بعد فشله في إنجاز أي إصلاح بفرنسا

%72 من الفرنسيين يقولون إن ساركوزي انتهى كقوة انتخابية

صورة

نيكولاي ساركوزي لا يستطيع التخلص من إرثه.

الخطأ الأساسي الذي ارتكبه الرئيس الفرنسي السابق نيكولاي ساركوزي، يكمن في أن إنجازاته لم ترقَ إلى مستوى السمعة التي كان يتمتع بها، باعتباره الرئيس الحديدي الذي تمكن من تنشيط اقتصاد بلاده الذي يعاني الركود، كما فعل المحافظون البريطانيون في ثمانينات القرن الماضي، وكان قد دعا عام 2008، أي بعد عام من وجوده في السلطة قائلاً «يوماً ما سيقولون إنني حققت العديد من الإصلاحات، كما فعلت رئيسة حكومة بريطانية السابقة مارغريت تاتشر».

• خوفاً من افتضاح صفقاته المشبوهة مع ليبيا خلال ثورات الربيع العربي عام 2011، يقال إن ساركوزي ضغط من أجل قيام القوات الجوية الفرنسية، وبمساعدة القوات الجوية البريطانية، ببدء عملية قصف ليبيا.

وكانت فترة حكم ساركوزي جعلت اليمينيين الفرنسيين يتحلون بآمال كبيرة، عندما وعد هذا الرئيس، قصير القامة، بمقاومة النقابات، وتخفيض القطاع العام، والتخلص من العقبات الأخرى التي تقف أمام نمو الاقتصاد، بدءاً من الضرائب المرتفعة إلى العمل 35 ساعة أسبوعياً.

ولكن بدلاً من تحقيق ذلك، ركّز الرئيس على تطوير صداقاته مع الأغنياء والمتنفذين، وعلى حياته الغرامية التي غطت على كل إنجازاته. واحتفل بفوزه في الانتخابات عام 2007 في أحد أفخم المطاعم في جادة الشانزليزيه، وبعد ذلك ذهب في عطلة في يخت فاخر جداً، يملكه أحد أصحاب الملايين. وقام أحد حلفائه من مديري الشركات بتعريفه على كارلا بروني، وهي التي لا تقل عنه من حيث الهوس بموضوع الشهرة، اذ إنها عارضة أزياء سابقة، والتي أصبحت سريعاً زوجته الثالثة. وخلال هذه الفترة أصبح ساركوزي مقرباً أكثر من «الأوغاد» أمثال دكتاتور ليبيا العقيد معمر القذافي، الذي قام بزيارة إلى باريس مدتها خمسة أيام.

وبعد مرور ثمانية أعوام على ذلك، لاتزال علاقة ساركوزي مع القذافي مركز تحقيق متواصل. ويقول الادعاء الرئيس أن القذافي ضخ ملايين الدولارات لتمويل انتخابات ساركوزي، على أن يكون بالمقابل صفقات تجارية بين الطرفين. وخوفاً من افتضاح أمز صفقاته المشبوهة مع ليبيا خلال ثورات الربيع العربي عام 2011، يقال إن ساركوزي ضغط من أجل قيام القوات الجوية الفرنسية، وبمساعدة القوات الجوية البريطانية، ببدء عملية قصف ليبيا. وحدث هذا قبل صدور قرار مجلس الأمن الدولي الذي يخول هذه القوات ضرب ليبيا، الأمر الذي نجم عنه في نهاية المطاف تقويض نظام القذافي ومقتله. وتعتبر قضية القذافي واحدة من نحو 10 تحقيقات في الفساد يواجهها ساركوزي، ومن كان يعمل في دائرته. وقامت الشرطة باقتحام منزل ساركوزي بعد أسبوع فقط من فقدانه حصانته كرئيس عام 2012، ولايزال احتمال ذهابه إلى السجن وارداً.

وثمة ادعاءات تفيد بأنه قام بتقديم رشى لأحد كبار القضاة، كي يساعده في هذه التحقيقات التي يتعرض لها. وأنكر ساركوزي ارتكاب أي أخطاء وهو يحاول إلغاء هذه الاتهامات ضده، على أساس أنها كانت مستندة على معلومات تم الحصول عليها عن طريق فحص هاتفه النقال بصورة غير قانونية، بيد أن مستقبله لايزال كالحاً.

وحتى الآن لايزال الثنائي ساركوزي وبروني يتكسبان من كرم الأثرياء، والحكام الذين صادقوهما خلال وجود ساركوزي في السلطة. وعلى الرغم من ذلك، فإن ساركوزي يبدو أنه يسلط الضوء على نفسه وعلى كتابه الذي نشره العام الماضي، وصوره اللامعة، مصراً على أنه يمكن أن يكون مرشحاً مرموقاً في عام 2017. وأصبح عمره 61 عاماً هذا الشهر، وأشار 72% من المشاركين في استطلاع جديد للرأي، إلى أن ساركوزي قد انتهى كقوة انتخابية من أجل الرئاسة. وقال أغلبية المشاركين في الاستطلاع، إنه سيشارك في هذه الانتخابات ليس للفوز بها، وإنما بدافع الانتقام من الرئيس الحالي فرانسوا هولاند، الذي هزمه عام 2012، والذي يكنّ له الكره الشديد. ومما هو جليٌ أن فشل ساركوزي في إصلاح الاقتصاد الفرنسي، هو الذي دفع الفرنسيين مباشرة إلى انتخاب هولاند.

تويتر