هنري فورد أطلق حملة ضد اليهود قبل 90 عاماً

هجوم الكنيس اليهودي مؤشر إلى تصاعد الكراهية في أميركا

صورة

عام 2016، استهدف أكثر من نصف جرائم الكراهية الدينية في أميركا اليهود، وفي العام التالي، أبلغت السلطات عن حدوث موجة من الأحداث المعادية للسامية. ويتعرض اليهود للتحيز الديني في الولايات المتحدة، على الرغم من أن 2% فقط من سكانها هم من اليهود. قُتل 11 شخصاً وأصيب ستة آخرون، من بينهم أربعة ضباط شرطة، يوم السبت الماضي، في كنيس يقع في حي تلة السناجب بمدينة بيتسبيرغ، حيث جرت العادة على توفير حراسة أثناء أقداس الأعياد اليهودية، ولكن ليس خلال الطقوس العادية، صباح كل سبت. ودخل المسلح إلى المكان وهو يصرخ «يجب أن يموت كل اليهود».

وتظهر إحصاءات مكتب التحقيقات الفيدرالي حول جرائم الكراهية لعام 2016، وهي أحدث بيانات متاحة، أن أكثر من نصف جرائم الكراهية العرقية المُبلغ عنها في الولايات المتحدة كانت مدفوعة بمعاداة السامية. وكان هذا ثابتاً في السنوات الأخيرة، في حين كان التحيز ضد المسلمين، الذين يشكلون نحو 1% من الأميركيين، مسؤولاً عن نحو خُمس الجرائم من هذا النوع.

الجريمة المعادية لليهود في ارتفاع، إذ وجدت «رابطة مكافحة التشهير»، وهي مجموعة حقوقية تدافع عن اليهود وغيرهم من الأشخاص المستهدفين بالتمييز، أن عام 2017 شهد ارتفاعاً بنسبة 60% في الحوادث المعادية لليهود المُبلغ عنها، التي كانت أعلى من الزيادة التي بلغت 35% في العام السابق. ويلاحظ الفريق الحقوقي أن الزيادة يمكن أن تكون مدفوعة بمزيد من الأشخاص الذين يقومون بالإبلاغ عن الحوادث، لكن الأرقام الأعلى تعكس الاتجاه التصاعدي طويل الأجل. وأُلقي باللوم على موجة من تهديدات القنابل التي أرعبت المدارس والمراكز الاجتماعية، وجزئياً على مراهق يهودي أميركي أدين في يونيو.

تخلل هتافات «اليهود لن يحلوا محلنا» مسيرات حركة «توحيد اليمين»، سيئة السمعة، في شارلوتسفيل، العام الماضي، والتي شهدت أيضاً تدنيس سبع مقابر يهودية. وشملت الاعتداءات الجسدية التي أدرجت في سجل «رابطة مكافحة التشهير» رجلاً مسناً في منزل تقاعدي يهودي، وصبياً في الـ12 من العمر، كان في طريق عودته إلى المنزل من صلاة في كنيس، وامرأة في سيارة أجرة، وشخصاً في قطار الأنفاق، ورجلاً تعرض للهجوم الجسدي واللفظي أثناء الانتظار عند الاشارة الحمراء.

شهدت ظاهرة معاداة السامية ارتفاعاً بين القوميين البيض اليمينيين منذ انتخاب الرئيس دونالد ترامب في عام 2016، واستمرت إلى حملة الانتخابات النصفية الحالية، وفقاً لتقرير نشرته الرابطة هذا الشهر. ويقول الأميركيون اليهود، الذين لديهم حضور في الساحة العامة، من مسؤولين حكوميين إلى صحافيين وأساتذة جامعات، إن مثل هذه المضايقات انتقلت من كونها نادرة إلى مألوفة خلال السنوات الثلاث الماضية. وتمت الإشارة إلى «تويتر» على أنه أسوأ منصة، إذ وصفه أحد الأشخاص بأنه «مصمم بشكل مثالي للتحرش المنظم أو غير المنظم».

واستخدم المشتبه فيه في هجوم السبت الشبكة الاجتماعية «غاب»، التي نالت سمعة كمنصة للأشخاص المحظورين من قبل «تويتر». وقبل دقائق من دخوله الكنيس، كتب المشتبه فيه، قائلاً «أنا ذاهب». وذكرت شبكة «إن بي سي نيوز» أن المسلح أطلق تهديداً ضد اليهود في الساعات التي سبقت الهجوم. وشعور بعض الاميركيين بالغبن بسبب التحيز الرسمي لليهود له جذوره التاريخية.

في العشرينات من القرن الـ20، نشر هنري فورد، وهو رجل أعمال معروف، دعاية معادية لليهود، بعد أن اشترى صحيفة «ذي ديربورن اندبندنت»، وألقى باللائمة على المصرفيين اليهود في تأجيج الحرب العالمية الأولى، لتحقيق المزيد من الأرباح، وتم توزيع المنشورات في جميع أنحاء البلاد على وكلاء فورد موتور. وساعد ظهوره، الذي كان يُنظر إليه على نطاق واسع كمرشح محتمل للرئاسة الأميركية، على تشجيع البعض على اتخاذ موقف ضد اليهود.

وشهدت سنوات ما بين الحربين تصاعدا في معادة الاقليات في أميركا، مثل حركة «تحسين النسل» التي أنتجت جذورها الأميركية ثمارها الفظيعة، في نظام هتلر النازي.

وبعد أن أصبحت جرائم ألمانيا النازية في ما يخص إبادة اليهود معروفة على نطاق واسع في أميركا، بعد الحرب العالمية الثانية، أصبحت معاداة اليهود أقل قبولاً في المجتمع الأميركي، لكنها لم تختف بالكامل، بالرغم من سن القوانين التي تجرم اي فعل ضدهم.


شهدت سنوات ما بين الحربين ذروة معاداة السامية في أميركا، مثل حركة «تحسين النسل» التي أنتجت جذورها الأميركية ثمارها الفظيعة، في نظام هتلر النازي. واستهدف 4 ملايين من أعضاء «كو كلوكس كلان» اليهود، إضافة إلى مهاجمة الأميركيين الأفارقة.

تويتر