يحاولان استغلالها لأهداف انتخابية

«اليمين» و«اليسار» في فرنسا يستغلان قضية «البوركيني»

صورة

حتى سنوات قليلة مضت، لم يكن أحد يسمع عن «البوركيني»، لكن بعد هذا الصيف، لن يفضل الكثير من الناس السماع عن هذا النوع من اللباس مرة أخرى، فقد أصبحت هذه الملابس الشاطئية تعبر بعمق عن قضايا أساسية وخلافات محورية في الغرب.

كانت فرنسا في طليعة هذا النقاش لسببين، أولاً، لأنها تضم أكبر عدد من المسلمين، مقارنة بالدول الغربية الأخرى. ثانياً، لأن الدستور العلماني الخاص بفرنسا هو أكثر وضوحاً من دستور أي بلد آخر، وهذا يعني أن هذه التناقضات بين مطالب المسلمين وتوقعات الجمهورية، تصطدم بانتظام ملحوظ.

يأتي ذلك في وقت عززت فيه المجموعة المناهضة للإسلاموفوبيا في فرنسا موقعها، وازدادت شعبيتها منذ أن طرحت مسألة «البوركيني»، في وقت تصف أوساط فرنسية هذه المجموعة بالمثيرة للجدل، وتتهمها بتأجيج الحقد الطائفي.

وقد اجتمع مسؤولون في الحكومة الفرنسية مع ممثلين عن هيئة «الإسلام في فرنسا»، قبل أيام، في إطار المناقشات الجارية، حيث قدم وزير الداخلية، برنار كازنوف، خلال الاجتماع، مشروع هيئتين جديدتين كان يجري العمل على إنشائهما منذ أشهر لإيجاد التمويل اللازم للمشروعات المرتبطة بالإسلام، على أن يكون هذا التمويل فرنسياً بحتاً.

ويعتبر هذا الاجتماع على هذا المستوى، الأول من نوعه، بعد الأحداث المأساوية خلال العامين الماضيين في فرنسا والهجمات التي خلقت أزمة دائمة على وزير الداخلية، المسؤول عن الأديان. وأكد كازنوف أن بلاده لا تخوض حرباً ضد مواطنيها المسلمين، وإنما ضد الإرهاب الذي يسعى إلى تقسيم الفرنسيين، «نحن بحاجة إلى مرحلة جديدة لإيجاد الشروط اللازمة لقيام علاقة قوية وهادئة بين الجمهورية والفرنسيين المسلمين».

وفي وقت يحاول اليمين الوسط والمتطرف تحقيق أكبر قدر من المكاسب من هذه القضية، فإن الحزب الاشتراكي الحاكم، يريد أن يبعث برسالة واضحة إلى الرأي العام الفرنسي، مفادها أن الصرامة في محاربة الخطاب المتطرف والحزم في إدارة قضايا الهجرة ليست حكراً على اليمين المعارض. وقد أثارت تصريحات رئيس الوزراء، مانويل، إزاء مسألة الحجاب، ردود أفعال غاضبة من قبل مسلمي فرنسا واعتبروها استفزازية. ويبدو أن اليسار الحاكم، وفقاً لمراقبين، قد توصل إلى قناعة مفادها أن الفوز في المعركة الانتخابية المقبلة يمر عبر قضايا الأمن والتهديدات الإرهابية.

وتشير دراسة أميركية إلى وجود علاقة مباشرة ببن انتشار الخطاب المتطرف بين شريحة واسعة من الشباب، وبين الشروط التعجيزية التي تفرضها العلمانية الفرنسية على المسلمين في فرنسا.

تويتر