التكاملان العرقي والثقافي في جامعات جنوب إفريقيا وأميركا أصبحا حقيقة. أرشيفية

مفارقة التكاملين العرقي والثقافي في جامعات أميركا وجنوب إفريقيا

في 1992 وقبل عامين من انتهاء نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، كان هناك ثمانية طلاب أفارقة في مختلف كليات جامعة «فري ستيت»، وبحلول 2010 كانت الأغلبية الساحقة من طلاب الجامعة من الأفارقة. وفي الولايات المتحدة هناك ظاهرة مماثلة، حيث بلغت نسبة طلاب السنة الأولى في جامعة هارفارد المرموقة 47% من الأقليات والملونين والأميركيين اللاتينيين. وقبل ثمانينات القرن الماضي سمحت الجامعات المقتصرة على البيض في جنوب إفريقيا لعدد من الطلبة السود بالالتحاق بها، لكن الأمر كان يحتاج إلى موافقة الوزير المختص في حكومة الأقلية العنصرية.

ويقول احد الناشطين من الطلبة السود إنه اصبح ممكناً لهم الدخول للجامعات التي كانت مقتصرة على البيض، وإن القطارات التي تقل الطلاب الأفارقة تتسم بالعنف. ويضيف أن ثمة أموراً سببت له إزعاجاً حقيقياً وكبيراً بالنسبة للثقافة السائدة في الجامعة، وهي أن أحد أستاذة الهندسة أبدى رغبته في القول «إن الطلاب السود لا يمكنهم التفكير بطريقة ثلاثية الأبعاد»، غير أن الطالب الإفريقي الناشط وأصدقاءه يقولون إن هذا النمط الثقافي سيتغير حتماً مع التغير الديموغرافي. وبعد 25 عاماً التحق ذلك الطالب بأكاديمية جنوب إفريقيا أستاذاً يعلم علم الاجتماع حيث فوجئ بأن جامعة كيب تاون التي كانت مقتصرة على البيض أصبحت نقطة نور تضيء باندماج التعددين الثقافي والعرقي لطلابها. ويقول عالم الاجتماع، شوز كيسي، إن عشرات الطلبة أوضحوا أن الجامعة كانت منبراً جيداً للتأمل والتفكر في مسألة التكاملين العرقي والثقافي لطلابها. ويقول أستاذ علم الاجتماع في جامعة كيب تاون، عمران كوفاديا: «في ثمانينات القرن الماضي، كانت الجامعات ذات الأغلبية من الطلبة البيض تبدو مهجورة، مراكز البحث والمختبرات، ولكن تغيرت الأمور مع زيادة عدد الطلاب الأفارقة الذين يلتحقون بتلك الجامعات، وانتهاء ثقافة الكراهية والعنصرية».

الأكثر مشاركة