مبرّرات عزل الرئيسة البرازيلية غير منطقية

صوّت الكونغرس البرازيلي مساء الأحد بأغلبية ساحقة على مواصلة إجراءات العزل المتخذة ضد الرئيسة ديلما روسيف، وأتاح المجلس لكل نائب من النواب أن يبرر أسباب تصويته على عزلها من عدمه، وذكر الجميع أسباباً مختلفة إلا ان أياً منهم لم يتحدث صراحة عن تلاعب الرئيسة في حسابات الحكومة لكي تبدو الموازنة العامة كأنها حققت فائضاً أكبر مما هي عليه في الواقع، وذلك من أجل إعادة انتخاب الرئيسة فترة رئاسية جديدة.

وبدلاً من ذلك، أشار النواب إلى مجموعة من الأسباب كمبررات لتصويتهم لعزل الرئيسة، معظم هذه المبررات غير مستساغة، بعضها غريب، ومعظمها تقريباً ليس له علاقة بالقضية القانونية المطروحة أمام الكونغرس.

وفي ما يلي بعض الأسباب التي أوردها النواب كما سجلها الصحافيون وغيرهم من المراقبين على «تويتر» وفي وسائل الإعلام البرازيلية: من أجل عيد ميلاد حفيدتي، من أجل بناء البرازيل، لذكرى والدي، وخلاف ذلك من الأسباب غير المنطقية.

وانتشرت ردود النواب وعباراتهم غير ذات الصلة بسرعة على وسائل الإعلام الاجتماعية.

ويبدو أن بعض النواب الذين صوتوا لم يفهموا بالضبط ما ينبغي فعله، بيد أن العديد من الذين صوتوا لمصلحة حجب الثقة، وهم على دراية بذلك، كانوا شركاء في الائتلاف السابق لروسيف، وانشقوا عنها أخيراً عندما بدأت سفينة ولايتها تغرق وسط فضائح الفساد على نطاق واسع. نحو 60% من هؤلاء النواب وجهوا اتهامات لأنفسهم، كثير منها خطرة جداً، وتتعلق بجرائم منها الرشوة، وتزوير الانتخابات، والإزالة غير المشروعة للغابات، والاختطاف، والقتل.

ومع انتشار هذه التصريحات الحقيقية، انتشرت العبارات الساخرة كذلك، وعلقت بعض الجماعات المناهضة للنساء لافتات كتبوا عليها «وداعاً عزيزتي».

وحذر بعض الخبراء من أن مثل هذا السلوك، وهو العزل، يشير إلى وجود مشكلة أكثر عمقاً، واعتبروا أن ذلك يشكل سابقة خطيرة للغاية بشأن الديمقراطية في البرازيل.