أرسل إشارات واضحة وعدوانية إلى دول الاتحاد السوفييتي السابق

بوتين يعيد رسم النظام العالمي الجديد

بوتين يعتقد أن أوكرانيا تابعة لروسيا. أ.ف.ب

كان العالم في مرحلة ما بعد الحرب الباردة قد توضحت معالمه جيداً. وبعد انهيار الشيوعية تخلت روسيا عن الدول التابعة لها وانسحبت إلى موسكو. وأصبح حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الذي تشكل أصلاً لحماية أوروبا من الغزو الروسي، أقل أهمية. وقامت منظمة التعاون والأمن الأوروبية بضم الدول التي كانت منضوية تحت جناح الاتحاد السوفييتي، إلى عضويتها، متعهدة بحماية حدودها. ولكن بالغزو الروسي الحالي لشبه جزيرة القرم، التابعة لأوكرانيا والتي تتمتع بعلاقات عميقة مع موسكو، يكون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد دمر كل هذا النظام الدولي.

وقال السفير السابق لجورجيا في الولايات المتحدة، تيمور ياكوباشفيلي، والذي أصبح الآن أحد كبار المسؤولين في صندوق مارشال الألماني، إن «النظام العالمي ما بعد الحرب الباردة قد انتهى تماماً، والعديد من المنظمات الدولية أصبحت قديمة وعفى عليها الزمن».

واتضحت قلة أهمية هذه المؤسسات بصورة شاملة في الأسابيع الأخيرة، وأصبح حلف شمال الأطلسي غير قادر على تطوير استجابة منسقة، وتم طرد المراقبين الدوليين من شبه جزيرة القرم. وفي هذه الأثناء أرسلت روسيا إشارات واضحة وعدوانية إلى دول الاتحاد السوفييتي السابق.

وبعد أسبوعين من غزو روسيا للقرم ويوم واحد من النتيجة الساحقة للتصويت على الانضمام إلى روسيا، قام الغرب أخيراً بمعاقبة عدد من الأشخاص في روسيا، وفي أوكرانيا. وتعرض الاقتصاد الروسي لضربة قوية منذ غزو القرم، حيث عانى الروبل الروسي، وكذلك تعرضت الأسهم لخسائر كبيرة. وللمرة الأولى اعترفت الحكومة الروسية بالألم عندما أعلن أحد المسؤولين الحكوميين بأن الوضع الاقتصادي أصبح في حالة أزمة. ويرجع ذلك إلى أن بوتين لم يتصرف بصورة عقلانية تنسجم مع أي مادة من القانون الدولي. وتشير العديد من التقارير إلى أنه يعتقد بأن أوكرانيا ليست دولة شرعية وأنها تابعة لروسيا.

 

تويتر