المرصد

قوانين لتنظيم إعلام العنف

اقترح الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أنظمة وقوانين تحدد مضامين ألعاب الفيديو التي يستخدمها الأطفال، والأفلام السينمائية، وما يمكن أن يبث على شبكة الإنترنت.

وكان الرئيس ترامب يتحدث عن حوادث إطلاق النار في المدارس. وقال إن الذين ارتكبوا جرائم إطلاق النار في المدارس، لابد أنهم يدمنون ألعاب الفيديو أكثر من غيرهم من الطلبة الآخرين. وقال الرئيس إنه ينبغي القيام بأمر ما، لتحديد ما يمكن أن يشاهده هؤلاء الأطفال، وكيفية مشاهدتهم له. وأكد الرئيس أنه يسمع الكثير من الناس، الذين يتحدثون عن مستويات العنف غير المعقولة في ألعاب الفيديو، والتي تؤثر في تفكير الأطفال.

وواصل ترامب الحديث عن أفلام السينما، مشيراً إلى أنها تحوي الكثير من العنف المفرط، ومع ذلك يسمح للأطفال بمشاهدتها. وتساءل ترامب عما إذا كان من الممكن إيجاد نوع من التصنيف، يهدف إلى تحديد مستويات العنف المسموح بها. لكن لم يكن من الواضح ما إذا كان ترامب يشير إلى الأنظمة الحالية المخصصة للألعاب والأفلام السينمائية، أم أنه كان يريد أنظمة جديدة تماماً.

وكان ترامب يتحدث، خلال مناقشة عن مدى السلامة في المدارس، إثر الحادث المريع الذي وقع في مدرسة عليا بولاية فلوريدا، ونجم عنه مقتل 17 شخصاً، وجرح كثيرون. وخلال اللقاء، اقترح أن يقوم بعض المدرسين بحمل مسدسات.

والرئيس ترامب ليس أول سياسي يطرح مثل هذه المناقشات، بشأن العنف الذي تتضمنه ألعاب الفيديو والأفلام، بعد الحادث الأخير في فلوريدا، إذ يخطط ممثل ولاية رود آيلاند، روبرت ناردوليلو، لطرح فكرة قانون، يفرض ضرائب على ألعاب الفيديو التي تحوي مزيداً من العنف. ووصف حاكم ولاية كنتاكي، مات بيفين، ألعاب الفيديو والأفلام، التي تتضمن الكثير من مشاهد العنف، بأنها «ثقافة الموت التي يتم ترويجها»، وعلى الرغم من أنه لم يدعُ إلى حظرها، فإنه يعتقد أنه على الجميع أن يفكروا في القيمة التي ينطوي عليها إعلام العنف في مجتمعنا.

وفي حقيقة الأمر، إن ألعاب الفيديو العنيفة لا تؤثر في الأطفال الأميركيين فحسب، بل إن أطفالنا ليسوا بمعزل عن مثل هذه الألعاب، التي لا تتوقف على ألعاب الفيديو فحسب، وإنما على الأفلام التي تشاهد في الإنترنت أو التلفزة، وحتى أفلام الرسوم المتحركة التي هي في الأساس مخصصة للأطفال، لكنها تحوي مشاهد ترعب الكبار.

ونتيجة تأثير هذه الأفلام والألعاب في أطفالنا، بتنا نسمع منهم كلمات لم نكن نسمعها من الأطفال من قبل مثل: لابد من قتله، أو اقتله، أو كلمة «زومبي» التي تعني الشبح، والتي لم أسمع بها شخصياً إلا منذ فترة قريبة. فهل من الضروري بالنسبة لنا أن نضع نظاماً جديداً لتقييم هذه الأفلام والألعاب، وتقييد انتشارها، حتى لا يأتي اليوم الذي يرتكب فيه أطفالنا الجرائم البشعة، في محاولتهم لتقليد ما يشاهدونه.

تويتر