لم يتم الإعداد له بما يكفي.. ويُعقد بين زعيمين «غير عاديين»

اللقاء التاريخي بين ترامب وكيم لن يُفضي إلى شيء ملموس

صورة

الخبر السار في الأزمة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية هو تبني إدارة الرئيس دونالد ترامب طرحاً جديداً بعيداً عن تبادل الشتائم أو الصواريخ؛ الرئيسان سيلتقيان ويتحدثان. أما الخبر السيئ فهو عزم ترامب على القيام بذلك بنفسه، وفي ذلك يقول كبير الباحثين في معهد ماساشوستس، جيم والش: «أنا مبتهج ومرعوب في الوقت نفسه»، متابعاً: «سعيد لأن الطرفين سيتحاوران، ومرعوب من احتمال وجود أكثر الزعماء غير العاديين في العالم في غرفة واحدة.. أين سيكون الخلل؟».

بما أنه لا توجد طريقة مقبولة لإجبار كيم جونغ أون

على التخلي عن سعيه للحصول على القدرات

النووية، فإن المحادثات هي أقل الخيارات سوءاً.

وبما أنه لا توجد طريقة مقبولة لإجبار كيم جونغ أون على التخلي عن سعيه للحصول على القدرات النووية، فإن المحادثات هي أقل خياراتنا سوءاً، إنها تبعدنا خطوة إلى الوراء عن حرب مدمرة، شئناً أم أبينا، القبول والاحتواء والتفاوض هي الطرق المنطقية المتاحة للمضي قدماً.

لماذا لا يجتمع ترامب وكيم؟ لم تجر محادثات مباشرة بين رؤساء أميركا وكوريا الشمالية، فيما لم تنجح الجهود الأخرى. قد تكون القمة فكرة جيدة لأنها غير مسبوقة.

يبدو أن كيم على استعداد للحوار لأن برنامجه للأسلحة النووية أصبح الآن متقدماً للغاية، على أعتاب تجربة صواريخ طويلة المدى ذات رؤوس نووية يمكن أن تصل إلى الولايات المتحدة، بالإضافة إلى عشرات القنابل والترسانة المنتشرة والمتنوعة، التي يعتقد أنها تمكنه من ردع أي عدوان ويحصل على الاحترام الدولي. وفي ذلك يقول وزير الدفاع الأميركي السابق بيل بيري: «لقد أتيحت لنا الفرص لإبعاد بيونغ يانغ عن السلاح النووي، وكان ذلك أفضل بكثير، لكننا أضعنا تلك الفرص»، متابعاً: «الآن لديهم ترسانة نووية، وهذا هو الواقع، إنهم ذاهبون إلى هذا الحوار من موقع قوة». وذلك على الرغم من أنهم تعرضوا لحملة دولية قادتها إدارة بوش الابن وضغوط اقتصادية وعزلة دبلوماسية.

وأوضح الوزير السابق: «لا أعتقد أن الكوريين الشماليين يريدون التفاوض على التخلي عن كل أسلحتهم النووية» متابعاً: «ولكن حتى لو فعلوا، ليس لدي أي فكرة عن كيفية التحقق من ذلك». وقد عايش بيري واحدة من تلك الفرص الضائعة. وبصفته وزير دفاع في إدارة بيل كلينتون، فكر الوزير بجدية في ضربات عسكرية لتدمير مفاعل نووي كوري، لكن في أواخر التسعينات طلب منه كلينتون إنقاذ اتفاقية عام 1994 التي أوقفت برنامج الأسلحة النووية في شمال شبه الجزيرة الكورية. وسافر بيري إلى بيونغ يانغ، كما التقت وزيرة الخارجية مادلين أولبرايت زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ إيل، واستُقبل ضابط كبير في الجيش الكوري الشمالي من قبل كلينتون في المكتب البيضاوي.

وبحلول خريف عام 2000، كانت هناك ضجة حول توجه كلينتون نفسه إلى كوريا الشمالية للبدء في إقامة علاقات دبلوماسية طبيعية مع خصم أميركا القديم، في مقابل توقفه عن العمل في مجال الأسلحة النووية والصواريخ بعيدة المدى. ثم جاءت الانتخابات الرئاسية عام 2000، واتخذ جورج بوش الابن خطاً أكثر تشدداً بشأن كوريا الشمالية، واكتشف في عام 2002 أن الكوريين الشماليين كانوا يخصبون اليورانيوم سراً لصنع أسلحة نووية.. وبالتالي تبددت مبادرة بيري.

جلبت السنوات التي تلت ذلك سلسلة من الاتفاقات النووية التي جمدت في بعض الأحيان البرنامج النووي لكوريا، ولكن على المدى الطويل فشلت في منع الشمال من أن تصبح دولة تمتلك أسلحة نووية. وتخلل العديد من هذه الاتفاقيات رفض حكومة بيونغ يانغ الكشف عن جميع أنشطتها النووية، والسماح للمراقبين الدوليين بالتحقق من توقف تلك الأنشطة.

يمكن لإدارة ترامب أن تركز على التزام كوريا الشمالية بالحد من عدد الأسلحة النووية في ترسانتها، وعدم تصنيع أسلحة جديدة، ولكن «سيكون من الصعب للغاية التحقق من ذلك»، يقول بيري: «لنفترض أنهم وافقوا على تقليص ما يقولون إنه سلاحهم النووي؛ فلسنا متأكدين من العدد، لذلك إذا تم تدمير 15 أو 20، فنحن لسنا متأكدين من العدد المتبقي»، متابعاً: «ثانياً، لنفترض أن بيونغ يانغ ستسمح للمراقبين بالوصول إلى أجهزة الطرد المركزي في مفاعل البلوتونيوم، المعروف باسم (يونغبيون)، لا نعرف أين توجد أجهزة الطرد المركزي الأخرى، كما أن هذه الأجهزة يسهل إخفاؤها، وربما مازالوا يستخرجون المزيد من اليورانيوم عالي التخصيب».

مثل هذه الاجتماعات بين قادة الدول القوية هي عمل جاد مع عواقب حقيقية للملايين من الناس. وثمة سبب يجعل مثل هذه اللقاءات بحاجة إلى أشهر أو سنوات عدة من المفاوضات الصعبة والتفصيلية، ويبدو أنه لن يكون هناك وقت كافٍ لأي إعداد من هذا القبيل قبل قمة ترامب وكيم، التي تم تحديد موعدها في مايو. وكما قال الخبير في مجلس العلاقات الخارجية، لي سكوت سنايدر: «لقد وضع ترامب جميع أوراقه على الطاولة ليراها الجميع».

من ناحية أخرى، كان كيم حريصاً على عدم تحديد ما يريده من هذا الاجتماع. وفي غياب المعجزة فإنه لن يتخلى عن ترسانته النووية، وليس وارداً أن يتخلى عن برنامجه الصاروخي، أو أن يخضع لنوع من عمليات التفتيش المجانية الضرورية للتأكد من أنه فعل ذلك. كوريا الشمالية معروفة بالخداع في مثل هذه الاتفاقات في الماضي. والمواجهة بين واشنطن وبيونغ يانغ طويلة، وقد امتدت حتى الآن عبر تسعة رؤساء أميركيين وثلاثة أجيال من سلالة كيم.

محطات في الأزمة

أكتوبر 1999: في الوقت الذي كان ترامب رجل أعمال قال إنه سوف «يتفاوض مثل المجنون» مع كوريا الشمالية إذا أصبح رئيساً.

مارس 2013: أثنى ترامب على نجم كرة السلة دينيس رودمان الذي كان زار كوريا الشمالية للتو، منتقداً في الربيع سياسة الرئيس باراك أوباما الذي لم يكن يفعل ما يكفي لاحتواء تهديد كوريا الشمالية.

مايو 2014: ترامب يصرح بأن كوريا الشمالية هي «آخر مكان على الأرض أريد الذهاب إليه».

مارس 2017: ترامب، بعد أن أصبح رئيساً، يرى أن التهديد النووي لكوريا الشمالية قد دخل «مرحلة جديدة»، بعد يوم واحد من إطلاق أربعة صواريخ باتجاه اليابان.

أبريل 2017: ترامب يحذر من صراع «كبير» مع بيونغ يانغ، وقال إنه يسعى إلى حل دبلوماسي لهذه القضية.

أكتوبر2017: ترامب يلمح في تغريدة إلى أنه ربما فقد الثقة في التحدث مع كوريا الشمالية.

ديسمبر 2017: ترامب ينتقد، خلال خطاب له في طوكيو، سجل كوريا الشمالية لحقوق الإنسان.

يناير 2018: في أول خطاب أمام الكونغرس، ترامب يروي قصة منشق من كوريا الشمالية مستخدماً كلمات نابية.

فبراير 2018: نائب الرئيس مايك بينس يحضر حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في كوريا الجنوبية إلى جانب شقيقة الرئيس الشمالي.

مارس 2018: البيت الأبيض يعلن عن موعد للاجتماع مع كيم.

للإطلاع على الموضوع كاملا يرجى الضغط على هذا الرابط.

تويتر