«كراهية الإسلام» وسيلة لكسب الأصوات في الولايات المتحـدة

صورة

تستعد الولايات المتحدة لمتابعة النقاشات حول الحرية الدينية، التي تمت على نطاق واسع هذا الصيف، بالتحريض على الإسلام. الأسبوع الماضي، سأل صحافي، ادعى من قبل أن باراك أوباما «مسلم وأجنبي»، المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، عن موقفه من المسلمين والإسلام في أميركا. وكان رده مثيراً تم تصويبه لاحقاً، بثناء ترامب على مسلمي بلاده. لكن الجدل تجدد بتصريحات مرشح جمهوري آخر، وهو بن كارسون، الذي قال «لا أوافق إطلاقاً على تولي مسلم الرئاسة في أميركا».كان كارسون أكثر المرشحين استقطاباً للأضواء، لكنه ليس الوحيد الذي يدلي بتصريحات معادية للمسلمين، ويواجه قرار البيت الأبيض استقدام المزيد من اللاجئين السوريين، معارضة شرسة من قبل سياسيين مثل بيتر كينغ، زاعماً أنه من المحتمل «أن يكون بينهم إرهابيون»تسبب اعتقال أحمد محمد، (14 عاماً)، قبل فترة، في انتقادات لسلوك الشرطة. وكان قد اعتقل بعد جلبه ساعة إلى المدرسة صممها في منزله بدالاس. ووجد البعض فرصة للتعليقات الفظة، ومن بينهم المرشحة السابقة لمنصب نائب رئيس الولايات المتحدة، سارة بالين، التي علقت ساخرة، «هذه ساعة.. وأنا ملكة إنجلترا».بينما لا تعتبر «كراهية المسلمين» ظاهرة جديدة في أميركا، فقد قال السيناتور هيرمان كاين، قبل أربع سنوات، إن «أغلب المسلمين في الولايات المتحدة متطرفون». وتبدو تعليقات بن كارسن حول المسلمين مزعجة للغاية. والأسوأ قول الأخير إن الإسلام «لا يتماشى مع الدستور الأميركي».احتجاجه الأخير ليس نابعاً من كونه مسيحياً لا يريد مسلماً في سدة الرئاسة، بل ان الاحتجاج يرتكز على فكرة متعصبة بأن المسلمين لا يتعين عليهم أن يكونوا أميركيين، ليست هذه زلة لسان أو سهو في لحظة تيه فكري، فالمتحدث باسم كارسون، حاول تصحيح الخطأ قائلاً، «لدي احترام كبير للمسلمين، ولكن هناك فجوة كبيرة بين المعتقدات الإسلامية وممارستها من جهة، والقيم الأميركية من جهة أخرى». وفي الوقت الذي يسعى فيه سياسيون إلى استمالة الناخب الأميركي من خلال خطاب عنصري، يقول المسؤول في مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية، روبرت ماكاو، إن «هذا الخطاب الخطير ينطوي على حملة دعائية معادية للإسلام، وتعكس حالة من عدم الفهم للإسلام والمسلمين، وهذا غير مقبول به في ظل أهم استحقاق انتخابي للبلاد». ودعا ماكاو إلى العمل على تبديد مخاوف المسلمين وبقية الأقليات. وأضاف الخبير الأميركي، رداً على تصريحات مرشح جمهوري يتنافس لشغل منصب حاكم ولاية نيوهامشير، «إذا كان هذا الرجل يعتقد أن عدداً قليلاً فقط من المسلمين هم المعتدلون والعاقلون، فإنه بالتالي يكذب على ناخبيه، ويخفي عنهم الحقيقة التي توثقها الأرقام والتقارير والصور»، التي تفيد بأن المسلمين هم أول ضحايا التطرف.ويرى مراقبون أن التصريحات المتطرفة بشأن المسلمين تعكس تنامي المشاعر المعادية للإسلام، ويصفونها بأنها الأسوأ منذ أحداث سبتمبر. وفي العادة، لا يهتم الجمهوريون بأصوات المسلمين في الانتخابات حتى لو كانوا يشكلون رقماً مهماً. ويذكر محللون بأن المسلمين ارتكبوا خطأ عندما دعموا جورج بوش (الابن) ليصبح رئيساً لأميركا، لكنهم الآن أصبح لديهم نضج سياسي، ويعرفون جيداً لمن يعطون أصواتهم.

تويتر