غاضبون من اليابان

الناجون من القنابل الذرية يرحبون بفوز «إيكان» بجائـــزة «نوبل»

الناشطة اليابانية في حملة إيكان، سيتسوكو ثورلو (يمين)، والمديرة التنفيذية للحملة بياتريس فين، تتسلمان الجائزة خلال مراسم في العاصمة النرويجية أوسلو الأحد الماضي. أرشيفية

قالت الناشطة المناهضة للأسلحة النووية منذ فترة طويلة، هاروكو موريتاكي، إن بعض خبراء نزع السلاح الغربيين سخروا منها قبل عقد من الزمان، عندما أكدت أن العالم يحتاج إلى معاهدة تحظر الأسلحة النووية.

وأضافت موريتاكي، رئيسة تحالف هيروشيما للقضاء على الأسلحة النووية، في تصريحات صحافية: «لقد قلت لهم إن هذه هي الطريقة الوحيدة للقضاء على الترسانات النووية». وتابعت «لكن تم رفض هذا الأمر دون نقاش، لأنهم رأوا أنني كنت مثالية جداً». وتابعت أنه كان هناك القليل جداً في اليابان، الذين قبلوا فكرتها.

غير أن ابنة الزعيم الراحل للحركة المناهضة للأسلحة النووية، إيتشيرو موريتاكي، أصبحت متأكدة منذ أربع سنوات، أنه كان من الممكن التوصل إلى معاهدة من هذا القبيل، مع ظهور مجموعة مناهضة للحرب النووية، وهي الحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية (إيكان).

يذكر أنه تم إعلان فوز إيكان، وهي تحالف يضم 468 منظمة غير حكومية من 101 دولة، بجائزة نوبل للسلام لهذا العام، لأنها ساعدت في التوصل إلى معاهدة حظر الأسلحة النووية. وتسلمت الناشطة اليابانية في حملة إيكان، سيتسوكو ثورلو، الناجية من القصف الذري الأميركي لهيروشيما عام 1945، والمديرة التنفيذية للحملة بياتريس فين، الجائزة خلال مراسم في العاصمة النرويجية أوسلو، الأحد الماضي.

وفي يوليو الماضي، اعتمد 122 بلداً، من البلدان الأعضاء في الأمم المتحدة، المعاهدة التاريخية.

وذكرت موريتاكي، التي عانى والدها إيتشيرو الهجوم النووي الأميركي، الذي تعرضت له مدينة هيروشيما غرب اليابان، أن «إيكان نمت بشكل كبير خلال ما بين ثلاث إلى أربع سنوات، لأنها اجتذبت شبابا نشطين، وهذا أمر مثير للإعجاب».

وقال الزعيم المشارك للاتحاد الياباني لمنظمات المتضررين من القنابل الأميركية الذرية والهيدروجينية، تيرومي تاناكا، في مؤتمر صحافي عقد في طوكيو، إن «جميع الناجين من القصف الأميركي سعداء للغاية، بحصول إيكان على جائزة نوبل للسلام».

وكانت الولايات المتحدة قد دشنت العصر النووي، عندما أسقطت قنبلتين ذريتين على هيروشيما وناغازاكي، في الأيام الأخيرة من الحرب العالمية الثانية، ما أسفر عن مقتل نحو 214 ألف شخص في المدينتين بنهاية عام 1945. والناجون، بالاضافة إلى الناشطين المناهضين للأسلحة النووية في اليابان، يشعرون بالإحباط بسبب رفض حكومتهم الانضمام إلى المعاهدة.

وقال تاناكا «إن اليابان، الدولة الوحيدة التي تعرضت لهجوم نووي، لم تشارك في المفاوضات، ولم توقع على هذه المعاهدة، وإنني غاضب جداً إزاء موقف الحكومة اليابانية». ولم توقع اليابان على المعاهدة في يوليو مع الدول النووية بالعالم، لأن طوكيو تعتمد على الردع النووي الأميركي لحمايتها.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية اليابانية، نوريو ماروياما، في بيان له، إن اليابان ترى «أن بذل جهود واقعية وعملية لنزع السلاح النووى ومنع انتشاره، مسألة ضرورية في السعي بصدق لإقامة عالم خالٍ من الأسلحة النووية»، ويشمل هذا التعاون العمل مع الدول النووية وغير النووية. ويأتي حصول إيكان على جائزة نوبل وسط تصاعد التوترات حول برامج كوريا الشمالية النووية والصاروخية، وردود الأفعال النارية من جانب الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وأوائل سبتمبر الماضي، أجرت بيونغ يانغ اختبارها النووي السادس والأقوى، ما أدى إلى إدانة دولية.

وقال أكيرا كاواساكي، وهو عضو في مجموعة التوجيه الدولية التابعة لحملة إيكان والرئيس المشارك لمنظمة «قارب السلام» غير الحكومية اليابانية، في مؤتمر صحافي عقده بطوكيو خلال أكتوبر الماضي، إن وسائل الإعلام والدول المحيطة بكوريا الشمالية «تتحدث دائماً عن كوريا الشمالية».

وأضاف كاواساكي «القضية الحقيقية هي أن الأسلحة النووية هي أسلحة سيئة، ونحن بحاجة إلى القضاء على الأسلحة السيئة». وتابع «كوريا الشمالية تشكل تهديدا خطيراً، لكن حتى اليوم يوجد 15 ألف سلاح نووي يهدد بقاء البشرية».

وتعتبر بيانات إيكان تعبيراً حقيقياً عن مشاعر الناجين، بما في ذلك تاناكا.

وتابع تاناكا «في سن الـ13، تعرضت للهجوم النووي في مدينة ناغازاكي، ورأيت بأم عيني بربرية ووحشية هذه الأسلحة».

وأضاف «من خلال هذه التجارب، دعونا نحن الناجين العالم بألا تسقط مثل هذه الأسلحة مرة أخرى على البشر، وتجب إزالتها من العالم، والقضاء عليها فى أسرع وقت ممكن».

تويتر