إسرائيل تحرم 51 ألف فلسطينـي المياه في بلدة دورا

طفل فلسطيني يحمل عبوات بلاستيكية لملئها بالمياه. الإمارات اليوم

يقضي المواطن عاطف الرجوب، أكثر من خمس ساعات يومياً بنقل المياه إلى منزله، بعد أن يشتريها من إحدى المناطق القريبة لبلدته دورا، الواقعة جنوب مدينة الخليل المحتلة، كخيار مرير اضطر إليه بفعل ندرة المياه الواصلة إلى منزله عبر خطوط البلدية، والتي من المفترض أن تصله يومياً.

ويضع عاطف المياه بعد نقلها داخل بركة مياه قريبة من شكل البئر، حيث يزودها بالمياه الصالحة للشرب، ليستخدمها في أعمال المنزل، وسد احتياجات أسرته من المياه، في ظل الأزمة الحادة التي تتعرض لها بلدة دورا منذ فترة طويلة، بفعل حرمانهم توافر المياه داخل منازلهم.

ويتكرر هذا المشهد على مدار 45 يوماً متواصلاً، ويتوقف ليوم واحد، إذ تزورهم المياه في هذا اليوم.

ويقول الرجوب لـ«الإمارات اليوم»، وقد بدت عليه ملامح التعب، إثر نقل المياه لساعات طويلة، «إن المواطنين يضطرون إلى شراء مياه الينابيع، في ظل الشحّ الكبير الذي تعانيه دورا، لكن بعض المياه أصبح ملوثاً بفعل التطور العمراني المحيط، في وقت يدفع فيه المواطن مبلغاً مضاعفاً لسعر المياه الواصلة عبر مركبات المياه إلى منزله».

ويوضح أن السبب الرئيس في عدم وصول المياه بانتظام إلى منازلهم، هو الخلل في توزيع المياه الواصلة إليهم من قبل شركة «ميكروت» الإسرائيلية، التي تسيطر على جميع آبار ومصادر المياه في الضفة الغربية.

وتشكل حالة المواطن الرجوب نموذجاً لـ51 ألف فلسطيني يقطنون دورا، ويشتكون انعدام المياه داخل منازلهم، ضمن سياسة الاحتلال للتضييق على الفلسطينيين في جميع مناحي الحياة.

ويرى رئيس سلطة المياه الفلسطينية شداد العتيلي، أن الخليل تعد أكثر المناطق الفلسطينية تضرراً ومعاناة من تفاقم أزمة المياه.

ويقول، إن أبرز المشكلات التي تواجه سلطة المياه الفلسطينية في حل مشكلة المياه هي عدم سماح الاحتلال للفلسطينيين ببناء شبكات الصرف الصحي، ما يجبر الناس على اللجوء لإنشاء الحفر الامتصاصية التي لوثت المياه الجوفية، وتسببت في فقدان مصادر المياه. ويضيف أن الاحتلال يمنع الفلسطينيين من الاستفادة من حوض نهر الأردن، بالإضافة إلى أن اتفاقية أوسلو لم توقف إجراءات الاحتلال، وأبقت قضية المياه في مفاوضات الحل النهائي، لتتشكل بعدها اللجنة المشتركة والإدارة المدنية التي عطلت إقامة المشاريع بالضفة الغربية.

من جهته، يقول مسؤول شؤون الاستيطان بالخليل، عبدالهادي حنتش، لـ«الإمارات اليوم»، إن إسرائيل لا تسمح بحفر آبار جديدة إلا بموافقتها في مناطق الضفة الغربية، وتحاول السيطرة على مصادر المياه لتغذية المستوطنين، وسرقة هذه المياه إلى داخل إسرائيل على حساب المواطن الفلسطيني الذي يعاني أزمة مياه خانقة.

ويلفت إلى وجود مخزون ضخم للمياه في الضفة الغربية المحتلة، سواء في المنطقة الشمالية أو الغربية، لكنها محرمة على الفلسطينيين، بفعل سيطرة الاحتلال عليها.

تويتر