تعيينه مكافأة له على ولائه للرئيس الأميركي

وزير الخارجية الجديد سيعزز قبضة ترامب في التعامل مع الخارج

صورة

لم تعد خدمات وزير خارجية الولايات المتحدة ريكس تيلرسون مطلوبة كما قرر الرئيس دونالد ترامب. وبدلاً من ذلك، اختار ترامب مدير وكالة الاستخبارات المركزية مايك بومبيو، ليخلف تيلرسون، المدير التنفيذي السابق لشركة «إكسون موبيل»، كأكبر دبلوماسي أميركي. ما الذي سيضيفه بومبيو إلى وزارة الخارجية، وكيف يمكن أن يكون نهجه مهماً بالنسبة للصين؟

هدف ترامب من هذا التعيين هو رفع مستوى التوافق الشخصي، فالرئيس يفضل ببساطة بومبيو على تيلرسون، مشيراً إلى أنه هو والوزير المنتهية ولايته يجتمعان كل مرة بطرق تفكير «مختلفة» حول العديد من القضايا. من جهة أخرى، كان بومبيو من أتباع ترامب منذ زمن طويل، الولاء يجد مكافأة من هذه الإدارة.

بصفته الشخص الذي يُطلع الرئيس على التقرير اليومي، فقد أمضى بومبيو الكثير من الوقت مع ترامب، وكان من ضمن التقارير سلسلة كاملة من القضايا العالمية، الأمر الذي ولد لدى الرئيس انطباعاً بأن مدير الـ«سي آي إيه»، سيكون مرشحاً بارعاً لإدارة وزارة الخارجية.

لكن المهارات التي تصنع الدبلوماسي الجيد لا يتم تعلمها بين عشية وضحاها، فقد سلك تيلرسون الطريق الصعب. وقد أظهر استعداد بومبيو لتسييس جهاز الاستخبارات، خلال فترة عمله في الوكالة المركزية، أنه يحمل مبادئ سياسية تستحق الاحترام الكبير.

• على الصين أن تفترض أنه ما دام ترامب يهدد بالتصريحات والتغريدات فإن بومبيو سيفعل كذلك.

• سيحرص وزير الخارجية المعين على اتباع تعليمات ترامب قبل أن يتبع قواعد اللعبة الاستراتيجية التي تدعي هذه الإدارة أنها ملتزمة بها.

بالنسبة للصين، سيكون بومبيو من البطاقات الصعبة. لقد أثنى الأخير على الرئيس تشي جين بينغ، حيث صرح في العام الماضي قبل انعقاد المؤتمر التاسع عشر للحزب الجمهوري، بأن بينغ «سيحصل على موقع مهيمن يتمتع بقدرات هائلة، تمكنه من القيام بعمل جيد في جميع أنحاء العالم».

وفي وقت سابق من عام 2017، وصف بومبيو بكين بأنها أكبر تهديد للولايات المتحدة. وقال مدير الاستخبارات في مقابلة: «أعتقد أن الصين لديها القدرة على أن تكون منافساً كبيراً لأميركا على المديين المتوسط والطويل». متابعاً: «إذا نظرنا إلى الأمور، فإنهم (الصينيين) ربما يحاولون إما سرقة أشيائنا أو التأكد من أنهم قادرون على إلحاق الهزيمة بنا».

إلى يومنا هذا، يبدو أن بومبيو مقتنع بدوافع ترامب، التي كانت بمثابة عامل تمكين إلى حد ما. وفي حين أن صلاحياته في وكالة الاستخبارات المركزية كانت من الناحية النظرية مقتصرة على تقديم تحليل استخباراتي نزيه مع إبقاء السياسة خارج نطاق عمله، فإنه سيكون الآن في منصب نفوذ كبير.

نغمة مختلفة

أما في الصين، فقد ظل ترامب يردد نغمة مختلفة عن الاستراتيجية التي وثقها مستشاروه نيابة عنه في أواخر عام 2017 وبداية 2018، ووضعت استراتيجية الأمن القومي والدفاع الوطني الصين إلى جانب روسيا على رأس قائمة المنافسين الأقوياء، لكن الرئيس الأميركي تمكن بمساعدة بكين من حل مشكلة كوريا الشمالية، وأعرب عن إعجابه بتعزيز قوة بينغ الذي حصل على رئاسة مدى الحياة.

سيحرص وزير الخارجية المعين على اتباع تعليمات ترامب قبل أن يتبع قواعد اللعبة الاستراتيجية التي تدعي هذه الإدارة أنها ملتزمة بها. وخارج السياسة التجارية، حيث يبدو أن الولايات المتحدة والصين تسيران على مسار تصادمي، من المرجح أن تظل السياسة الخارجية الأميركية في سياق ثنائي بعيداً عن التصادم. وستجد القيادة الصينية في الوزير الجديد قناة للوصول إلى ترامب أفضل من تيلرسون، وهذا لا يعني أن بومبيو لا يمكن أن يسبب صداعاً للصين بشكل غير مباشر.

من المرجح أن يعزز مدير الاستخبارات السابق عقيدة ترامب في ما يتعلق بالاتفاق النووي مع إيران، على سبيل المثال، وهو اتفاق طالما دعمته الصين. ويمكن أن يؤدي إنهاء هذا الاتفاق إلى إرباك منطقة الشرق الأوسط، ما يؤثر سلباً على المصالح الصينية وأمن الطاقة.

ومع ذلك، قد يجد بومبيو عدداً قليلاً من القضايا الخلافية. وعندما كان في الكونغرس، قدم مشروع قانون يدعو فيه بكين إلى وقف الاستيلاء على الأراضي، وعسكرة المناطق المتنازع عليها في جزر «سبراتلي وباراسيل»، في بحر الصين الجنوبي.

قد يختار إعادة التركيز على مشكلات بحر الصين الجنوبي؛ وهو أمر لم يكن له أهمية في أجندة وزارة الخارجية في شرق آسيا. وفي الوقت الحالي، ينبغي على الصين أن تفترض أنه ما دام ترامب يهدد بالتصريحات والتغريدات، فإن بومبيو سيفعل كذلك. وفي حين أن وزارة الخارجية خلال ولاية تيلرسون انجرفت أكثر فأكثر بعيداً عن البيت الأبيض، فقد نرى انقلاباً في عهد بومبيو، ما يعطي الدبلوماسية الأميركية دوراً أكبر في تفعيل أجندة إدارة ترامب.

تويتر