المسجد الأقصى وأسطورة «هيكل سليمان»

الهيكل - عند اليهود - يعني بيت الإله ومكان العبادة المقدس،وحسب الرواية اليهودية فإن داود عليه السلام هو الذي أسس لبناء الهيكل، لكنه مات قبل أن يشرع في بنائه، وأن ابنه سليمان عليه السلام هو الذي قام ببناء الهيكل فوق جبل موريا، المعروف باسم هضبة الحرم، وهو المكان الذي يوجد فوقه المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة،وتم تدمير الهيكل حسب ادعاءاتهم أكثر من مرة، ويسعى الكيان الصهيوني إلى بناء هيكل سليمان (الهيكل الثالث)، ولكي يبقى الهيكل حياً في ذاكرتهم، ابتدع حاخاماتهم طقوساً ومراسم يقوم بها كل يهودي حتى يتذكر الهيكل، عند الميلاد وعند الموت، وعند الزواج... إلخ، والرسومات الظاهرة في هذا الغرافيك إنما هي من تصميم جماعة أمناء الهيكل، التي تسعى - مع بقية الجماعات المتطرفة الأخرى - إلى هدم المسجد الأقصى المبارك، وإقامة الهيكل على أنقاضه.

وهناك أدلة عدة كلها تشير إلى بطلان نسبة الهيكل لسليمان عليه السلام، وأن بناء سليمان للهيكل هو مجرد أكذوبة من أكاذيب اليهود، إذ إنه لا يوجد مصدر موثوق به، يثبت بناء سليمان عليه السلام لهذا الهيكل، وأنه لا وجود لهذا الهيكل إلا في كتب اليهود، وهي كتب لا يوثق بما فيها. أضف إلى ذلك قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي، عام ١٩٦٧، بمجموعة من الحفريات حول وتحت المسجد الأقصى حتى الآن، ولم يثبت أنهم وجدوا شيئاً يشير إلى الهيكل، حتى الكتاب المقدس نفسه قد اعترف كثير من علماء اليهود والنصارى والمؤرخين بأنه امتدت إليه أيدي التحريف والتلاعب والزيادة والنقصان، ما يعني أنه لم يعد مصدراً تاريخياً موثوقاً به، بالإضافة إلى أن اليهود أنفسهم لا يتفقون على هيكل واحد، ومكان واحد، فيهود مملكة السامرة يقولون: إن هيكلهم في مدينة «نابلس»، وليس في «القدس»، وآخرون يقولون: إنه في قرية «بيتين»، شمال القدس، ومجموعة ثالثة تقول: إن هيكلها أقيم على تل القاضي «دان»، وهذا يؤكد أن قصة الهيكل أسطورة، ولم يثر اليهود موضوع البحث عن الهيكل وإعادة بنائه، إلا في القرن التاسع عشر، فظهرت كتابات يهودية في كبرى الصحف الغربية، تدعو إلى إعادة بناء الهيكل في فلسطين. ثم كانت أولى الخطوات العملية في هذا الاتجاه يوم 20/3/1918، حينما وصلت بعثة يهودية، بقيادة حاييم وايزمن، إلى القدس وقدمت طلباً إلى الحاكم العسكري البريطاني آنذاك الجنرال «ستورز»، تطالبه بإنشاء جامعة عبرية في القدس، وتسلّم حائط البراق (المبكى) في الحرم القدسي،

إضافة إلى مشروع لتملك أراضٍ في المدينة المقدسة.

يقول بن غوريون، أول رئيس وزراء لدولة اليهود: «لا قيمة لإسرائيل دون القُدس، ولا قيمة للقدس دون الهيكل».

وقف وزير الدفاع اليهودي، موشي ديان، أمام حائط البراق، وقال: «لقد أعدنا توحيد المدينة المقدسة، وعدنا إلى أكثر أماكننا قداسة، ولن نغادرها أبداً».

ليست قضية بناء الهيكل مجرد حلم صهيوني، وأسطورة خرافية، بل إن الصهاينة قد سعوا بخطوات عملية ماكرة إلى تحقيق بناء الهيكل.

لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.

تويتر