تسعى جاهدة لتدارك أخطائها

بلجيكا تبدو عاجزة أمام ظاهرة التطرف

الشبكات المتطرفة تنحصر حالياً في البلدان الناطقة بالفرنسية. أرشيفية

ينظر الأوروبيون، حالياً، إلى بلجيكا على أنها مركز الإرهاب والتطرف في القارة. وتعيش بروكسل على وقع انتقادات جيرانها، على خلفية الإخفاقات في تعامل هذا البلد مع تهديدات التطرف والإرهاب. وأطلقت الهجمات الأخيرة نقاشاً واسعاً في بلجيكا، حول عدم الاستعداد ونقص الإمكانيات لمحاربة هذه التهديدات الأمنية. وبينما وجدت ألمانيا في اليونان «كبش فداء» في الأزمة المالية السابقة، فإن أوروبا وتحديداً فرنسا تسلط الأضواء على بروكسلن معتبرة بلجيكا مركزاً لآفة التطرف.

ويزعج هذا التشخيص، الذي يجد صدى واسعاً في الصحف البريطانية وحتى الأميركية، المسؤولين والمواطنين البلجيكيين، الذين يرون فيه مبالغة وتحريضاً من قبل شركائهم في الاتحاد.

وعلى الرغم من الانتقادات اللاذعة لفشل التحقيقات، وتأخر الشرطة، وتردد القضاة، وأخطاء الحكومة الفيدرالية، فإن بلجيكا أطلقت عملية واسعة، لمراجعة استراتيجية التعامل مع ظاهرة التطرف والإرهاب، وتصحيح الأخطاء المرتكبة. وفي ذلك استمع البرلمان إلى وزيري الداخلية والعدل، قبل تشكيل لجنة تحقيق واسعة في هذه الهجمات، وذلك بعد ثلاثة أيام من هجمات بروكسل.

ويرى محللون أن تحول عاصمة الاتحاد الأوروبي بروكسل إلى «وكر» للإرهاب يعود إلى أسباب عدة، منها وجود أقلية لم تنجح في الاندماج في المجتمع، إلى جانب نسبة البطالة العالية بين الشباب، فضلاً عن سهولة الوصول إلى الأسلحة، ووجود شبكات التواصل والمواصلات المتطورة، بالإضافة إلى سياسة السلطات المتهاونة تجاه المشكلات السياسية الداخلية غير المستقرة في الأغلب.

إلى ذلك، كثف تنظيم «داعش» هجماته في أوروبا، حينما بدأ يتراجع في سورية والعراق. وذلك في وقت بدت فيه أجهزة الأمن في بلجيكا وفرنسا شبه عاجزة أمام هذه المشكلة المستعصية.

تويتر