استراتيجية توسعت في عهد الرئيس الحالي

الصين تزرع خلايا تجسس حزبية في الجامعات الأميركية

الحزب الشيوعي الصيني يُحكم قبضته على البعثات العلمية. أرشيفية

في شهر يوليو الماضي شاركت مجموعة من تسعة طلاب وأساتذة صينيين من جامعة «هوزهونغ» للعلوم والتكنولوجيا في برنامج صيفي بجامعة إيلينوي الأميركية، وقامت بتشكيل فرع للحزب الشيوعي الصيني في الطابق الثالث من قاعة هوبكنز بالحرم الجامعي. وعقدت المجموعة لقاءات لمناقشة فكر الحزب، مع التقاط صورة جماعية أمام علم أحمر مزين بمطرقة ومنجل، ونشرت صور على موقع الجامعة. وقد أرسلت الجامعة الصينية الطلاب ومعهم أربعة أساتذة إلى الرحلة العملية ووجهتهم بإنشاء خلية الحزب لتعزيز «الإرشاد الأيديولوجي» أثناء وجود الطلاب في الولايات المتحدة.

وتشترك جامعة إيلينوي مع العديد من الجامعات الصينية في برامج التبادل، وقد وجهت اثنتان على الأقل من تلك الجامعات الصينية المشاركين لتشكيل خلايا حزبية في حرم الجامعة الأميركية، باستخدام تلك الخلايا في المراقبة والتحكم الأيديولوجي.

يقول أحد طلاب التبادل الصيني الذي درس في جامعة إيلينوي في خريف عام 2017، إنه قبل الشروع في جولة الدراسة في إيلينوي كان على الطلاب حضور محاضرة عن مخاطر «فالون جونغ»، وهي جماعة محظورة معادية بشدة للحزب الشيوعي الصيني، لكن تنشط في الولايات المتحدة.

وبعد وصول الطلاب إلى ولاية إيلينوي، طلبت منهم جامعتهم الصينية إنشاء فرع مؤقت للحزب وطلبت منهم أن يقيموا تجمعاً لمشاهدة الجلسة الكاملة للحزب الشيوعي، الذي عقد في أكتوبر بالعاصمة بكين، وهو المؤتمر الرئيس الذي يعقد كل خمس سنوات، كما قامت السفارات والقنصليات الصينية بالاتصال بمؤسسات المجتمع الصيني في جميع أنحاء العالم، وطلبت منهم تنظيم فعاليات لأعضائها بهذه المناسبة، وطلب من طلاب التبادل في جامعة إيلينوي أيضاً الإبلاغ عن أي آراء محتملة يعرب عنها زملائهم أثناء وجودهم في الخارج.

ويقول أحد طلاب البعثة، لم يذكر اسمه، «عندما عُدنا إلى الصين كان علينا الاجتماع مع أساتذتنا فُرادى، وتحدثنا عن تجربتنا وأدائنا في الخارج»، مضيفاً «تحدثنا أيضاً عما إذا كان طلبة آخرون لديهم أفكار مناهضة للحزب الشيوعي».

جامعة إيلينوي ليست الوحيدة، فقد ظهرت خلايا الحزب الشيوعي الصيني في كاليفورنيا وأوهايو، ونيويورك، وكونيكتيكت، ونورث داكوتا، ووست فرجينيا، وتبدو هذه الخلايا جزءاً من استراتيجية تم توسيعها الآن في عهد الرئيس الصيني شي جين بينغ، لتوسيع نطاق السيطرة المباشرة للحزب على مستوى العالم، ولعزل الطلاب والباحثين في الخارج عن تأثيرات «الأيديولوجية الضارة» أحياناً عن طريق مطالبة الأعضاء بالإبلاغ عن سلوكيات بعضهم، وكذلك المعتقدات.

هذه الخلايا بالخارج تتلاءم مع أهداف الحزب الأوسع، وفقاً لزميلة معهد «مركاتور» للدراسات الصينية في برلين، سامانثا هوفمان، «يريدون معرفة النشاطات المناهضة للحزب وحتى أنواع التعليقات، ومن يفعل ذلك يعرف أنه قد يضره في وقت لاحق».

ومنذ توليه منصبه في أواخر عام 2012، نفذ الرئيس الصيني حملة شاملة لتركيز المزيد من السلطة بين يدي مسؤولي الحزب، وأدت عملية إعادة تنظيم كبرى أُعلن عنها في أواخر مارس إلى نقل السيطرة على المكاتب الحكومية الرئيسة إلى الأجهزة الحزبية.

تويتر