بسبب نقص الدعم

القوات الإفريقية تواجه مأزقاً في الصومال

صورة

ظل أفراد قوات الاتحاد الإفريقي يراقبون المكان بحذر، متوشحين بأحزمة الذخيرة، وينزفون عرقاً تحت وطأة دروعهم الثقيلة، عندما كان قائدهم يخاطب مجموعة من كبار الصوماليين، في ظل شجرة وسط الحر القائظ. وتحدث اليهم العميد صامويل كافوما، الذي يقود الكتيبة الأوغندية، قائلاً: «ندعوكم للتعاون معنا، لا تخافوا من جنودنا، نحن لا نقتل الناس، لهذا تعاونوا معنا، وقدموا إلينا أي معلومات، لكي نستطيع أن نحارب العدو مع بعضنا بعضاً ونهزمه». كان كافوما يزور توروتورو، البلدة التي تم تحريرها حديثاً من قبضة ميليشيا الشباب.

تواجه قوات الاتحاد الإفريقي في الصومال، أسوأ عام لها منذ عام 2011 عندما تولت مهمة حفظ السلام في هذه الدولة الإفريقية، وتعوزها القدرة على شن هجوم كاسح ونهائي ضد ميليشيا الشباب المرتبطة بالقاعدة.

عندما طردت القوات الإفريقية ميليشيا الشباب من مقديشو في 2011، استولت هذه الميليشيا المرتبطة بالقاعدة على هذه البلدة الواقعة إلى الجنوب الغربي من العاصمة، وأقامت مركز قيادة جديداً لها. وفرضت الأتاوات على سكان المنطقة، وضيقت عليهم الخناق، ودربت منهم جنوداً قبل أن يشنوا هجمات على قوات الحكومة والقوات الإفريقية. ويمضي كافوما قائلاً: «كانت هذه واحدة من قواعدهم ومخابئهم الرئيسة، التي شكلت لنا تهديداً كبيراً».

قبل أسابيع فقط من زيارة الجنرال، سيطرت قوات الاتحاد الإفريقي على توروتورو، وعينت محافظاً عليها، وعهدت إليه تشكيل حكومة تصريف أعمال. وقبل فترة قصيرة من سيطرة الاتحاد الإفريقي على المنطقة، حاولت جماعة مسلحة خطف المحافظ الجديد، وزرعت عبوات ناسفة عدة على الطرق، أبطلت مفعولها قوات الاتحاد الإفريقي، وقبل زيارة كافوما في 22 من الشهر الماضي تسللت مجموعة من الشباب إلى البلدة، وقتلت اثنين من المدنيين.

بعد زيارة كافوما بأكثر من أسبوع تلاشت قوات الاتحاد الافريقي، وعاد الشباب ليسيطروا مجدداً على البلدة، بعد أن اكتسحت هذه الميليشيات قاعدة مماثلة للاتحاد الإفريقي في ليغو، التي تقع نحو 60 ميلاً الى الشمال الغربي من العاصمة، وقتلت عشرات الجنود. وتراجعت قوات كافوما بسرعة من توروتورو، وتركت سكانها يدافعون عن أنفسهم بمفردهم، ولم يمضِ وقت طويل حتى عادت حركة الشباب إلى المدينة، وأعلنت وجودها مع عرض عسكري.

تراجع قوات الاتحاد الإفريقي من توروتورو، والذي تزامن مع انسحاب آخر لهذه القوات من مناطق أخرى محررة حديثاً، يعكس مدى الانتكاسة التي تعرضت لها المكاسب الإقليمية الأخيرة التي حققها الاتحاد الإفريقي بقوات قوامها 22 ألف جندي، ما يجعلها عرضة لهجمات الميليشيات، كما أن ذلك من شأنه أن يعرقل جهود الإغاثة التي تهدف بعثة الاتحاد الإفريقي من ورائها إلى تحقيق استقرار في المناطق التي استولت عليها من الشباب، حتى يتسنى للحكومة الصومالية أن تقدم نفسها بديلاً عملياً للجماعة المتشددة.

ويقول الأستاذ في الشؤون الدولية بجامعة جورج واشنطن، بول دي وليامز: «مع انتشار القوات الإفريقية في مساحات شاسعة من دون أي دعم من الجيش الوطني الصومالي، فإن كل وحدة من القوات الإفريقية ستضطر للدفاع عن منطقتها التي استولت عليها من قبل، وعلى طرق إمداداتها، ويأتي بعد ذلك تحقيق الاستقرار في هذه المنطقة وكسب قلوب السكان المحليين، وهو أمر ليست مؤهلة له أي من القوات الإفريقية أو الحكومة الصومالية».

 

تويتر