أكد أن التجربة تمت أمام أعين العدو

باقي زكي: عبدالناصر وافق على اقتراحي بهدم خط بارليف بالمياه عام 1969

اللواء باقي يوسف زكي يشرح فكرة هدم خط بارليف. الإمارات اليوم

سرد اللواء مهندس باقي يوسف زكي، صاحب فكرة هدم خط بارليف بالمياه، في ندوة أقامها بمقر «الحزب العربي الناصري»، أمس، كواليس خطته التي نفذها الجيش المصري في عبوره بحرب 1973، مؤكداً أن بدايتها كانت عمله في «السد العالي» من عام 1964الى 1967، وقال زكي إن الزعيم الراحل جمال عبدالناصر أبلغ بالفكرة ووافق عليها، وتم اجراء تجارب عدة عليها في حلوان عام 1969، لكن البيان العملي الحقيقي أجري في عام 1972 بجزيرة التمساح أمام سمع وبصر العدو الاسرائيلي، الذي لم يكن يدرك أو يترجم ما يجري أمامه على الوجه الحقيقي.

ووصف اللواء مهندس باقي يوسف زكي حرب الاستنزاف 1968-1971 بأنها مدرسة حقيقية في العسكرية قائمة بذاتها، وواحدة من اعظم حروب التاريخ على الاطلاق، بل إن حرب أكتوبر تعتبر نزهة بالنسبة لها، وان الانتصار في اكتوبر تعود خلفيته الى ان الجيش المصري جرّب وخبر كل التصورات في مدرسة الاستنزاف.

وقال باقي يوسف زكي، الذي كان يتحدث وسط جو حماسي، وفي حضور حاشد في ذكرى حرب أكتوبر: «إن فكرة هدم خط بارليف جاءتني عفو الخاطر اثناء اجتماع لقادة ميدانيين عام 1969 حول الخطط المقترحة لعبور قناة السويس، حيث كنت وقتها قائداً للفرقة 19 مركبات، وطلبت الكلمة فطلب مني قائدي الانتظار، لأن (المركبات) تأتي في آخر المهام، ولا علاقة لها بالاقتحام، لكنني عندما تكلمت مقدماً اقتراحي، ران الصمت على الاجتماع ولم يعترض أحد، لدرجة انني أصبت بالخوف، وبدت الفكرة على بساطتها خطيرة ولا مبرر لرفضها». وتابع يوسف زكي أن قائده وقتها اللواء أركان حرب سعد زغلول طالبه بأن يعيد فكرته، ويشرحها كلمة كلمة، ثم كلم قائد الجيش مباشرة، حيث طلب منه تلخيصاً للفكرة ليقدمها الى الرئيس الراحل جمال عبدالناصر ليقرّها ويتم العمل بها مباشرة.

ونوه زكي بأن ما اقترحه لم يكن أكثر من استدعاء لخبرته في استعمال المياه في بناء السد العالي، حيث كان يقوم على استخدام مدافع مائية لتنزيل الرمال في حوض يتم سحبها منه عبر «طلمبات» ثم دفعها في البناء، وقد غيرت الخيال العسكري تماماً، حيث كانت اقل الاحتمالات المطروحة تبدأ بخسائر بشرية لا تقل عن 20%، وساعات لا تقل عن 15 ساعة، لإحداث ثغرات محدودة في الجدار، بينما فكرة الاستخدام المائي تكاد تكون بخسائر لا تذكر، وتسمح بتدمير الخط بصورة شبه نهائية، حيث تم احداث 65 ثغرة خلال ست ساعات، وتم ازالة 90 ألف متر ترابي تقريباً خلال وقت محدود، ولم يسقط لنا في مجمل العملية أكثر من 90 شهيداً».

وأوضح اللواء باقي يوسف زكي أن «الساتر الترابي، أي خط بارليف، كان كابوساً كلما كان يمر أمامه، بعد أن بلغ ارتفاعه 20 متراً وعمقه من 8 الى 12 متراً، ووراءه 19 موقعاً عسكرياً و30 نقطة حصينة، ومصاطب دبابات، ومحمي بشبكة من الوحدات المعاونة، علاوة على تحصينه أمامياً بالنابالم، لكن عندما أماله الجيش الاسرائيلي 80 درجة واقترب به الى القنال، تحمست أكثر وتبلورت الفكرة لديّ تماما وقلت لحظتها (كده وضعوه في السوادة)، وهو تعبير عسكري يستعملونه في المدفعية حينما يصبح الهدف في المرمى».

وتابع زكي أن مشاعره حين عبر اليوم التالي 7 أكتوبر الى الضفة الشرقية لقناة السويس كانت لا يمكن وصفها، اذ كان يشعر أن رقبته أعلى من الطرف العلوي لسارية علم يحلق في السماء، بل كاد قلبه يتوقف عن الخفقان من الفخر، وأنه لن ينسى احتفاء قائده اللواء أركان حرب سعد زغلول به، وتعبيره الذي لن يزول من ذاكرته «انت منحتنا (الطفاشة) اللي فتحت بوابة مصر».

تويتر