بلير مجرم حرب.. و«الجنائية» مجرد أداة

ينبغي أن يتم تقديم رئيس الوزراء البريطاني السابق، توني بلير، إلى المحاكمة كمجرب حرب، لمحاكمته على جر البريطانيين إلى حربين في أفغانستان والعراق وما نجم عنهما من جرائم ضد الإنسانية، لا أن نتركه لمحاسبة التاريخ. وتقول المحكمة الجنائية الدولية إنها مستقلة، لكن التجارب والأحداث أثبتت غير ذلك، وأنها متحيزة ومجرد أداة بيد الامبريالية الغربية لمعاقبة قادة الدول الصغرى، وأنها تتجاهل الجرائم الكبرى التي ترتكبها الدول الكبرى والغنية. ولايزال لدي أنا وآخرين آمال بأن يتم توجيه اتهامات جنائية ضد بلير داخل بريطانيا وأروقة قضائها، غير أنه لا يمكننا الوثوق بأن السياسيين راغبون أو قادرون على التحرك في الاتجاه الصحيح بهذا الشأن، فليست لديهم مصلحة في رؤية بلير في مواجهة العدالة، لما سيجره ذلك من جدل، وربما إحراج، لحكومة بريطانيا الحالية، داخلياً وخارجياً.وإذا ما تمت محاكمة بلير على أعماله وهو على قيد الحياة، فإن ذلك سيوجه رسالة تحذير قوية ومباشرة إلى السياسيين الحاليين والمستقبليين داخل بريطانيا وخارجها. وتكفي هنا مجرد الإشارة إلى أن ما يراوح بين نصف مليون ومليون شخص سقطوا ضحية الحرب في العراق الذي غرق في أعمال عنف طائفية، لا تلوح لها نهاية قريبة في الأفق.

تويتر