المصالح تبعد تركيا عن التورط في أزمة القرم

أحمد داوود أوغلو. أ.ف.ب

على الرغم من أنها تتمنى أن تكون بعيدة عن أزمة القرم، إلا أن تركيا لا تستطيع تجنب أن تكون منخرطة فيها. ويبلغ تعداد سكان القرم من التتار الأقوياء 260 ألف نسمة، أي ما يعادل 15% من إجمالي سكان القرم. ومن الناحية العرقية واللغة والدين «مسلمون سنة»، فإن التتار قريبون جداً من الأتراك، والملايين من سكان تركيا يمكن أن ترجع أصولهم إلى التتار بفضل موجات الهجرة المتعاقبة، منذ أن استولت الإمبراطورية الروسية على القرم عام 1783 بعد أن كانت تابعة للإمبراطورية العثمانية. واهتم وزير الخارجية التركي، أحمد داوود أوغلو، بهذه الدعوات المطالبة بحماية التتار.

ويتجلى السبب الثاني في اهتمام أنقرة بالأزمة في شعور تركيا بأنها تشكل جزءاً من منطقة البحر الأسود. وعلى الرغم من أن سياستها الخارجية منصبة بصورة كلية على الشرق الأوسط، خلال السنوات الخمس الماضية، إلا أن أوكرانيا تعتبر بالنسبة لها دولة جارة. وأن أي تغير في الوضع الراهن لوحدة أراضي أي دولة لن يكون أمراً جيداً بالنسبة لتركيا.

ولأسباب عدة، من غير الممكن انضمام تركيا إلى جبهة صراع شاملة ضد روسيا. وتظهر التجارب أن موقفها إزاء الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عادة ما كان منحازا نحو تسوية الخلافات معه. وخلال حرب عام 2008 في جورجيا، بذلت أنقرة كل جهودها كي تخفف التوتر بين موسكو وحلف شمال الأطلسي ومنعت حدوث مزيد من التصعيد. والمسألة لا تتعلق بوجود كيمياء تربط بين رئيس الحكومة التركية، رجب طيب أردوغان، والرئيس بوتين، تساعدهما على التغلب على الخلافات بينهما بشأن الموضوع السوري كلما التقيا معاً. ولكن ثمة علاقة اقتصادية قوية بين البلدين، حيث تعتمد انقرة على استيراد الطاقة من روسيا وتبلغ قيمة المبادلات التجارية بين الطرفين 30 مليار دولار سنوياً. واستفاد المقاولون الأتراك من ألعاب سوتشي الأولمبية كثيراً.

وباختصار فإن تركيا يمكن أن تخسر الكثير في حالة وجود مواجهة كبيرة بين الغرب وروسيا.

 

تويتر