فرنسا بين حرية التعبير ومعاداة السامية

بعد الهجوم على صحيفة «شارلي إيبدو» الأسبوعية الفرنسية، تجدد الجدل في الأوساط السياسية والثقافية والإعلامية الفرنسية، حول حرية التعبير وحدودها، وما إذا كانت تشمل أي ملاحظات انتقادية لكل ما يندرج تحت عنوان معاداة السامية. وينتقد المسلمون في فرنسا مسألة الازدواجية في معايير حرية التعبير، التي تتوقف عند مناهضة السامية وأي انتقاد يتحدث عن اليهود ومعتقداتهم وحكايتهم بشأن «الهولوكوست»، ولا تشمل تناول الرسول وسيرته ونشر رسوم كارتونية له، ويقولون ان هذا مثير للغضب لما فيه من تمييز. وتسمح القوانين الفرنسية بحرية التعبير مفتوحة وكاملة ومن دون قيود، لتشمل كل شيء بما في ذلك الرموز الدينية للاديان الاخرى، لكنها تجرم كل محاولة لانتقاد السامية. ويدافع مسؤولون ومثقفون فرنسيون عن هذا الموقف قائلين، إن بلادهم علمانية وحرية التعبير تسمح بانتقاد كل الأديان ورموزها. ويبرر رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، ضعف الموقف الفرنسي من قضية مناهضة السامية واستثنائها من حريات التعبير بقوله، ان رحيل 100 ألف يهودي عن فرنسا يعني انه ليس هناك وجود للدولة الفرنسية. ويحتاج المسلمون الفرنسيون إلى سماع مثل هذا الموقف عن مدى أهمية وجودهم ومكانتهم في الثقافة الفرنسية، لكن النخبة الثقافية والسياسية في فرنسا تتجاهل هذا الأمر.

تويتر