يفهم مشكلات إيرلندا أكثر من العراق

العقل المشلول لتوني بلير

توني بلير كان يفهم مشكلات إيرلندا الشمالية أكثر من العراق. أرشيفية

الأمر المثير للدهشة حول التعليقات الأخيرة لرئيس الحكومة البريطانية السابق توني بلير، المتعلقة بدوره خلال حرب العراق، هو مدى انعدام اطلاعه على هذه البلاد طيلة الـ12 عاماً الماضية، أي منذ بدء الغزو على العراق. ومما يجدر ذكره أيضاً أن من يكيلون التهم لبلير ليسوا بأكثر اطلاعاً منه أيضاً.

 

ويخلط بلير بين حدثين، كان ينبغي النظر إليهما بصورة منفصلة، وهو يقول إنه لا يعتذر عن الإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين، وهو الأمر الذي ربما أراده معظم العراقيين في ذلك الوقت. لكن الولايات المتحدة وبريطانيا عمدتا إلى احتلال العراق، ونجم عن ذلك اندلاع الحرب ضد الاحتلال، والتي شنها السنة والشيعة بصورة منفصلة، وأدت إلى تدمير البلد، ومكنت تنظيم «القاعدة» من اكتساب أول موطئ قدم له في العراق.

وكان جلياً من الأيام الأولى للغزو، أن الرئيس الأميركي جورج بوش وتوني بلير يريدان الخروج من العراق، لأنهما إذا حاولا البقاء في البلد فإنهما سيقعان في المتاعب. ومن الصعوبة بمكان فهم موقف بلير، لأن لدينا هنا رجلاً ذكياً، بدا كأن عقله أصبح في حالة شلل، نتيجة تجاربه في الغزو عام 2003.

وهذا على النقيض تماماً من فهمه لمشكلات إيرلندا الشمالية، التي كتب عنها بإسهاب واطلاع في مذكراته. ويبدو أن العراق حول قدراته السياسية إلى ضعف: تحولت ثقته بنفسه إلى صلابة وعجز متغطرس، منعاه من الاعتراف بأنه كان مخطئاً، ليتجنب الوقوع في مثل هذه الأخطاء مستقبلاً.

وكان بوش وبلير قد قررا البقاء في العراق، مع علمهما بمواجهة كثير من المتاعب، ليس من أجل خير الشعب العراقي، وإنما لأنهما لم يكونا يريدان أن تستفيد إيران، أكبر دولة شيعية في المنطقة، من سقوط صدام حسين. ولكن الأمور كانت دائماً لصالح إيران لأن أي انتخابات كانت ستجلب الشيعة إلى السلطة لأنهم يشكلون 60% من سكان العراق.

ويقول العراقيون إن العقوبات أدت إلى تدمير المجتمع العراقي، في حين أن الغزو دمر الدولة العراقية، لكن لو كانت هناك خطط لما بعد الغزو لصالح العراق، فإن ذلك سيكون أمراً طيباً، ولكن لم يكن هناك شيء من ذلك. باتريك كوكبيرن

 

 

تويتر