آلياته جرفت 30% من المحصول الإجمالي

الاحتلال حرم الغزيين من موسم الزيتون

صورة

بعد أن كان المزارع فؤاد الديب (73 عاماً)، من قطاع غزة، يورد عشرات الأطنان من الزيتون للتجار والمعاصر في موسم قطف الزيتون الذي يبدأ في منتصف شهر أكتوبر من كل عام، أصبح اليوم عاجزاً عن توفير ما يسد حاجة أسرته السنوية من الزيتون وزيته.

فلن يتمكن الديب هذا العام من المشاركة في موسم قطف الزيتون، والاستفادة من محصول أشجار الزيتون التي كانت تملأ أرضه الزراعية، بعد أن جرفت آليات الاحتلال أرضه، واقتلعت أشجار الزيتون فيها، من دون أن تبقي له ما يكفي عائلته.

واقتلعت الجرافات والدبابات الإسرائيلية أشجار الزيتون في أرض الديب التي تبلغ مساحتها تسعة دونمات، خلال اجتياحها مدينة حجر الديك جنوب قطاع غزة، خلال العدوان الإسرائيلي الأخير الذي استمر 51 يوماً.

ويقول الديب وهو يقف وسط أرضه المجرفة وأغصان الزيتون الزابلة، إن «الاحتلال لم يترك لي شيئاً، فقد تم حرق وجرف أشجار الزيتون التي زرعها أجدادي شجرة تلو الأخرى، كما دمروا منزلي المجاور للأرض، حتى أصبحت لا أملك شيئاً، فالمأوى هدم، ومصدر رزقي توقف».

وبنظرات الحسرة والألم ينظر المزارع عمار أبوالكأس إلى ثمانية دونمات من الزيتون أصبحت متناثرة على الأرض، فهو اعتاد في مثل هذا الوقت أن يستعد لقطف الزيتون، لكنه هذا العام يكتفي بالأمل بأن تعود إليه أرضه كما كانت.

وبلغت الخسائر التي تكبدها أبوالكأس جراء تجريف أرضه وأشجار الزيتون 27 ألف دولار، فقد كانت تضم أكثر من 250 شجرة زيتون، وبذلك يتوقف مصدر رزقه هو وعدد من العائلات التي تعتاش من موسم قطف الزيتون وبيعه وعصره.

وبالانتقال إلى منطقة القرارة شرق مدينة خانيونس جنوب القطاع، تظهر حجم المأساة في المنطقة التي كانت تعد أكبر المناطق الزراعية في القطاع، والمزروعة بآلاف أشجار الزيتون.

ويقول المزارع خليل زعرب، إن «الأراضي الزراعية في القرارة تعد الأخصب في غزة، وتربتها ملائمة لزراعة الزيتون، وكنت أعتني بأرضي كأنها أحد أبنائي، لكن الاحتلال خطفها مني بلمح البصر».

ويضيف «في كل عدوان واعتداء يجرف الاحتلال أرضي، ويقلع الأشجار، لكن هذه المرة هي الأعنف والأكبر، حيث دمر كل ما في الأرض من محاصيل، خسرت موسم الزيتون لهذا العام، وتكبدت خسارة كبيرة، إذ أنفقت الكثير من الأموال للتجهيز والتحضير للموسم هذا العام، لكنني لن أتوقف، وسأعيد زراعتها من جديد، وأستقبل الموسم المقبل».

أما المزارع أبوأحمد حمودة، الذي كان ينتظر موسم قطف الزيتون بفارغ الصبر، فينظر بحسرة بعد أن دمرت آليات الاحتلال أرضه بالكامل، خلال اجتياح منطقة المغراقة وسط القطاع.

ويعد الزيت والزيتون من أهم ما يميز المائدة الغزية، ولا تخلو بيوت القطاع، حتى الفقيرة، من الزيتون والزيت، ويرتبط هذا المحصول في أذهان الغزيين بمدى صمودهم وثباتهم.

ويقول مدير دائرة الإرشاد في وزارة الزراعة، المهندس فتحي أبوشمالة «كنا ننتظر أن نجني هذا العام أكبر موسم من أشجار الزيتون المزروعة منذ 10 سنوات، إذ قدرت مساحة الأراضي المزروعة بالزيتون بنحو 38 ألف دونم، لكن الاحتلال دمر خلال عدوانه ما يزيد على 30% من المحصول الإجمالي».

ويشير إلى أن ذلك تسبب في عجز محتم في قطاع الزيتون بغزة، ما سيتسبب في ارتفاع سعر زيت الزيتون هذا العام. وفي اليوم المحدد لإنطلاق موسم الزيتون في منتصف أكتوبر من كل عام، نظم عدد من النشطاء والمراكز المختصة في التطوير الزراعي، وقفة تضامنية مع المزارعين الذين جرفت أراضيهم خلال الحرب.

تويتر