عدد كبير من القذائف لم ينفجر بَعْدُ

مخلفات الحرب شاهدة على جرائم إسرائيل في غزة

صورة

على الرغم من انتهاء الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، بموجب اتفاق التهدئة، الذي تم بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي بوساطة مصرية، إلا أن مخلفاتها من الأسلحة والقذائف والصواريخ، التي كانت تستخدمها قوات الجيش ضد المدنيين الآمنين داخل منازلهم، لاتزال باقية بكثرة في جميع المناطق، التي شهدت عمليات التوغل البري، والقصف المدفعي والمروحي، وهو ما يدلل على وحشية المجازر التي ارتكبها الاحتلال بحق المدنيين.

وتشكل مخلفات الحرب الإسرائيلية مشكلة كبيرة في غزة، خصوصاً تلك الصواريخ والقذائف التي لم تنفجر بعد، ولاتزال موجودة بين المنازل والشوارع والأراضي الزراعية، في ظل ضعف الإمكانات والخبرات المتوافرة لدى الجهات المختصة، للتعامل معها بالطرق والأساليب المعمول بها عالمياً.

وتسببت هذه المخلفات في وقوع العديد من الضحايا، وكان آخرها استشهاد خمسة من وحدة هندسة المتفجرات وصحفيين أحدهما فلسطيني والآخر إيطالي، وذلك خلال محاولة وحدة المتفجرات تفكيك عبوة إسرائيلية في بيت لاهيا، شمال قطاع غزة.

«الإمارات اليوم» وجدت في مقر الأجهزة الأمنية، في مدينة الجوازات العسكرية بمدينة غزة، التي يوجد بها جميع مخلفات الحرب، التي جمعت من المناطق المدمرة بالقطاع، وتتنوع بين أعداد كبيرة لصواريخ الطائرات الحربية من طراز «إف 16»، وهي كبيرة الحجم، والصاروخ الواحد يزن طنين اثنين، بالإضافة إلى الصواريخ المسمارية، التي كانت تطلقها طائرات الاستطلاع، وجميعها لم ينفجر بَعْدُ، وإلى جانب هذه الصواريخ يوجد العديد من القذائف، التي كانت تطلقها المدفعيات، والزوارق البحرية.

يقول أحمد أبودية، من وحدة هندسة المتفجرات في قطاع غزة، لقد «ألقى الاحتلال الإسرائيلي 25 ألف طن من المتفجرات على غزة خلال الحرب، منها ما لم ينفجر بَعْدُ، ولايزال موجوداً تحت أنقاض المنازل المدمرة، ونحن في الإدارة العامة لهندسة المتفجرات، منذ انتهاء الحرب وحتى الآن، نتعامل مع القذائف والصواريخ غير المنفجرة في المناطق المدمرة، ويتم التعامل معها تمهيداً لنقلها إلى مناطق بعيدة عن السكان، ليتم إتلافها».

ويضيف «لا توجد إمكانات كبيرة لدينا، ومعداتنا متهالكة، ونستخدم أبسط المعدات للتعامل مع المخلفات، على عكس العالم الذي يتعامل معها من خلال إنسان آلي، وهو ما يفاقم معاناة الناس، ويعقد مهمة تفكيك القذائف غير المنفجرة».

ومن بين القذائف، التي خلفها الاحتلال ولم تنفجر بَعْدُ، بحسب أبودية، هي قذائف الكاربت (الوقود الجوي)، وهي قذائف تطلق من منصات خاصة على الأحياء السكنية، وترفع درجة الحرارة فيها إلى 2700 درجة مئوية، وتوجد بها مادة أوكسيد الأثولين، وهي مادة مسرطنة.

ويقول الناشط الحقوقي، صلاح عبدالعاطي، من الهيئة المستقلة لحقوق المواطن: «حذرنا من الخطورة الكبيرة لمخلفات الحرب، في ضوء الكميات الكبيرة من المتفجرات التي ألقيت على غزة، ونخشى أن تنفجر القذائف مرة أخرى، خصوصاً في المناطق التي لم يعد إليها أصحاب المنازل المدمرة».

ويضيف «منذ اللحظة الأولى لتوقف العدوان، طالبنا منظمة الصليب الأحمر الدولي، والمنظمات الدولية كافة بإرسال فرق إغاثة إلى غزة، من بينها خبراء متفجرات للتعامل مع مخلفات الحرب من أسلحة وقذائف وصواريخ».

تويتر