مصحات اليونان تتخلص من مرضاها في الشوارع بسبب التقشف

متظاهرون أمام البرلمان اليوناني ضد التقشف. أرشيفية

من المحتمل أن يعود العديد من المرضى العقليين، بمن فيهم القتلة، إلى شوارع اليونان، بعد أن بدأت مستشفيات المرضى العقليين الرئيسة تغلق أبوابها، بسبب الأزمة المالية التي تمر بها البلاد، والتي من المتوقع أن يتم إغلاقها في 2014، اثنان منها في العاصمة أثينا، وآخر في مدينة سالونيكا الشمالية، حيث تقول سلطات هذه المستشفيات إنها أنذرت أقارب 330 مرضى حتى 31 ديسمبر للحضور لأخذ مرضاهم لإيداعهم في المؤسسات المجتمعية، مثل دور المرضى العقليين أو الملاجئ الخاصة. وحيث إن 100 من هذه المؤسسات قد اكتظت بالفعل بالمرضى الذين يعانون الشيزوفرانيا والزهايمر، فإن أقارب المرضى يخشون أن ينتهي الحال بمرضاهم في الشوارع، ليشكلوا خطراً على المارة أو يقعوا ضحية في أيدي من لا يرحم.

وفي الوقت الذي يهدد الاتحاد الاوروبي بقطع التمويل، وتصر مؤسسات الإقراض الاجنبية على خفض موازنة النظام الصحي اليوناني، تضطر السلطات في أثينا لإغلاق المصحات وتسريح من فيها من المرضى.

وتظهر السلطات في اثينا اهتماماً أقل في بلد يشكل فيه المرضى العقليون ربع المرضى في البلاد، حسب تقديرات وزارة الصحة العالمية. ففي عام 1989 أثارت صور المرضى العقليين العراة المقيدين بالسلاسل في المستشفيات الاغريقية العقلية ــ الصدمة والرعب في جميع أنحاء أوروبا، ما اضطر السلطات اليونانية التي احست بالخجل للعمل على إجراء إصلاحات، مولها الاتحاد الاوروبي، وأرسل الاتحاد مجموعة من خبراء الصحة العقلية للمساعدة في ترقية خدمات هذا القطاع، إلا أن هذه الاصلاحات توقفت بعد الأزمة المالية التي ضربت البلاد ابتداء من عام 2009، الأمر الذي أدى إلى مزيد من الفشل في مؤسسات الصحة العقلية، ونقص مريع في الكادر الطبي للعديد من المستشفيات.

 

تويتر