حمّى الانتخابات التمهيدية لـ «يمين الوسط» الفرنسي تزداد سخــونة

فيون.. خصم تخشاه الزعيمة الـــمتطرفة مارين لوبان

فيون المرشح الأوفر حظاً في الانتخابات الرئاسية الفرنسية. أ.ف.ب

أوائل أكتوبر الماضي، حل مرشح تيار يمين الوسط لانتخابات الرئاسة الفرنسية، فرانسوا فيون، في المرتبة الرابعة برصيد 12% في استطلاعات الرأي، بين مرشحي يمين الوسط السبعة، الساعين للحصول على دعم يمين الوسط في الانتخابات الفرنسية الرئاسية العام المقبل.

ويوم الأحد الماضي، وخلال الجولة الأولى من الانتخابات التمهيدية، استطاع فيون تأمين ما يقرب من نصف الأصوات، وهو الإنجاز الذي وضعه أمام أبرز المرشحين، آلان جوبيه بفارق 16 نقطة مئوية، و24 نقطة أمام المرشح الرئاسي والرئيس السابق، نيكولا ساركوزي.

لكن ماذا حدث؟ فقد كان فيون لا يثق دائماً بنتائج استطلاعات الرأي: إذ لم ينظم اليمين من قبل أي انتخابات تمهيدية؟ كما أن الأربعة ملايين صوت التي حصل عليها فاقت جميع التوقعات، لكن يبدو أن فيون يعلم جيداً أن جوبيه يدين بالكثير من نجاحه لكونه المرشح المناهض لساركوزي، وأن دعم الناخبين لجوبيه سينهار إذا رأوا أن هناك مرشحاً آخر في يمين الوسط يحظى بالصدقية.

وتغيرت حظوظ فيون، عندما فاز بشكل واضح في حوارات المرشحين الثلاثة، وارتفعت مستويات تأييده في استطلاعات الرأي، وربما ساعده في ذلك هجوم ساركوزي على جوبيه، الذي اعتقد خطأ أنه يشكل أكبر تهديد له.

وكافح فيون، في وقت سابق، للتخلص من التصور الذي يضعه رقم اثنين بعد ساركوزي، فقد ظل الرجل رئيساً للوزراء لفترة ولاية كاملة في الوقت الذي ظل فيه الأصدقاء ينصحونه بالاستقالة، ووضع الولاء كأولوية قصوى لكنه بقي رجل ساركوزي، معلناً في إحدى المناسبات أنه رئيس وزراء دولة مفلسة.

ومنذ أن ترك منصبه، نظم حملات انتخابية في جميع أنحاء البلاد، وذهب إلى أماكن تجاهلها المرشحون الآخرون، واستمع في كل مكان ذهب إليه، أنه على الرغم من دعم الجهاز الحزبي لساركوزي، فإن فرنسا لا تريد أن ترى ساركوزي يحكم البلاد لخمس سنوات أخرى، وإنما تحتاج البلاد لتغيير، حيث عكس واقع الشعبية المتدنية للرئيس الحالي، فرانسوا هولاند.

وكان فيون حريصاً على إبراز مؤهلاته كمصلح للسوق الحرة، وكمحافظ اجتماعي شديد التعلق بمبادئه الكاثوليكية، يعارض الإجهاض كحق أساسي، على الرغم من عدم إبداء نيته إعادة النظر في القوانين القائمة، كما أنه يعارض شخصياً زواج المثليين، والتبني، لكن، مرة أخرى، ليست لديه نية تغيير القانون.

وقبل كل شيء، فقد عكس في جميع المناقشات أنه يمكنه وضع خطة مفصلة لهذا البلد، ما جعل كثيرين من الشعب الفرنسي يقتنعون بأنه ليس فقط أصلح رجل لهذه المهمة، وإنما أيضاً يمكنه التغلب على زعيمة الجبهة الوطنية المنتمية لليمين المتطرف، مارين لوبان.

ومع تأييد ساركوزي له، فهناك الكثير من الفرص لفوز فيون بالترشيح لخوض انتخابات الإعادة ضد جوبيه.

وستكون إلى جانبه زوجته بينيلوب، الويلزية، ما أثار احتمال أن يكون لفرنسا للمرة الأولى سيدة أولى تنتمي إلى بريطانيا.

تويتر