انقسام «الأطلسي» يعيق اتخاذ موقف حازم ضد روسيا

الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو. رويترز

يعتبر العدوان الروسي على أوكرانيا الأكثر فظاعة منذ الحرب العالمية الثانية، بهدف تغيير حدود الدول ذات السيادة في أوروبا بالقوة. كما أنه أكبر اختبار لتصميم العالم الغربي، منذ نهاية الحرب الباردة، أي قبل ربع قرن من الآن. وإذا كان التاريخ يعلمنا دورساً، فإنه من غير المرجح أن تكون قمة حلف شمال الأطلسي، التي انعقدت الأسبوع الماضي قدمت مساعدة مهمة إلى أوكرانيا، وإنما ستركز بدلاً من ذلك على تأمين الاطمئنان لعضوية الحلف.

وتعهد حلف الأطلسي بنشر قوة انتشار سريع محدودة، تعدادها نحو 4000 جندي على الأعضاء المجاورين لروسيا، وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما، قد وعد بأن يجتمع الحلفاء في ويلز مع الرئيس بيترو بوروشينكو، «لإظهار أن دول الحلف البالغ تعدادها 28 دولة متوحدة في ما بينها، وذلك دعماً للسيادة في أوكرانيا، ولحماية أراضيها».

لكن من غير الواضح ما إذا كان أوباما سيكون قادراً على جعل الحلف يفي بوعوده. وستصادق معظم دول الحلف ربما على إصدار عقوبات اقتصادية أشد ضد روسيا، لكن من المرجح أن يؤثر ذلك في روسيا بقيادة الرئيس فلاديمير بوتين. وعندما يتعلق الأمر بتأمين الأسلحة المتطورة، وتدريب القوات الأوكرانية، فإن أعضاء «الأطلسي» سيكونون أكثر انقساماً، إذ إن العديد منهم يخشون أن هذا التصعيد يمكن أن يؤدي إلى صراع عسكري مع روسيا النووية. ويمكن أن يؤدي عدم التوصل إلى قرار حاسم، ضمن الحلف إلى اللجوء إلى خطة بوتين، المؤلفة من سبع نقاط، والتي تم الإعلان عنها قبل بضعة أيام، من أجل وقف إطلاق النار في أوكرانيا، من أجل كسب المزيد من الوقت قبل اتخاذ خطوات جريئة.

وأظهرت هذه الأزمة مدى أهمية عضوية «الأطلسي»، كما أنها أوضحت مدى هشاشة الدولة الأوروبية أمثال أوكرانيا، التي لم تدخل حيز حمايتها من قبل الحلف.

 

تويتر