أكملت بسلام عملية انتخابية برلمانية ورئاسية

تونس تكسب مجدداً على طريق تعزير الديمقراطية

صورة

بانتخابها الباجي قائد السبسي (88 عاماً) رئيساً جديداً للجمهورية في أجواء من الشفافية بشهادة المراقبين الذين أشرفوا على الانتخابات الرئاسية، تكون تونس قد خطت خطوة جديدة مهمة على طريق ترسيخ الديمقراطية فيها. وعلى الرغم من أن هذا البلد يواجه العديد من التحديات الصعبة سياسياً واقتصادياً، إلا أنه يبقى رمزاً قوياً للآمال في التغيير بمنطقة تحكم دولها نظم سلطوية مستبدة.

وكان السبسي، سياسياً تقلب في العديد من المناصب الوزارية في عهد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة ومن ثم الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، إضافة إلى أنه خاض انتخابات الرئاسة بصفته زعيماً لحزب «نداء تونس» العلماني، وفاز بأكثر من 55% مقابل 44% لمنافسه الرئيس المنتهية ولايته المنصف المرزوقي.

وخلال حملته الانتخابية قدم السبسي نفسه للتونسيين على أنه من جيل المؤسسين والبناة في تونس، الذين يسهمون بخبرتهم في تعزيز استقرار تونس وضمان أمنها، في حين روج المرزوقي لقيم حقوق الإنسان ومثاليات ما يسمى بـ«ثورة الياسمين» التي أطاحت بابن علي. وبعد اعلان النتائج أعلن المرزوقي اعترافه بالهزيمة والخسارة، بينما ألقى السبسي خطاباً شكر فيه منافسه وتعهد بالعمل والتعاون مع الآخرين من غير اقصاء احد أو استبعاده.

تحدث السبسي عن الذين ضحوا بأرواحهم من أجل نجاح ثورة الياسمين في 2011.

وحققت حركة «النهضة» فوزاً كاسحاً في أول انتخابات جرت عقب نجاح ثورة 2011، ما مكنها من رئاسة حكومة ائتلافية لمدة عامين، لكنها سلمت السلطة بشكل سلمي وطوعاً إلى حكومة تصريف أعمال مؤقتة، ما مهد الطريق أمام تبني البرلمان دستوراً تونسياً جديداً يكفل الحريات المدنية.

وفي الانتخابات التشريعية التي شهدتها تونس في أكتوبر الماضي فازت «النهضة» بـ 69 مقعداً مقابل 85 مقعداً لحزب «نداء تونس» بقيادة السبسي، وامتنعت عن تسمية مرشح لها لخوض انتخابات الرئاسة التي جرت في ديسمبر الماضي. وباتت تونس تنشر المزيد من الأمل في التغيير بالمزيد من البلدان العربية وتستحق المزيد من الدعم الاقتصادي من الولايات المتحدة والدول الأوروبية.

وقبل «ثورة الياسمين» كان يجري إجبار المواطنين على انتخاب الرئيس المخلوع من دون غيره من المرشحين الشكليين. ولكن في الانتخابات التي جرت عقب الثورة وعلى غرار الدول الديمقراطية لم يعد تنظيم الانتخابات من مهام الحكومة، فقد اقرت هيئة مستقلة للانتخابات في يناير 2014 بعد مسار طويل من التجاذبات بين الأحزاب السياسية المختلفة في تونس.

وفي أكتوبر الماضي حظيت تونس ببرلمان جديد بعد انتخابات برلمانية، أفرز صندوق الاقتراع فوز حزب «نداء تونس» بأغلبية المقاعد النيابية، تليه حركة «النهضة». كما أفرزت الانتخابات ايضاً صعوداً قوياً من اقصى اليسار كـ«الجبهة الشعبية»، ومن أقصى اليمين الليبرالي كحزب «آفاق تونس» الذي ساند ترشح السبسي إلى الرئاسة أملاً بفوز منصب في الحكومة. وتعهد السبسي بالتخلي عن رئاسته لحزب «نداء تونس» للإسهام في انقاذ البلاد من أي ازمات وأوضاع عسيرة، وليتفرغ لرئاسة الجمهورية، وليكون رئيساً لكل التونسيين.

كما أشار إلى وجود جهات منها جماعات ذات فكر متطرف داخل تونس أرادت منذ البداية تعطيل المسار الديمقراطي والانتخابي، لكنها لم تفلح، وإلى أن «نداء تونس» لن يستأثر بالحكم وحده حتى لو تحصل على الأغلبية المطلقة، لأن هذا لن يكون في مصلحة البلاد.

 

تويتر