قرار إسرائيلي يؤيد السماح لليهود بالصلاة في باحات الحرم القدسي

«الكنيست» يدعم تقسيم واقــتـحام الأقصى للمرة الأولى

المسجد الأقصى تعرض للعديد من الإقتحامات. أرشيفية

بعد أن كانت ممارسات تقسيم المسجد الأقصى واقتحامه ودخول الجماعات المتطرفة والمستوطنين، تقتصر على بعض الجماعات اليهودية المتطرفة وعدد من القيادات الصهيونية، فقد وصلت إلى منحنى خطير، وبدأت تأخذ الطابع الرسمي، إذ انكشفت مخططات ونوايا عن وجود سياسة إسرائيلية على أعلى المستويات في الحكومة و«الكنيست» لدعم هذا التوجه.

فبناءً على دعوات حكومية قدمت لجنة الداخلية والأمن في «الكنيست» برئاسة ميري ريغيف، من حزب الليكود، وللمرة الأولى، مشروع قرار تقسيم المسجد الأقصى، والسماح لليهود بالصلاة في باحاته، التي وردت تحت عنوان «ترتيب نظم جديدة للمحافظة على جبل الهيكل كمكان مقدس».

ويقضي هذا المخطط بالسماح العام لليهود بممارسة طقوسهم الدينية في الناحية الشرقية من ساحات الأقصى، والدخول للساحات من جميع أبواب الحرم القدسي.

صلوات فردية وجماعية

كشف نائب رئيس الحركة الإسلامية في أراضي الـ48 الشيخ كمال الخطيب، أن قرار لجنة الداخلية في الكنيست، ينص على أن يتم تقسيم المسجد الأقصى بتخصيص مكانين لليهود في المنطقة الشرقية للمسجد الأقصى، والممتدة من الجنوب نحو الشمال، لتأدية الصلاة بشكل فردي لليهود داخل هذه المنطقة.

وبخلاف الصلاة الفردية سيسمح لليهود بالصلاة الجماعية باستخدام التوراة والكتب والأدوات المقدسة بالقرب من باب الرحمة في الأقصى، بالإضافة إلى تخصيص أوقات مضاعفة في الأعياد اليهودية.

وقال إنه سيتم تخصيص المساحة ما بين المتحف الإسلامي بالقرب من منطقة باب المغاربة لليهود من أجل الصلاة فيها، واعتبارها منطقة أكثر أمناً وحماية للمستوطنين والجماعات المتطرفة. ويضيف أنه «ستكون هناك مواجهات مع الاحتلال وتظاهرات غاضبة، وستصل إلى اندلاع انتفاضة ثالثة وهبة جماهيرية كبيرة، فالأقصى سيظل رقماً صعباً، والشعب لن يسمح بدخول الغرباء والصهاينة وتدنيس الأقصى».


مشروع تقسيم

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2013/12/60976.jpg

كمال الخطيب: إقرار مشروع تقسيم الأقصى سيقضي بحماية المستوطنين رسمياً من جميع عناصر أجهزة الأمن، وتسهيل مهمة دخولهم وممارسة طقوسهم، وسيزداد الإقبال من قبل جميع الجماعات اليهودية والمستوطنين لدخول الأقصى واقتحامه، كما سيؤيد توجهات ودعوات الجماعات اليهودية المتطرفة لتصعيد خطواتهم وممارساتهم الداعية إلى اقتحام الأقصى وتقسيمه.

وحال تم تنفيذ هذا القرار على أرض الواقع، بحسب رئيس كتلة حزب التجمع الوطني البرلمانية، النائب جمال زحالقة، فستزداد أعداد اليهود الذين يقتحمون الأقصى، وسيمارسون ذلك يومياً، فيما سيؤدي ذلك إلى حدوث هبّة جماهيرية فلسطينية واسعة النطاق، واندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة مشابهة لانتفاضة الأقصى الثانية التي اندلعت عقب اقتحام رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرئيل شارون باحات الأقصى.

ويقول زحالقة لـ«الإمارات اليوم»، إنه «للمرة الأولى وبدعوى حكومية، اجتمعت لجنة الداخلية والأمن في الكنيست لبحث أنظمة دخول اليهود إلى الأقصى عملياً، لتقسيم الزمان والمكان في الحرم القدسي كما حدث في الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل، فبعد أن كان المتطرفون هم من يدعون إلى اقتحامه، أصبح الآن مشروعاً حكومياً رسمياً».

ويضيف أن «التطور الجديد خلال الفترة الأخيرة هو تزايد صغار الحاخامات الذين يبيحون لأفراد يهود دخول الأقصى، أما الحاخامية الكبرى في حال سمحت لليهود بدخوله فهذا يعني أنه يوجد سماح عام لكل اليهود لدخول الأقصى، فبدلاً من أن نرى العشرات يقتحمون الأقصى سنرى عشرات الآلاف، وهذا تطور في غاية الخطورة».

ويؤكد زحالقة وجود أغلبية يمينية متطرفة داخل الكنيست تؤيد هذا الأمر، على الرغم من وجود إشكالية دينية لديهم في المعتقدات والفقه الديني اليهودي، محذراً من حدوث هبة جماهيرية وردود أفعال غاضبة لن يسبق لها مثيل إذا تم تنفيذ هذا القرار.

وتسبب عرض هذا القرار من لجنة الداخلية داخل أروقة الكنيست في حدوث مواجهات كلامية حادة بين النواب العرب وأعضاء الكتل البرلمانية الإسرائيلية، ومن بين هذه المواقف اعتراض النائب زحالقة على هذا القرار، ليتعرض لمواجهة عنيفة من النواب اليهود وصلت إلى دعوات بطرده.

ويقول زحالقة «لقد قلت للنواب اليهود خلال اقتراح القرار داخل الكنيست من أجل بحثه ونقاشه كجواب ورد فعل على ذلك: إن الهيكل هو أسطورة كاذبة، وأما الأقصى فهو حقيقة واقعة، وعلى الفور واجهوني بالشتائم، والدعوة إلى طردي وإبعادي، كما وصفوني بأنني بربري، لكن أنا مصمم على كلامي، فهذا ليس موقفي فقط، بل هو مطابق للحقيقة والواقع».

ويضيف «كما قلت لهم: إذا أقدمتم على هذه الخطوة فستشعلون النار. وهم فعلاً مقبلون على إشعال النار وتفجير مواجهات، فالمسجد الأقصى مكان مقدس للمسلمين، ولا يوجد لإسرائيل أي حق في التدخل وتغيير الواقع، بالإضافة إلى وجود اتفاقيات مع الأردن والسلطة الفلسطينية بشأن الحفاظ على الأقصى وعدم تغيير الواقع فيه، وهي هكذا تنقض وتخترق التزامها بهذه الاتفاقيات».

ويؤكد أن الشعب الفلسطيني لن يسمح بمرور مثل هذه المخططات، وسيواجهها بكل ما يملك، «فالأقصى أمانة في رقاب هذا الشعب، وهو لن يخون الأمانة».

ويؤكد نائب رئيس الحركة الإسلامية في أراضي الـ48 الشيخ كمال الخطيب، لـ«الإمارات اليوم»، أن نجاح هذا القرار وتنفيذه مرتبط بردود الفعل الفلسطينية والعربية، فإذا كانت باهتة وخجولة سيزداد الأمر ويتقدم حتى يصل إلى بناء الهيكل المزعوم. ويقول «لكن أراهن على أن ردود الفعل الفلسطينية وكذلك العربية الشعبية ستكون قوية، ولن يتحقق هذا المخطط، فالأقصى دائماً يقلب المعادلات على إسرائيل، فحماقة إسرائيل بأن الوضع العربي سيبعد الفلسطينيين والعرب عن هذا القرار، ستنتهي، وستفاجأ بردود الفعل الكبيرة والغاضبة».

ويضيف أنه «ستكون هناك مواجهات مع الاحتلال وتظاهرات غاضبة، وستصل إلى اندلاع انتفاضة ثالثة وهبّة جماهيرية كبيرة، فالأقصى سيظل رقماً صعباً، والشعب لن يسمح بدخول الغرباء والصهاينة وتدنيس الأقصى». وكان الاحتلال الإسرائيلي يعتمد، بحسب الخطيب، خلال السنوات الماضية، على إدخال المستوطنين إلى المسجد الأقصى بمقدار رد الفعل، فقد تمت زيادة الأعداد حتى وصل الأمر إلى إدخال المستوطنين في شهر رمضان المبارك، وهذه سابقة خطيرة من نوعها، وكذلك في يوم الجمعة، وذلك كنتائج لردود الفعل الفلسطينية والعربية الرسمية والشعبية.

تويتر