بعد انسحابهم إثر الضربات الفرنسية وعمليات الجيش
المسلحون في مالي يعيدون تنظيم أنفسهم
الشرطة تطوق موقعاً تعرض به أفراد الأمن للهجوم في باماكو. أ.ف.ب
انسحب المسلحون في شمال مالي من بعض المناطق بطريقة تكتيكية بعد الضربات الجوية الفرنسية، وعمليات التمشيط التي نفذها الجيش المالي، ليتمكنوا من إعادة تنظيم صفوفهم في مناطق أخرى من مالي، أو الدول المجاورة، إذ لم يجمد هؤلاء نشاطهم في الساحل وبالخصوص في مالي، والدليل على ذلك الهجوم الإرهابي الذي شهده وسط البلاد الأسبوع الماضي. وما يزيد قوة هذه التنظيمات المتطرفة في مالي، هو ولاء معظم هذه التنظيمات لتنظيم «داعش» في العراق وسورية، كما أن الوضع في ليبيا، وما عرفه من تدهور أمني ووجود فوضوي للسلاح، لعب دوراً مهماً في هذه المرحلة التي تعيشها مالي ودور الجوار في حربها ضد المتطرفين.
وأنهت القوات النظامية في مالي، الأسبوع الماضي، عملية احتجاز رهائن في فندق بمدينة سيفاري، وسط البلاد، بتحرير أربعة أشخاص إلا أن العملية أسفرت عن سقوط 12 قتيلاً. والهجوم على المدينة هو الثالث من نوعه خلال أقل من أسبوع في مالي، بعد هجومين أوقعا 13 قتيلاً في صفوف العسكريين. ويرى محللون أن الهجمات تحمل بصمات لزعيم حركة «أنصار الدين»، المرتبطة بتنظيم «القاعدة في بلاد المغرب»، وبينما تسعى فرنسا إلى دعم النظام في باماكو، تسعى البلدان الإقليمية إلى إيجاد صيغة مشتركة لمكافحة التطرف، ومحاربة المجموعات المتطرفة، إلا أن الخلاف الحاد بين هذه الدول حال دون التوصل إلى استراتيجية فعالة. ويقول المسؤولون في نواكشوط إن المساحة الشاسعة لموريتانيا تجعلها عرضة لوجود مثل هذه المجموعات، إذ لا يستطيع الجيش الموريتاني بسط سيطرته على جميع أرجاء البلاد. في حين تعرضت النيجر وتشاد لهجمات إرهابية في الآونة الأخيرة، وتخشى أن يكون ضرب التنظيمات المتطرفة في مالي دفع بها إلى تغيير طريقة عملها، ومناطق نشاطها ونفوذها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news