وقال الرئيس السابق للمخابرات البريطانية الخارجية «إم آي سكس» ريتشارد ديرلوف في التقرير: «هذا العمل يذكرنا بأن أنشطة التجسس الروسية لاتزال فعالة في الغرب وعلى نطاق واسع»، وقال لصحيفة تايمز: «نحن بحاجة إلى تكريس موارد مهمة، والتدريب على مراقبة وإفشال هذه التهديدات الموجهة ضد أمننا الوطني».

- خلال الشهر الماضي أشارت التقديرات إلى

وجود نحو 500 عميل في المملكة المتحدة

ينقلون المعلومات لـ«الكرملين».

تويتر