تبلغ من العمر 79 عاماً وتُعد أكثر أعضاء الكونغرس جرأة وصراحة

ماكسين ووترز تتلقّى تهديدات بالقتـل والشنق لمهاجمتها ترامب علناً

صورة

ماكسين ووترز، العضو التقدمي في الكونغرس، ترفض كبح جماح هجماتها على الرئيس دونالد ترامب، على الرغم من تهديدها بالاغتيال والشنق والطرد والإسكات. الأسبوع الماضي صعدت ووترز منصة في لوس أنجلوس أمام أنصارها، وأكدت في تحدٍ صارخ لمنتقديها، قائلة «كل ما أريد أن أقوله لكم هو: إذا أطلقتم النار عليّ، فمن الأفضل أن تطلقوها بشكل صحيح، فليس هناك أخطر من حيوان جريح».

«كيروسين»

لم تؤثر تسمية ووترز بـ«كيروسين» ماكسين- نسبة إلى وقود الكيروسين، الذي يعود تاريخه إلى عام 1994 في الكونغرس ـ في صعودها أعلى الرتب في هذه المؤسسة التشريعية المهمة، إذ شغلت منصب رئيس مجلس الشيوخ السود في الكونغرس، ومنصب العضو البارز في لجنة الخدمات المالية، ويقول عنها مدير مركز جامعة لويولا ماريماونت للدراسة بلوس أنجلوس، فيرناندو جويرا: إنها «ليست مجرد شخص ليبرالي شديد المراس لا ينجز الأمور»، ويمضي قائلاً «إنما هي مشرع خبير بشكل لا يصدق، بل تمثل رمزاً».

ألقت مزاعم الفساد بظلالها على أجزاء من المسيرة المهنية لووترز، فقد دفع تضارب المصالح والمحاباة مجموعة مراقبة ليبرالية، تطلق على نفسها «مواطنون من أجل المسؤولية والأخلاق» في واشنطن، لإدراج ووترز على قائمة أعضاء الكونغرس الفاسدين. في عام 2008، ساعدت ووترز أحد البنوك «ون يونايتد»، في الحصول على مساعدة فيدرالية، وكان زوجها، سيدني وليامز، وهو لاعب سابق في اتحاد كرة القدم الأميركية وسفير في جزر الباهاما، سيخسر 350 ألف دولار إذا انهار هذا البنك، إلا أن ووترز نفت ارتكابها أية مخالفات، وبرأتها لجنة أخلاقيات مجلس النواب في عام 2012، وأدى تخفيفها للهجوم على صناعة الخدمات المالية، التي اعتادت مهاجمتها إلى تباطؤ مسيرة التقدميين.

انطلقت قاعدة ووترز السياسية الجبارة في لوس أنجلوس، خلال الانتخابات التمهيدية ولم تتوقف أبداً. ووصفت ترامب بالمتنمر، والمهووس، والمغرور، والكاذب، وقاطعت تنصيبه، وتحدثت إلى قناة (إم إس إن بي سي)، قائلة «أنا لا أثق به ولا أحترمه، ولا أريد أن أعمل معه في ولايته»، وكلما أثارت سياسات ترامب المزيد من اللغط والجدال، هتف التقدميون أكثر لعمتهم ماكسين. وتقول الراعية المعمدة، جويت ووكر، التي تعيش في منطقة ووترز «لن تتراجع ولا ينبغي لها أن تتراجع»، وتمضي قائلة «فقط لأنها تجرأت على انتقاد ترامب قام بتشويهها ورسم لها أسوأ صورة، وجعلها هدفاً للمتطرفين من مؤيديه».

ويبدي الديمقراطيون قلقهم ما إذا كانت عبارات ووترز، مثل التباهي علناً بمهاجمة مسؤولي ترامب، ستأتي بنتائج عكسية تحفز الناخبين المتأرجحين للتصويت للجمهوريين في الانتخابات النصفية في نوفمبر.


ترامب وصف ووترز بالفاسدة والمجنونة، وقال في تغريدة له في هذا الخصوص، إن «صخبها وهذيانها، وحتى في الإشارة إلى نفسها بأنها حيوان جريح، سيجعل الناس يفرون من الديمقراطيين».

تقود ووترز، عاملة المصنع السابقة، هذه الحملة لمواجهة وزراء ترامب ومضايقتهم، بسبب فصل الحكومة أبناء المهاجرين غير الشرعيين عن ذويهم. وأعلنت الشهر الماضي أن الناس سيضايقون المهاجرين ويستغلونهم، سواء كان ذلك في المتاجر أو المطاعم أو محطات الوقود.

وتعتبر هذه المرأة، السياسية المخضرمة، والبالغة من العمر 79 عاماً، أكثر أعضاء الكونغرس جرأة وصراحة، تعيش في كاليفورنيا وتقود أشرس الحملات ضد ترامب، وتضع نفسها في خضم جدل مستفيض حول ما إذا كان على السياسي أن يلتزم الكياسة في خطابه. كانت ووترز واحدة من أوائل الديمقراطيين في واشنطن الذين نادوا بمساءلة ترامب بعد تنصيبه في عام 2016، واصفة إياه بالأبله، غير الأخلاقي، غير اللائق، وغير الإنساني، ووصفت طاقمه بـ«الكرملين كلان»، على غرار عصابة «كو كلوكس كلان».

حملة

وتقود عاملة المصنع السابقة هذه الحملة لمواجهة وزراء ترامب ومضايقتهم، بسبب فصل الحكومة أبناء المهاجرين غير الشرعيين عن ذويهم، وأعلنت الشهر الماضي أن الناس سيضايقون المهاجرين ويستغلونهم، سواء كان ذلك في المتاجر أو المطاعم أو محطات الوقود.

ويناديها داعموها التقدميون بـ«عمتي ماكسين»، ويصفونها بالثائرة التي تلهمهم مقاومة الطغيان. علمت مسانديها من الجيل الجديد مصطلحات مثل «استيقظ» و«الظل المتمدد»، وتجلجل عباراتها عبر الإنترنت لتتحول إلى كلمات صوتية وهتافات لتنتهي على قمصان «تي شيرت» على شكل شعارات. أمّا بالنسبة إلى خصومها من الجناح اليميني، فهي ووترز «المشتعلة»، «الحمقاء»، «المتعفنة» وأسوأ من ذلك، تتوالى التغريدات المقذعة بشأنها كل ساعة، ووصفها ترامب بأنها «شخص ذو ذكاء متدنٍّ بشكل غير عادي»، ووجه إليها تهديداً مبطناً: «كوني حذره مما تريدينه!».

وصلت ردة الفعل الأسبوع الماضي لمستوى جديد، واضطرت ووترز إلى تعليق ظهورها المقرر في تكساس وألاباما بسبب تهديدات القتل التي تلقتها، وقررت ألا تظهر في العلن إلى أن يتم تعزيز الأمن. وقدمت مجموعة محافظة، وهي هيئة المراقبة القضائية، شكوى تتعلق بأخلاقيات مجلس النواب، زاعمة أن ووترز تحرض على العنف الغوغائي ضد أنصار ترامب، لكنها تنفي ذلك، وتؤكد أن ترامب هو من يحرض على ذلك، ونشرت وسائل الإعلام الاجتماعية تقريراً زائفاً، زعم مصدره بأنه مقتبس من الـ«سي إن إن»، ويدعي ذلك التقرير أن ووترز رشحت مهاجراً غير شرعي للمحكمة العليا.

هجوم مضادوفي هجوم متجدد، وصفها ترامب بالفاسدة والمجنونة، إلى جانب هجومه على زعيمة الأقلية بمجلس النواب، نانسي بيلوسي، التي تعتبر وجه الحزب الديمقراطي، وفي تغريدة له في هذا الخصوص، قال إن «صخبها وهذيانها، وحتى في الإشارة إلى نفسها بأنها حيوان جريح، سيجعل الناس يفرون من الديمقراطيين»، ولم يقتصر الأمر على الجمهوريين فقط، فقد تعرضت للتوبيخ من بعض الزعماء الديمقراطيين بسبب دعوتها لمضايقة مسؤولي ترامب، ووصفت بيلوسي سلوكها بأنه «غير مقبول»، دون أن تذكرها بالاسم، وعلق زعيم الأقلية بمجلس الشيوخ، تشاك شومر على سلوكها بأنه: «ليس أميركياً».

وقد أدى كل ذلك إلى إثارة رد فعل معاكس من نحو 200 من القيادات النسائية السود -والناشطين والقساوسة والأكاديميين والمسؤولين- الذين اتهموا الديمقراطيين بالفشل في حماية ووترز. ويقول البائع اليا برانتلي، البالغ من العمر 36 عاماً «لدينا رئيس عنصري، ولدينا سياسات تساعد من هم في القمة والذين يمثلون 1% من الأميركيين، فإذا ظللنا صامتين لن يتغير شيء مطلقاً، الفم المغلق لا يستطيع أن يتلقى الطعام، وهذه السيدة تسخر طاقتها لذلك».

ويقول دنزل غوردن، 24 عاماً، وهو عامل اجتماعي من نيويورك: «إنها تفعل أشياء يرغب كثير من السياسيين في فعلها»، ويمضي قائلاً «لديها الكرة الآن في ملعبها». التهديدات بالقتل، والتوبيخ الذي تلقته من ترامب ومن القيادة الديمقراطية، والحب الذي تتلقاه من مناصريها، كل ذلك لم يفاجئ أولئك الذين يعرفونها جيداً، لقد ظلت تتلقّى ذلك طوال حياتها السياسية، وتقول عضو «منتدى النساء السود»، كارولين فاولر، والذي أسسته ووترز: «لقد ظلت ثابتة على مبدئها ومواظبة عليه، وما يقوي من موقفها أكثر هذا الظلم الذي تتعرض له على أساس يومي». ويأتي ترتيب ووترز الخامسة بين 13 طفلاً، ونشأت وتربت تحت رعاية أم عزباء في سانت لويس، بولاية ميسوري، وبدا الطموح يعرف طريقه إليها في وقت مبكر من حياتها، فقد توقع الكتاب السنوي في مدرستها الثانوية، بأنها ستصبح رئيسة لمجلس النواب. بعد انتقالها إلى لوس أنجلوس في عام 1961، عملت في مصنع للملابس قبل أن تتأهل للعمل كمعلمة، وتحصل على درجة علم الاجتماع وتفوز بمقعد في مجلس الولاية في عام 1976.

تبنت مواقف قوية ومثيرة للجدل في بعض الأحيان، مثل حجب صناديق التقاعد الحكومية من الاستثمار في شركات مرتبطة بجنوب إفريقيا في حقبة الفصل العنصري، ووصفت أعمال الشغب التي فجرها الرجل الأسود، رودني كينغ، عام 1992 «بالثورة»، متهمة الرئيس السابق، باراك أوباما بإهمال الأميركيين الأفارقة.

تويتر