رحيل أول برلمانية منتخبة في الشرق الأوسط

الراحلة فاطمة أحمد إبراهيم

غيب الموت، صباح اليوم، بالعاصمة البريطانية لندن الرائدة النسوية السودانية والسياسية المخضرمة فاطمة أحمد إبراهيم عن عمر 85 عاما بعد صراع طويل مع المرض.

تميزت فاطمة بأدوار قيادية في الحركة النسوية والسياسية السودانية، وهي من أشهر الناشطات في القضايا العامة وقضايا حقوق المرأة والطفولة وترأست الاتحاد النسائي السوداني 1956-1957.

اشتركت في تكوين هيئة نساء السودان المناهضة للحكم العسكري عام 1962 وكانت رئيسة لتحرير مجلة صوت المرأة التي حولتها لمنبر مناهض له.

لعبت دورا بارزا في ثورة 21 أكتوبر 1964م التي أطاحت حكم الفريق إبراهيم عبود، وكانت عضوا في جبهة الهيئات ثم انتخبت لعضوية الجمعية التأسيسية عام 1965 لتصبح بذلك أول امرأة في السودان والمنطقة العربية والأفريقية تدخل البرلمان السوداني، وذلك بانتخابات ديمقراطية .

وأسهمت فاطمة في إقرار البرلمان في العام 1969 لحزمة من الحقوق الخاصة بالمرأة السودانية لأول مرة، وهي حق الاشتراك في كل مجالات العمل بما فيها القوات المسلحة وجهاز الشرطة والتجارة والقضاء، والمساواة في فرص التأهيل والتدريب والترقي.

كما تم اختيارها عام 1991 رئيسة للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي، وهي أول امرأة مسلمة وعربية يتم اختيارها لرئاسة الاتحاد.

وحصلت عام 1993 على جائزة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، ومنحت الدكتوراه الفخرية من جامعة كاليفورنيا عام 1996 لجهودها في قضايا النساء واستغلال الأطفال.

ولها عدد من المؤلفات منها (حصادنا خلال عشرين عاما، وآن آوان التغيير ولكن، والمرأة العربية والتغيير الاجتماعي).

وفاطمة هي أرملة، الشفيع أحمد الشيخ، القيادي اليساري البارز، ورئيس اتحاد عمال السودان، ونائب رئيس الاتحاد العالمي لنقابات العمال، والذي أعدمه نظام الرئيس الراحل جعفر نميري في يوليو 1971 بعد اتهامه بالاشتراك في انقلاب يوليو 1971 الذي قاده الرائد هاشم العطا.

قاومت نظام جعفر نميري (1969 -1985) بشراسة وتعرضت للسجن والملاحقات الأمنية. وتحظى فاطمة باحترام كبير في المجتمع السوداني وينظر إليها كأيقونة للشجاعة في الرأي والنضال من أجل الفقراء والنساء.

تويتر