لم تجدا مكاناً بعد امتلاء المدارس بأصحاب المنازل المدمرة
الأقمشة والكرتون المأوى الوحيد لعائلتين مشردتين في غزة
ينتظر الطفل محمد الطويل بزوغ شمس يوم جديد، ليجمع هو وأشقاؤه الكرتون والأقمشة المهترئة من حاويات القمامة، وبعد قضاء أوقات شاقة يعودون إلى حي تل الهوى ليشكلوا منها مكاناً يؤويهم في إحدى الطرقات أمام مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا).
لم تجد عائلة الطويل مكاناً تلجأ إليه، بعد أن امتلأت مدارس «الأونروا» بأعداد كبيرة من المشردين، ما اضطرها لمغادرتها، لتبدأ حلقة جديدة من التشرد التي تسبب فيها الاحتلال، والذي هدم منزل العائلة خلال حربه الأخيرة التي انتهت في أغسطس الماضي.
الخيمة التي كونتها عائلة الطويل دفعت عائلة مصبح لتطلب منها أن تسكن بجوارها، إذ تمر بالظروف نفسها التي تعانيها.
وتضم الخيمة المشكلة من الكرتون والقماش المهترئ 11 فرداً من عائلتي الطويل ومصبح، من بينهم ستة أطفال، ورجلان، والبقية من النساء، حيث يقضون أيام وليالي رمضان بداخلها، الأمر الذي أعدم ملامح الحياة الكريمة لدى العائلتين.
«الإمارات اليوم» توجهت إلى العائلتين المشردتين اللتين اتخذتا من الطرقات مأوى لهما، حيث يظن القادم إلى تلك المنطقة أن خيمة القماش والكرتون هي عبارة عن حظيرة أغنام أو دواجن، ولكن من يقترب منها ويشاهد الأطفال يجلسون بداخلها، ويسندون ظهورهم على جدران المدرسة، تصدمه الحقيقة المرة التي قهرت قلوبهم.
وتقول نسرين الطويل وهي تجلس على سجادة مهترئة يغطيها التراب «إن إهمال الجهات المسؤولة لنا، كوننا فئة مهمشة ونشكل عبئاً ثقيلاً عليها، اضطرنا للإقامة في مكان غير مؤهل للعيش وتنعدم فيه أبسط مقومات الحياة، بالإضافة إلى كونه غير صحي، حيث انتشار الحشرات الطائرة والزاحفة بفعل إقامتنا بمكان مكشوف أمام الطريق العام».
وتضيف «ينتاب الأطفال مشاعر الخوف والرهبة التي سيطرت عليهم بفعل الحياة القاسية التي نمر بها، لكننا نحاول تهدئتهم، وإقناعهم بأن هذه الخيمة مؤقتة».
وما يزيد الطين بلة أن رب عائلة الطويل حرم من عمله الوحيد بفعل الحصار وإغلاق المعابر، بالإضافة إلى إصابته بمرض مزمن، وهو ما يحرمه من العمل، إلى جانب تردي الأوضاع المادية للعائلة التي تجعلها بحاجة إلى من يساعدهما حتى وإن توافر مصدر دخل لها.
وتقضي العائلتان أيامهما خلف القماش والكرتون حالمتين بأن تحصل كل واحدة منهما على منزل يؤويها هي وأطفالها من حرارة الصيف وبرد الشتاء، ويحميها من الحشرات المنتشرة داخل المكان الذي يلجأون إليه حالياً.
عائلتا الطويل ومصبح تحمّلان الحكومة الفلسطينية والمؤسسات الخيرية المحلية والدولية المسؤولية الكاملة عن المأساة التي سوّدت حياتهما، وتطالبان بمحاسبة هذه الجهات نتيجة إهمالها وتهميشها للأطفال المشردين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news