رحيل صاحب أشهر «قلم رصاص» في العالم العربي

قنديل جمع بين الموهبة الصحافية.. والالتزام القومي.. والممارسة السياسية

صورة

ودّعت مصر، نهاية الأسبوع الماضي، الصحافي والإعلامي البارز حمدي قنديل، الذي توفي عن عمر ناهز الـ82 عاماً بعد صراع مع المرض لم يدم طويلاً، إثر إصابته بجلطة في الدماغ بنهاية 2017. وقد عاش قنديل حياة صاخبة مليئة بالجدل جمعت بين التجارب الإعلامية المميزة، والانخراط في العمل السياسي المباشر، وخوض تجارب لها طابع المغامرة.

ولد حمدي قنديل عام 1936 بقرية كفر عليم ببركة السبع بالمنوفية، وعمل بالصحافة المحلية في بدايات نشأته في طنطا، ثم دخل عالم الصحافة من أوسع أبوابه حين دعاه مصطفى أمين للعمل في مجلة «آخر ساعة»، وهو لايزال طالباً بكلية الطب عام 1961، فأشرف على بريد القراء، ثم التحق بالعمل الإذاعي عام 1969 من خلال برنامجه «من أقوال الصحف»، وترأس بعدها اتحاد الإذاعات العربية، لكنه استقال احتجاجاً على إجراءات أمنية تستوجب تفتيشه الذاتي كموظف.

عمل قنديل في عدد من المحطات العربية، مثل «إم.بي.سي» و«شبكة راديو وتلفزيون العرب»، و«تلفزيون دبي» الذي قدّم فيه عام 2004 برنامج «قلم رصاص»، وقناة «الليبية». كما كتب قنديل بشكل منتظم في عدد من الصحف المصرية، وأبرزها «المصري اليوم» و«الشروق»، وغادر الأخيرة بعد اشتباك صحافي بينه وبين وزير الخارجية المصرية وقتها أحمد أبوالغيط ، انتهى بهما إلى ساحات القضاء.

أجرى قنديل حوارات صحافية مهمة، كان أبرزها حوار مع الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، والزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، والرئيس السوري بشار الأسد، كما ارتبط بعلاقات مع رؤساء وزعماء ومسؤولين عرب في أعلى المستويات، وتم اختياره عام 2013 بوصفه «شخصية العام الإعلامية» من قبل مجلس إدارة جائزة الصحافة العربية في دبي.

شارك قنديل في نهايات حكم الرئيس المصري السابق حسني مبارك في النشاط السياسي، ودخل «الجمعية الوطنية للتغيير»، لكنه اختلف من موقع الناطق باسمها مع رئيس الجمعية الدكتور محمد البرادعي، كما عارض قنديل بشدة حكم «الإخوان»، وظل فاعلاً سياسياً حتى 30 يونيو 2013.

تزوج حمدي قنديل ثلاث مرات في حياته، لكن زيجة عمره الأبرز كانت من الفنانة نجلاء فتحي التي رافقته من 19 سبتمبر 1991 وحتى رحيله.

تم تشييع جثمان قنديل، في ظل حضور مكثف من النخبة السياسية والإعلامية والفنية والثقافية. وقد انهارت الفنانة نجلاء فتحي أثناء دخول النعش، ودخلت في حالة بكاء وتشنج شديدين.

ونعى أمين عام جامعة الدول العربية السابق، عمرو موسى، قنديل في حسابه على «تويتر»، وقال: «أنا حقاً حزين جداً على رحيله. جمعتني صداقة بحمدي قنديل استمرت طويلاً. عرفته منذ المرحلة الابتدائية، وكنا نتنافس على الترتيب العلمي، وهذا خلق بيننا صداقة استمرت سنوات طويلة، وكنا على اتصال دوري. أسأل الله أن يلهم أهله الصبر والسلوان».

وأضاف موسى أن «حمدي قنديل كان لطيف المعشر، ومهما اختلفت وجهات نظرنا السياسية إلا أننا حافظنا على صداقتنا».

وقال نقيب الإعلاميين حمدي الكنيسي إن « قنديل أسس مدرسته المهنية الخاصة التي خرّجت أجيالاً كثيرة، وأثرى بقلمه الرصاص مهنة الإعلام والصحافة».

كما قال الفنان فاروق الفيشاوي أثناء التشييع: «إننا فقدنا رجلاً قامة وقيمة للإعلام المصري ومناضلاً من أجل الحياة، حارب مرضه للنهاية بعزيمة وقوة».

وذكر الإعلامي جمال الشاعر: «حمدي قنديل انحاز للناس، وهز عروشاً بقلم رصاص».

وكتب الفنان نبيل الحلفاوي على حسابه في «تويتر»: «رحم الله الإعلامي الكبير، صاحب الصوت الرخيم، والحضور الوقور والخلق الرفيع، والطلة المميزة، حمدي قنديل. انسحب من الساحة السياسية والإعلامية، في هدوء يليق بوطنيته وحسن نيته، خالص العزاء لزوجته الفنانة نجلاء فتحي وكل أسرته وتلاميذه ومحبيه».

قنديل: نجلاء سندي وقت الشدّة

تحدث الإعلامي الراحل حمدي قنديل، إلى شبكة «سي. بي. سي» عن علاقته بزوجته الفنانة نجلاء فتحي، وقال إن «ابتعادها عن الفن كان قرارها الشخصي الذي لم أتدخل فيه، بل اعترضت عليه».

وأضاف أن «نجلاء فتحي كانت حريصة على انتقاء أعمالها في الفترة الأخيرة، وكنت أتصور أنها تواصل اختيار أعمالها بشكل أفضل، لكن أذهلني قرارها رفض التمثيل تماماً، وأخبرتني أنها مكتفية بدور زوجة رجل مشهور».

واستطرد قنديل «كنت أسالها كيف كانت ترفض كل هذه الملايين التي كانت معروضة عليها، لكن بريق المال لم يكن يبهرها، فكان قرارها وإعطاء الوقت الكامل لبيتها لبث السعادة والبهجة فيه، وقامت بهذا الدور بامتياز، وكانت سندي وقت الشدة».

- حياة «قنديل»

كانت مليئة

بالجدل، وجمعت

بين التجارب

الإعلامية المميزة،

والانخراط في

العمل السياسي

المباشر.

تويتر