جحيم الإيزيديين في شمال العراق مستمر
الإيزيديون يصارعون للبقاء على قيد الحياة في جبل سنجار. أ.ب
تحولت السفوح الوعرة لجبل سنجار شمال العراق، إلى فراش ومكان مؤقت لنوم أبناء الطائفة الإيزيدية، الذين فروا إلى ذلك الجبل هرباً من اضطهاد مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش). وقضى الإيزيديون الليالي الثلاث الأخيرة في الجبل، في محاولة لأخذ قسط من الراحة بعد ان أنهكهم الفرار من مسلحي «داعش»، في جو شديد الحرارة بلغت فيه درجة الحرارة 40 درجة.
ويصارع الإيزيديون وهم الأشد فقراً بين فئات وطوائف الشعب العراقي، الموت في سفوح جبل سنجار، ويتسابقون في البحث عن ماء للشرب أو الاغتسال، ووجبات طعام تلقيها من الجو طائرات إغاثة أميركية وبريطانية، بينما تلوح في الأفق أضواء نقطة تفتيش أقامها مسلحو «داعش». ويبدو ان الشائعات والحرب النفسية هي سيدة الموقف بين الإيزيديين، إذ قال شاهد عيان إن أولئك المسلحين اقتحموا بلدته وقتلوا كل الرجال، فيما تحدثت تقارير اخرى عن دفن أطفال وسيدات أحياء. كما يحدق خطر الموت عطشاً، وبسبب تفشي الأمراض بسبب عدم وجود مياه للشرب أو الاستحمام أو علاج المصابين من أبناء الطائفة الذين يعاني معظم أطفالهم الجفاف.
ويدرك الإيزيديون، الذين يعيشون ظروفاً شاقة وقاسية في جبل سنجار الذي يمتد على مدى النظر إلى الحدود السورية، أنهم سيكونون في عداد الموتى ما لم يعثروا على ماء الشرب والطعام اللذين تقوم طائرات أميركية وبريطانية بإلقائهما بين الحين والآخر.
وحين يسمع الإيزيديون هدير الطائرات وهي تقترب، تنتعش آمالهم بأنها جاءت لتخلصهم من الحصار الذي يفرضه مسلحو «داعش»، لكنهم سرعان ما يدركون أن هذه الطائرات جاءت فقط لحماية العاصمة الكردية أربيل، التي تزدحم بالفنادق الفخمة والاستثمارات الغربية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news